الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

فرصتنا الاخيرة وخياراتنا العملية في مواجهة الانهيار الشامل في المواقف العربية

نشر بتاريخ: 13/09/2020 ( آخر تحديث: 13/09/2020 الساعة: 13:52 )

الكاتب: المحامي صلاح الدين علي موسى


من السهل ان نسجل كل الاسباب التي اوصلتنا الى هذه النقطة، الاهم ان نتقدم دوما نحو الامام ونجد البدائل ونحول الكوارث الى فرص او نمنع تداعياتها علينا كشعب وامة عربية.

نعتقد انها الفرصة الاخيرة للقيادة الفلسطينية وحركة فتح وحماس والجهاد والفصائل،وللنقابات المهنية والعمالية والاكاديميين ولكل شخصية وطنية او اسلامية مستقلة في الداخل والخارج، انها الفرصة الاخيرة للعمل الاهلي والحقوقي ومؤسساته الفاعلة في داخل فلسطين وخارجها، انها كذلك بالنسبة لرؤساء البلديات وللقطاع الخاص الوطني، انها الفرصة الاخيرة لنا ككل فلسطيني اينما تواجدنا،نعتقد انه يمكن لنا ان نتجاوز هذا الكرب العظيم، يدرك الجميع ان المشهد قاتم وظروف الحكومة اصعب وقصص المتنفذين وابنائهم ما انفكت تظهر كل يوم ، الكل فاقد للثقة والكل يحمل الاخر المسؤولية، الكل يبحث عن اسباب هذا الانهيار العظيم والكل ما زال يفكر بذات الطريقة التي كنا نفكر بها منذ نشوء الثورة، فمنهم من يريد ان يعود للكفاح المسلح ومنهم من يريد ان يعود على دبابة اسرائيلية او دعم امريكي او عربي ومنهم من يريد ان يقبل بما هو مطروح . لا نرى ان للمنظمة غير فلسطين ولن تقبلنا اية دولة كي نمارس انشطة على اراضيها، لن تتمكن المنظمة من الحاق او ضم حماس والجهاد الاسلامي اليها لانها ستعتبر منظمة ارهابية، ولن يستطيع ابو مازن الذهاب الى غزة وغزة محاصرة من اسرائيل ومصر، السلطة لا تستطيع ان تحرك ساكنا غير الصمود السلبي ومحاولة استدعاء للمقاومة الشعبية السلمية.

اجتماع الفصائل قبل اسبوع كان خطوة على الطريق ، المصالحة بين الضفة وغزة لن تتحق كما كنا نراها في السابق، فالثورة لم تعد كما نراها بل كما يمكن لنا ان نعمل من خلالها

المشهد معقد فما الخيارات اذا، نقترح الخطوات التالية :

بسبب فقدان الثقة في الواقع وفي عدد من القيادات الفلسطينية الحالية فنوصي لفخامة الرئيس ابو مازن ترحيل هذه القيادات الى درجة مستشارين بحيث لا يعودون يظهرون في الاعلام، فالناس سيادة الرئيس لا تثق بعدد كبير منهم، كما ان ما يرشح من انباء تتعلق بسفاراتنا في الخارج باتت حديث الشارع، واصبحت تصريحات عدد من المسؤولين تثير سخرية الناس ،كما ان الدفع باتجاه الشباب لقيادة المؤسسات امرا اصبح ملحا وقد يكون ملاذا لبداية جدية حيث انها فرصة للتغيير واستعادة الثقة مع الجهمور وشعبنا الفلسطيني .

حان الوقت لتوقف الحكومة العمل الكلاسيكي وكأن الاعمال كما هي(Bussines as usual )، والتركيز على ادارة حياة الناس للتخفيف من وطأة الالتزامات التي على الناس، بحيث يتوقف النقاش حول أي قانون او مسألة تمثل اثقال او عبء على الناس(هذا كنا قد استعرضناه في مقالات سابقة) ونرجو من رئيس الحكومة البحث عن خطوات عملية لتعزيز ثقة الجمهور بالحكومة.

وقف النزيف في القضاء فورا وايجاد اليات عملية للتعامل مع هذا الملف وهناك عدد كبير من الخيارات ان اردنا سنعرضها في وقتها المناسب .

على دحلان ومن معه في الضفة وغزة وفي اماكن تواجدهم ان يوجهوا رسالة للمجتمع الفلسطيني من خلال الاعلان الواضح والصريح ان محمد دحلان وانصاره ضد التطبيع فكما خرج المشهراوي قبل اسابيع للحديث حول مجموعة مسائل عليه ان يخرج ويقول للناس انه ضد التطبيع خارج المبادرة العربية للسلام ، وليس بالضرورة ان يبايعوا الرئيس ابو مازن ، المهم ان يبايعوا فلسطين في الثبات على الموقف والقضية.

المطلوب من النخب الاكاديمية والثقافية والاعلامية في الداخل والخارج تشكيل اجسام عمل وطنية للتصدي لصفقة القرن وليس بالضرورة ان تتفقوا او تختلفوا مع القيادة الحالية للشعب الفلسطيني سواء بدعم الرئيس ابو مازن او معارضتة او دعم حماس او معارضتها ، فما الذي يمنعكم من تنظيم انفسكم للعمل بشكل جاد بدلا من الانتقاد الدائم للاخطاء والتي جميعا نقر اغلبها، لديكم فرصة فهناك اجسام افتراضية قامت كجسم الاكاديمين الفلسطينين وغيرها.

على النقابات المهنية العمالية والاتحادات بكافة مكوناتها واطيافها واماكن تواجدها التحرك الفعال على كافة المستويات واطلاق تحالف مشترك يتم قيادته من اشخاص مؤهلين في مجالات العمل الرقمي والتسويق الاعلامي والسياسي من خلال تاسيس منصات عمل مشتركة واطلاق برامج عمل مستدامة لمواجهة صفقة القرن.

على المجمتع المدني الفلسطيني والذي له باع طويل في مقارعة المحتل ان يبادر ومن خلال شركاءه الفلسطينين خارج الوطن والعرب والمسلمين والدول الصديقة لانشاء تحالفات ممنهجيه وذات طبيعة مستدامة كي تؤثر في مراكز صنع القرار في اوروبا والامريكيتين وفي المجتمع المدني العربي في داخل حدود الوطن العربي.

قيام مجالس الطلبة في الجامعات والمعاهد الفلسطينية باطلاق تجمعات طلابية افتراضية في الوطن العربي والعالم الاسلامي وفي جميع ارجاء العالم لتوحيد الجهود لدعم القضية الفلسطينية والوصول الى كل مكان واستثمار كل فرصة بحيث تخصص مجالس الطلبة ساعة في الاسبوع للحديث عن فلسطين في الجامعات والمعاهد العربية والاسلامية بالسر والعلن وكلما تمكنا من ذلك.

انشاء علاقات صداقة وشراكات بين الجامعات والمعاهد الفلسطينية مع عدد من الجامعات العربية والاسلامية والعالمية من خلال تخصيص مساق يدرس عن القضية الفلسطينة في هذه الجامعات كلما امكن، لاستعادة مكانة فلسطين في الوعي الفردي والجمعي والمؤسساتي في العالم.

للبلديات دور اخر حيث من المفروض توسيع نطاق التوأمات بين البلديات الفلسطينية ونظيراتها العربية والاسلامية والدولية، فنحن نسمع عن توأمات وشراكات مع بلديات اجنبية الا ان القليل من البلديات الفلسطينية لها علاقات صداقة مع بلديات عربية واسلامية، ليس بالضرورة ان نستفيد ماليا من ذلك فيكفي ان ننطلق سياسا لتحقيق ذلك.

بدلا من المنصات الالكترونية التي مزقتنا داخليا والتي فضحت كل ما هو صحيح وغير صحيح عن واقع السلطة وحماس وبعض القيادات ان نوجه هذه الجهود ونحولها الى منصة الكترونية عربية واسلامية لدعم القضية الفلسطينة ، ولا نطلب من احد ان يصفق للرئيس ابو مازن اوللحكومة او لحماس او لاي جهة او شخصية فلسطينية، بحيث تكون فلسطين وقضيتها هي الهاجس، وليس بالضرورة ان يتم ذلك تحت مشورة ودعم الجهات الرسمية الفلسطينية، بحيث يكون اليوم الاول من كل شهر مثلا مخصص لفلسطين على كافة شبكات التواصل الاجتماعي في العالمين العربي والاسلامي وفي العالم حتى تتحول فلسطين الى جزء من حياة الناس.

علينا ان نجعل من القدس عنوان المرحلة والاقصى وكنيسة القيامة قبلة الاحرار في العالم العربي والاسلامي ولكل الاصدقاء بحيث تكون شخصيات دينية سواء ممن تتفق معهم السلطة او تختلف في صدارة المشهد.

يمكن للقطاع الخاص ومن خلال الغرف التجارية والاجسام الاخرى له ان يشكل تحالفات على المستوى العربي والاقليمي والدولي لدعم القضية الفلسطينية والوقوف في مواجهة صفقة القرن ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية، هناك رجال اعمال فلسطينين منتشرين في جميع انحاء العالم يمكن ان يكون لهم دور هام في ذلك.

نعتقد ان مبادرة تشكيل قيادة موحدة لقيادة المقاومة الشعبية هي استنساخ لتجربة الانتفاضة الاولى فنحن لا نحتاج لاجسام جديدة تزيد العبء وتعقد المشهد على الارض حيث لدينا صور مشرقة في هيئة مقاومة الجدار وحركة المقاطعة ونشطاء المقاومة الشعبية وفي مؤسسات حقوقية فلسطينية كمركز القدس للمساعدة القانونية تصدت وبقوة للسيطرة على الارض بوسائل سلمية وقانونية.

فبدلا من اهدار الوقت في الانتقاد وهذا حق لنا جميعا، فعلينا ان نبادر ونتحرك باسرع وقت ممكن ، والا فان المشروع الامريكي- الصهويني مع بعض الانظمة العربية يتقدم وبقوة ليحصد ويجتث قضيتنا، فمن لا يتقدم يتقادم، وفلسطين لا يمكن لقضيتها ان تتقادم، وقد قال الله في محكم تنزيله "فاذا جاء وعد الاخرة ليسئوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليتبروا ما علو تتبيرا" انه وعد الله ومن اصدق من الله قيلا.