الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الديمقراطية الأمريكية والفوضى الخلاقة التي أوضحها ترمب

نشر بتاريخ: 07/01/2021 ( آخر تحديث: 07/01/2021 الساعة: 20:35 )

الكاتب: ربحي دولة





طالما تغنت الولايات المتحدة الأمريكية بنظامها وحياتها الديمقراطيه بل أصبحت تعتبر نفسها مدرسة في هذا المجال "لتدريس" كل دول العالم، فعلى الصعيد الداخلي نعم فهي تُعدُ دولة ديمقراطية من خلال منح الشعب حقه عبر الانتخابات باختيار من يريد – فهو صاحب الكلمة الأولى في انتخاب ممثليه في كل المراكز الخدماتية والمستوى السياسي.
يُعتبر الحزبين الجمهوري والديمقراطي الحزبين الرئيسين الذي يسيطران على إدارة الحُكم منذ القدم، فيما كانت تجري الانتخابات بسلاسة على الرغم من سخونة الحملة الانتخابية التي تسبق يوم الانتخابات، إلا أن هذا العام كانت العملية الانتخابية مُختلفة تماماً من حيث حجم المشاركة والتي شكلت رقماً غير معهود ومن حيث المنافسة أيضاً.
بعد اربع سنوات من حُكم ترمب لهذه الدولة وما قام به خلال فترة ولايته من أفعال وما صدر عنه من قرارات كان لها وقعها الكبير على علاقة الولايات المتحدة مع باقي دول العالمة : وعلى الصعيد القضية الفلسطينية والتي كانت تتصدر برامج الانتخابات والرؤساء المتعاقبين على الحُكم هناك قرر نقل سفارته والاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الكيان وإطلاق صفقته التي أسماها صفقة القرن، وأغلق مكتب منظمة التحرير وقطع كل المساعدات عن شعبنا وأجبر بعض الدول العربية على عقد صفقات تطبيع مع دولة الاحتلال.
نعم إن هذه السياسة التي انتهجها الرئيس الامريكي ترمب الخاسر في الانتخابات أصابته بجنون العظمة وبدأ "يتبجح" على كل دول العالم وأيضا على صعيد الأزمة التي يعيشها العالم جراء جائحة كورونا والذي استهتر بالتعامل معها ما أدى الى تفشي المرض بشكل كبير في كل الولايات المتحدة والذي نفسه لم يسلم منه جاءت الانتخابات وقال الشعب الامريكي كلمتهم وانتخبوا المرشح الديمقراطي بايدن وخسر ترمب ز
أرى أن هذه النتيجه لا تعني فق خسارة نهج ترمب الذي تعاظم لكن المتغير هو حجم الرفض لسياسته واهتمام الشعب الامريكي زاد، فعدد الأصوات التي حصل عليها تدل على أن الشعب الامريكي ذاهب نحو التطرف أكثر بل أن اتباع ترمب المتشددين خرجوا الى الشوارع ومارسوا العنف رافضين فكرة استبدال ترمب كونهم يعتبرونه "المخلص الرباني" لهم .
هذه الديمقراطيه الزائفة سقط قناعها وظهرت أمريكا وعنصريتها بوجهها الحقيقي عندما دعا الخاسر أتباعه من كل الولايات الى التجمع أمام البيت الأبيض في واشنطن ليعبروا عن رفضهم لنتيجة الانتخابات التي قال عنها أنها مزورة .
سقطت ديمقراطيتهم عندما اقتحموا البيت الابيض بيت ديمقراطيتهم الزائفة ليمنعوا التصويت لبايدن كرئيس قادم للولايات المتحدة.. سقط قتلى وجرحى جراء هذا العنف، وبعدها هذا أي ديمقراطية سيسوقوا لها بعد هذه الأحداث وهذه العقلية العنصرية، وأي فوضى خلاقة سيدعون لها الشعوب التي لا يمارس حكامها الديمقراطية .
دولنا العربية وشعوبنا العربية التي استجابت لدعوة دولة العنصرية وقامت بثورات أغرقتها في صراعات داخلية وكروب لا تنتهي إلا بتدمير بلدانهم وسلب خيراتهم.
أرى أن هذا هو الوقت الحقيقي الذي بحب علينا جميعا كأمة عربية لها تاريخها المُشرف كي نوحد صفوفنا ونُحصين بيتنا الداخلي من أجل إعادة مجد هذه الأمة وهزيمة كل أشكال الاستعمار الذي أصاب أمتنا نتيجة التغول الأمريكي وهيمنته على مقدرات أمتنا لنُمارس حياتنا ونرسم سياستنا التي شأنها رفع قيمة الانسان والمكان بعيدة كل البعد عن مصالح وأطماع الغرب وثقافتهم الدخيلة علينا .
• كاتب وسياسي