الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

البيروقراطية السياسية تفسد المقاومة الشعبية

نشر بتاريخ: 06/05/2021 ( آخر تحديث: 06/05/2021 الساعة: 22:33 )

الكاتب : أ.عيسى المغربي

باحث بالشأن السياسي والاقتصادي

لعل لكل مرحلة من مراحل النضال الشعبي الفلسطيني لها ظروفها وأدوات نضوجها وعواملها ولقد مرت التجربة النضالية الفلسطينية بعديد من الإنتفاضات الشعبية , ولسنا هنا بصدد ذكرها ولكن كان لإنتفاضة عام 1987 م نتائج مختلفة عن سابقتها ؛ وذلك يعود لأسباب وسمات وعوامل سياسية وثقافية ومجتمعية مختلفة تماماً بعد خروج الثورة من لبنان ومحاولة عزل منظمة التحرير الفلسطينية عن واقعها الفلسطيني وتوزيع المقاتلين الفلسطنيين على أكثر من دولة .

بدأت تتشكل الثقافة الوطنية الفلسطينية داخل الأرض المحتلة وتشيكل لجان الشبيبة ولجان العمل التطوعي ودور الجامعات الفلسطينية في تخريج كادر نضالي مثقف والضغط الشعبي وممارسة الإحتلال من البطش والتنكيل في أبناء شعبنا والإستفزازات المستمرة وكل من عاش تلك الحقبة يذكر ذلك جيداً وسبق ذلك علمية حائط البراق وعمليات السكاكين والعمل العسكري لبعض المجموعات.

ولم تكن حادثة السيارة هي السبب الرئيسي في ذلك ؛لأن قبل هذه الحادثة وبحوالي شهر أو 40 يوم أصدمت قاطرة إسرائيلية بباص فلسطيني على طريق أسدود المحتلة واستشهد وأصيب ما يقارب 40 أخ من العاملين داخل أرضينا المحتلة عام 1948 وكان أغلبهم من عائلة البحيصي هذه العائلة المناضلة .

ولكن هناك أسباب كثيرة , ومنها: ممارسات الإحتلال الهمجية على أبناء شعبنا , نسبة البطالة المرتفعة في صفوف الخريجين الجامعيين في تلك الفترة , تشكيل روابط القرى وإعادة تشكيل المجالس البلدية بقرارات من الأدارة المدنية بعيداً من التمثيل الشعبي والوطني , وكان ذلك بعد حادثة محاولة إغتيال بسام الشكعة وإستقالة كل روؤساء البلديات كل ذلك المسببات كانت عود كبريت لشرارة الأولى للأنتفاضة عام 1987م , وكان التحرك الشعبي هو تحرك وجداني ووطني بدون حسابات , وأخذ الشباب المنتفض دورهم من بدايتها وكان للجان الشبيبة ولجان العمل التطوعي والكتل الطلابية لهم الدور الأبرز في الإنتفاضة شكلوا حالة وطنية شعبية فيها الترابط والتلاحم بين جميع شرائح الشعب الفلسطيني , وبعد مرور 3 شهور وكان البيان الأول للقيادة الوطنية الموحدة , أي بعد ما أخذت الإنتفاضة طريقها وأجمع عليها شعبنا الفلسطيني وقواة الحية , ولقد أبدع الشباب الفلسطيني في مواجهة المحتل وهمجيته ونقلت صورة الطفل وهو يقارع الإحتلال بالحجر وأكسبت الإنتفاضة التعاطف الشعبي سواء في الشارع العربي أو الدولي .لم تكن الإنتفاضة قد أعلنت من مؤتمرات صحفية أو إنطلقت من فنادق ولم يقودوها أصحاب رؤوس الأموال ولا من قيادات سلطوية لها إمتيازات خاصة .

حيث كان المجتمع الفلسطيني ضمن تركيبة مجتمعية واحدة والأغلب عاملين داخل أرضينا المحتلة عام 1948م وجزء بسيط من هم عاملين في قطاع التعليم أو الصحة في ذلك الوقت , ولم يكن هناك طبقات مجتمعية مختلفة مثل هذه الفترة , وكان القائد مثل العنصر بالمعتقل وخارج المعتقل , وكان هناك إلتفاف شعبي حول قيادة الإنتفاضة الأولى ولم تقتلها البيروقراطية السياسية ,أي لم يكن هناك سلطة ووزير وإبن وزير وقائد جهاز ولهم إمتيازات خاصة, في حين إن نسبة الفقر والبطالة المرتفعة في أراضي السلطة الفلسطينية و حدثت الفوارق المجتمعية بين أبناء الشعب الفلسطيني ولو تسألنا اليوم أين هم كادر وأبناء الإنتفاضة الأولى من الأطر الرسمية أو التنظيمية 90% منهم تم إستبعادهم من دائرة الفعل , وحتى من كانوا عاملين بالسلطة تم إحالتهم لتقاعد المبكر , حتى أن جزء منهم لم ينصف وظيفياً وتركوا على الرصيف , وعندما أتحدث هنا عن النواة الأولى إلى من إعتقلوا في بداية الأنتفاضة من عام 1988م حتى عام 1990م , الأغلبية منهم كانو من الطلائع الأولى للإنتفاضة ومن أخذو زمام المبادرة على عائقهم بعيداً عن المصالح الشخصية والفئوية القاتلة .

لذلك لا يمكن قيادة إنتفاضة من عبر شاشات التلفزيون أو المهرجانات والفيس بوك والواتس آب تقاد الإنتفاضة من الفعل الحقيقي على الأرض بالإشتباك اليومي مع الإحتلال ومستوطنية , يقول المثل الشعبي (من تحمله عصاه لم يضرب بها) وأن تكون قيادة الإنتفاضة على الأرض وبين الجماهير أن القيادة تتقدم على العناصر وليس بالعكس وبالقياس لقد أعلن عن قيادة وطنية في شهرايلول من العام الماضي 2020م في البيان الأول لهذه القيادة ولهذا اليوم لم نلمس دور فلعي لمخرجات هذا البيان ( اليتيم ) ولذا على القيادات الفلسطينية ترك الجماهير الشعبية أن تتحرك بعفويتها ووجدانها الوطني بعيداً عن السياسات الرسمية ولهذا وذاك وأن تبلور وتتشكل قيادة الإنتفاضة من خلال العمل الميداني على الارض في مواقع الإشتباك مع العدو الصهيوني .

إن الكل الفلسطيني اليوم أمام التحدي مع هذا الكيان المحتل وجيشه ومستوطنية مع أننا نعيش حالة النضال ضده منذ عام 1948م بكل الوسائل والطرق التي نمتلكها كشعب فلسطيني يدافع عن أرضه. لكن يوم 28 رمضان العاشر من أيارهو يوم مختلف لأنها القدس درة التاج وسرهذا الصراع الكوني يجب أن يكون يوم مواجهه حقيقة مع جيش الإحتلال ومستوطنية ليكن يوم غضب شعبي ووطني وأن ينتفض الكل الفلسطيني في وجه المحتل بعيداً عن كل المناكفات الداخلية وأن نترك التناقض الثانوي وأن نصب كل قوانا الفلسطينية في وجه تحدي التناقض المركزي وهو مع المحتل الصهيوني فقط . أن صمود أهلنا في مدينة القدس أثبت أن الكف يناطح المخرزوهذا ليس نظرياً أنه واقعي وجميعنا يسمعه ويشاهده بشكل يومي في مدنية القدس مهد الديانات السماوية . وأن يكون الإشتباك مع المحتل في كل مناطق ومحاور التماس وعلى الطرق الإلتفافية وعلى حدود أرضينا المحتلة عام 1948م ومن الداخل الفلسطيني ومن الشتات الفلسطيني وليس من مراكز المدن الفلسطينية وليطلق العنان لشباب الفلسطيني لإبداعاتهم النضالية في وجه هذا الكيان الغاصب ومستوطنية .

الشكاوي لمجالس لغَو ُُُ وازير الرصاص بيت القصيد إن ألفي قذيفة كلام ُ ًًً لاتساوي قذيفة من حديد