الأربعاء: 17/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

إرادة شعب، وحقه في الأرض والحياة

نشر بتاريخ: 15/05/2021 ( آخر تحديث: 15/05/2021 الساعة: 16:03 )

الكاتب:

الكاتب: بهاء رحال

في الوقت الذي راهن أغبياء المشروع الاستعماري الكولونيالي الاستيطاني في فلسطين، على أن النسيان في تتابع الأجيال خيط نجاة لهم، جاء الجيل السابع بعد النكبة ليقطع الخيط ويعلن وحدة شعب حفظ هويته ولغته وحضارته وارتباطه الوثيق بين الأرض والإنسان، وطيلة عقود مضت كان يظن فيها أصحاب المشروع الصهيوني الكولونيالي، أن الفلسطيني في الداخل المحتل بات في بيت الطاعة العمياء، مكبلًا بالأمر الواقع، بيد أن المفاجأة كانت صفعة مدوية وصادقة، فصعق جنرالات الحرب، وبكى من راهنوا على ذوبان الفلسطيني في الداخل، وكأنهم أرادوا له أن يكون مثل الهندي الأحمر حين ذاب فيما بات يعرف بالولايات الأمريكية، وعلى هذا النحو يتكامل الفلسطيني من جديد، ليخرج كالعنقاء من بين الركام ويعيد للهوية الوطنية مكانتها ويجدد العهد والوعد للأرض، من حيفا وحتى رفح، ومن النقب وحتى الناصرة، ومن اللد إلى الشيخ جراح إلى باب العامود إلى الرملة، ومن سلوان إلى يافا وعكا والشجاعية، ومن حارات القدس العتيقة، وحتى مخيمات الأهل في لبنان الرشيدية، البداوي، صبرا، الدامون، شاتيلا. هنا تستعيد الهوية الوطنية صورتها ووحدتها، وهنا تجلي من تجليات الفلسطيني في قيامته، سدًا ومدًا وسندًا وساعدًا وقلبًا واحدًا لا يخرج عنه إلا كل خائن.

إنها قيامة الفلسطيني، الناهض من ركام النكبة، المقاتل في كل فلسطين، بالبندقية والحجر والهتاف والتظاهر، من فلسطين وإليها، وهذه هي الحقيقة التي تتجلى صورتها في كل المدن والقرى والمخيمات وفي كل الشوارع والأزقة، فانهضي يا غولدا مئير لتشاهدي سقوط خرافتك، وانهضي لتشهدي خراب فكرة القتل والاستيطان والارهاب التي تمثلت بقيام كيان هزيل واحمق، وقولي لبن غوريون أن أهل البلاد لم ينسوا، وأن الأحفاد أكثر ثباتًا وقوة وعقيدة، وأن الكيان الذي انشأتموه هدمه واحد منكم اسمه نتنياهو، وهو يذبح كيانكم طمعًا في مكاسب خاصة، وأنه أغبى ما أنجبه كيانكم، ذلك الذي اغوته سارة، وأنكب إليها وعليها. فانظروا يا غولدا مئير ويا بن غوريون بعد اثنين وسبعين عامًا من قيام كيانكم على أنقاض شعب طردتموه من أرضه إلى منافي اللجوء والشتات، وحاولتم تغييب لغته وسرقة أرضه وهويته وتراثه، وبعد أن مات من مات منهم في رحلة الفلسطيني وشتاته وهجرته، حمل احفادهم الوصايا، وحفظوها وحافظوا عليها، واستعاد الفلسطيني قيامته، على درب استعادة حقه في أرضه ووطنه. انظري يا غولدي مئير وقولي إلى بن غوريون، أنه أخطأ فقد كان لزامًا عليه أن يفكر بأرض أخرى غير فلسطين، ليتخذها وطنًا قوميًا للعنصرية والإرهاب ويقيم كيانه الاستعماري بعيدًا عن فلسطين.