السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

القمة العربية الثلاثية –في القاهرة– والسياسة الامريكية بين كيس الطحين والحقوق الوطنية

نشر بتاريخ: 01/09/2021 ( آخر تحديث: 01/09/2021 الساعة: 13:50 )

الكاتب: عدنان نعيم

نشرت وسائل اعلام عربية واجنبية، (وكالة معا بتاريخ 1\9\2021 )عن لقاء كان سيعقد بين الرئيس الفلسطيني "ابو مازن" والرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" والعاهل الاردني الملك "عبدالله الثاني" ورئيس وزراء دولة الاحتلال " بينت". في القاهرة قريبا،وتم تاجيل الاجتماع ليتحول الى قمة ثلاثية تحضيريه بين فلسطين ومصر.

والتسائل؛ هل من حذر من منزلق الامريكي الاسرائيلي، بتحريك سياسي للمف الفلسطيني الاسرائيلي ام مفاوضات جادة، حيث استغلت اسرائيل اتفاق اوسلوا وتلهت ماطلت بالمفاوضات وتحديدا قضايا الوضع الدائم (اعلان الدولة واخلاء المستوطنات واللاجئين والحدود ) لتعمق اكثر الاستيطان بالضفة بما تشمل القدس لتقضي على حلم الدولة الفلسطينية ،

واخطئنا نحن الفلسطينيين بان قبلنا المقترح الامريكي القائل بالتفاوض على الجزئيات وترك القضايا المركزية لمفاوضات الحل الدائم. وفي علم المفاوضات هذا الاسلوب (التفاوض على الجزئيات والتفاصيل وترك المسائل المركزية لمراحل متقدمه) يكون ملغوما بطريقين؛ الاول اما ان الطرف المقترح لهذه الالية مجبر على التفاوض ولا يرغب اساسا بها او انه يريدها للتلهي وكسب الوقت لتحقيق اغراض خاصة به .

و خلال " اسلو " ان اسرائيل تلهت بنا وماطلت لكسب الوقت من اجل فرض وقائع وحقائق احتلالية استيطانية، فكان ثمن اسلو باهظا وهو (من 1991 حتى 2002 ) بناء العشرات من المستوطنات و زيادة في عدد المستعمرين تصل الى 400 الف مستوطن في الضفة والقدس، عدا عن اطلاق العنان للمستوطنين بقتل وتدمير واثارة الرعب والخوف وحرق وتقطيع المزروعات، اضافة الى الاقتحامات المتكررة للمدن الفلسطينية في احراج ومساس بهيبة السلطة الفلسطينية وعمدت دولة الاحتلال ومن خلال اجراءاتها وخاصة الادارة المدنية العسكرية اسرائيل خلال الى اعاقة أي مشروعات تنموية حقيقية تنوي الحكومات الفلسطينية المتعاقبة على تنفيذها سواء بالتجارة او الصناعة او الزراعة او البنية التحتية .
بين جابوتنسكي ونتنياهو وصولا الى بينت

فقد تعتبر الافكار الامريكية - الاسرائيلية الحالية (تفاوض على قضايا معيشية مدنية ) احد اسس الفكر الصهيوني المتطرف الذي دعا له " جابوتنسكي" في مقالة (اخلاقيات الجدار الحديدي –عام 1937 )حيث قال:" ان الفلسطينيين اصحاب الارض سيقاومون الاحتلال وعلينا التزود بقوة ضاربة شديدة وترحيل اكبر قدر منهم وفي حال بقي جزء منهم يجب ضربهم وضرب قياداتهم بقوة وبكل السبل والوسائل حتى نطرد، حتى تخرج قيادة تقول لنا نريد ان نعيش فقط بحقوق مدنية وبلا أي حقوق سياسية وطنية قومية"

ولعل تصريحات نتنياهو بالتنكر للحقوق الوطنية ومحاولة ضم القدس والاغوار والمناطق (سي) من الضفة هو امتداد لفكر جابوتنسكي المتطرف.

اما رئيس وزراء الاحتلال الحالي "بينت " في زيارته الاخيرة الى الولايات المتحدة وكان تصريحه واضحا و منسجما مع فكر "جابوتنسكي عام 1937" : (لن احل مشكلة عمرها اكثر من 120 عام )في اشارة استراتيجية لوعد بلفور والحق المزعوم الذي اخذته الحركة الصهيونية من المجتمع الدولي باقامة دولة فلسطينية ، وفي عمق اكثر للتصريح للتقدير ؛ فانه يعني "لا اعتراف باي حقوق فلسطينية وطنية سياسية أي لا يعترف حتى باتفاق اسلوا . وتابع تصريحة بالقول: تقديم تسهيلات وخدمات اجتماعية واقتصادية وكأن القضية الفلسطينية قضية كيس طحين وعلبة سردين"

اما الموقف الامريكي المنحاز لدولة الاحتلال فان الاقتراح الامريكي الحالي بان يتم التفاوض على جزئيات وتفصيليات (معيشية واقتصادية )، بحجة اننا نريد بناء جسور ثقة، و الذي يعني اننا اقلية لاجئة طارئة نطلب حقوقا مدنية لا قومية وطنية وهذا الفكر الامريكي قدمه (ريغان و كيسنجر في مطلع السبعينات).

وخلاصة القول في حال موافقتنا على هذا المسار وعدم الخوض بالعظم؛ أي حسم الموضوعات الجوهرية لقضايا الصراع(حدود لاجئين –سيادة امنية وسياسية مياه ) فاننا سنعطي الفرصة لتوغل المستوطنين تمهيدا لطردنا او قتلنا او جعلنا عبيدا في مزارعهم الاستيطانية ، فهذا المسار تم تجريبه منذ 25 عاما.

لمن يتسائل ما الخيارات الاخرى. يوجد الكثير من الخيارات و أحدها اعتماد والبدء بمفاوضات على قضايا الحل الدائم التي كان من المفروض ان تبدا في 1999 .

وهل مطلوب موقف وطني وحدوي فلسطين يعزز قوة و متانه المستوى السياسي الفلسطيني اقول نعم؛ وواجب اساسي، وهذا يحتاج الى مسؤولية وصراحة وحرص وطني لمعالجة سريعه لكافة العوالق والاشكالات بين فصائل العمل الوطني. وكذلك برنامج من الحشد الدولي والعربي لتبني موقفنا التفاوضي المستند لحقوقنا الوطنية التاريخية.