الثلاثاء: 30/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

معًا نرتقي في العلاقة مع الأم

نشر بتاريخ: 22/09/2021 ( آخر تحديث: 22/09/2021 الساعة: 09:32 )

الكاتب:

د. سهيل الاحمد



عميد كلية الحقوق في جامعة فلسطين الأهلية

عامل أمك التي تحب باللين والإحسان، واستمتع بجمال اللقاء بها والمعايشة الطبية والإشعار أنها أعز إنسان، فهي الوردة التي تحنو عليك في كل وقت وكل حال، ومن تسكنك في القلب والروح، بل واجعلها طمأنينة السكنى ونور الهدى الذي ينير الدرب من حولك، فكم سهرت من الليل لترقد ملء أجفانك، وكم تعبت من النصح لترقى بين أقرانك، ويوم كبرت في العمر.. وانشغلت بمصالحك عنها، تركت حينها دموعاً هطلت منها كالمطر، وعيناً بقيت ساهرة تخاف عليك من الخطر، فلم تقسو ولم تجحف وكانت طيبة الأثر والساعية إليك في الخير. ولتعلم أنه يحار القول في وصف الذي لاقته من أجلك، وثق كذلك أنها من أحبتك دوماً وأبداً، ومن ترجو اللقاء بك، وتفطن لضعف حالك، وصعب المواقف التي تنال منك.. فانشغالك عنها حرمان لك من الراحة التي تريد، وقربك منها تحصيل لذلك، لأن كل من أحبّ أمه أحب لقاءها والنظر إليها وتقبيل يديها والاطمئنان إلى ناظريها، والاستمتاع بذلك، لاعتبار حصول هذا الأمر عبادة لله تعالى وحققه أنت معها من خلال تبسمك ونظرتك واطمئنانك وتقبيلك وحوارك. فأمك كم آوتك وكم تقبلتك ولكم طرحت أنت عندها مشكلاتك، فكانت نعم المأوى ونعم المطمئن ونعم المرغب بالأمل والمسعد بالإنصات والمخفف للآلام والمعايش للأحلام في صغرك وكبرك وصحتك وسقمك. وأمك كم مسحت دمع العين منك من دموعها الغاليات، وقد مزجت في همها هموماً في حياتها بالغات، فهي نور العين وضياء القلب وانشراح الصدر وذهاب الغم، وهي من علمتك معنى الحياة، ولذلك فلترغب ولتحرص أن تمرغ في ثرى قدميها خدك حين تلقاها ولتهنأ بذلك وتغتنمه فالجنة تحت أقدامها، وأحق الناس بصحبتك يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم... وإذا ما قلت أماه، فلا شكوى ولا آه، فهي النعمة المثلى ومن تحب رؤياه. فيا أيها المخاطب بالاهتمام بأغلى إنسان، انسج كلماتك لها بأجمل ألحان، واعلم أن الله سبحانه قد أمرك وحثك أن تعاملها بالإحسان، مثبتاً ذلك ومؤكداً بآيات من القرآن، واعو الله العظيم أن يحفظها من الأحزان، وأن يجعلها من أهل الجنة والنعيم والرضوان، وأن يسبغ عليها نعمه وأن يزدها فضلاً بحسن الخاتمة والغفران، وقل لها ألا تنسك من صالح دعائها ومن سعة رضاها في كل الأمكنة والأزمان.