الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

التغيير بين النظرية والتطبيق

نشر بتاريخ: 23/02/2022 ( آخر تحديث: 23/02/2022 الساعة: 11:17 )

الكاتب: ربحي دولة



التغيير هي كلمة للتعبير عن رفض شيء معين او شخص معين، وتحمل في طياتها الكثير من المعاني ولا تخلو ايضا من النتائج السيئة.
فالتغيير هنا عند الجادين باطلاقها وفعلها هي عقد العزم والنية للثورة على الواقع الذي يعيشه او السلوك الذي يمارسه من اجل تصحيح المسار وتغيير الواقع فإذا أردنا التغيير من سلوكنا تجاه أنفسنا او مجتمعنا يعني أننا وصلنا الى قناعة تامة بأن " ما نقوم به خاطئ وله نتائج سلبية في حياتنا"، ومن هنا يجب علينا أن نبدأ بالتفكير بما يجب علينا أن نقوم به لنصل الى نتايج ايجابية تنعكس على حياتنا وعلى مجتمعنا، ونقوم أيضا بالتفكير في كيفية تطوير تلك الممارسات كي تتتلاءم مع التطورات السريعة التي يعيشها العالم.
أما في حال أردنا تغيير نظام معين أو شخوص هذا النظام : فيجب علينا جميعا أن نحدد ماهي السلبيات التي يمارسها هذا النظام او شخوصه ونحدد أين الخلل إن كان في النظام نفسه أم في أدواته كي نتمكن من تشخيص الحالة ووصف العلاج اللازم لانه لا يعقل الحكم على أي شيء حكم مطلق دون تحديد الأخطاء ومعرفة ما هي طرق معالجتها.
فالمتابع للحالة العربية وما نتج عنها بعدما رفعت الشعوب العربية راية التغيير في وجه انظمتها اثناء ما يسمى بالربيع العربي ، يلاحظ ان الشعوب مجتمعة اتفقت على أن أنظمتها فاسدة ويجب تغييرها ونسيت في الوقت نفسه وصف العلاج اللازم لهذه الحالة فانطلقت في مظاهرات عارمة متحدية تلك الانظمة الى ان أسقطتها، لكن فقدان تلك الشعوب الوصفة الحقيقية لعلاج ما بعد الخلاص من الانظمة ومن هو القادر على الأخذ بيدها نحو بر الأمان وماهي القوانين والأنظمة التي يحتاجونها وكيفية الانتفاع بمواردهم بالشكل الصحيح، أدخلت تلك الشعوب في دوامة الصراعات الداخلية التي أثقلت كاهلهم فلا هم تعايشوا مع تلك الانظمة ولا تمتعوا بحياة أضل بعد تغييرهم وبالتالي تحقق تغييرهم دون ان تتحقق المنفعة من هذا التغيير.
واذا نظرنا الى واقعنا الفلسطيني يلاحظ ان الكثير من مكوناته يرفع هذا الشعار وخصوصا حركة حماس التي أطلقت على قائمتها الانتخابية في التشريعي وانتخابات البلديات الاصلاح والتغيير وفازت في غالبية مقاعد التشريعي وايضا في بلديات كبرى في الوطن فلا حالة اصبحت جيدة ولا تغيير على حياة المواطن تغير بالعكس بعدها انقسم الوطن الى "ضفة وغزة " واصبح الشعب تحت حكمين مختلفين ففي غزة تسيطر حماس سيطرة كاملة ويعيش الشعب هناك في فقر وحصار دون ان تتخلى قيادة السلطة عن مسؤوليتها ماليا عن هذا الشق من الوطن، وفي ضفتنا بقيت قيادة السلطة تدير الامور في ظل حصار مالي وانغلاق الافق السياسي وتعنت اسراييلي من أجل ابتزازها لتحقيق تنازلات عن الثوابت لتعزيز سيطرة الاحتلال على اراضينا .
واليوم نعيش فترة انتخابات محلية نسمع الكثير من الشعارات التي يطلقها المواطنين او الاحزاب يتصدرها شعار التغيير، وهذه ليست الانتخابات الاولى التي نسمع فيها ذلك الشعار حيث سمعناها في انتخابات سابقة، والمتابع للنتائج فان تلك الشعارات في الغالب لم تحقق إلا تغيير الاشخاص دون تغيير الواقع وبالتالي إن لم يكن هناك تشخيص حقيقي للواقع ووصف العلاج اللازم لتحقيق تغيير حقيقي على الواقع الذي نعيشه نلمس ايجابياته يبقى موضوع التغيير شعار يرفعه كل من يريد جلب تأييد من حوله كي يحقق مبتغى شخصي في الوصول الى موقع معين او تحقيق هدف ذاتي دون النظر فيما يحتاجه المواطن الذي آمن بهذا الشعار.
لذا فإن مسؤولية التغيير هي مسؤولية جماعية وفردية نبدأ بتغيير السلوك السلبي الفردي والذي بدوره ينعكس على السلوك الاجتماعي وتحديد الخطوات الايجابية التي يجب علينا جميعا سلوكها لتحقيق واقع جديد ونغير الفهم والممارسة لجميع أفراد المجتمع.