الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

النار تحت رماد الاحتلال لن تخمد الا بزوال الاحتلال

نشر بتاريخ: 04/04/2022 ( آخر تحديث: 04/04/2022 الساعة: 17:11 )

الكاتب: السفير حكمت عجوري

اقتحامات وقبلها اجتياحات وحروب بمسميات غريبة وكانها تنذر بيوم القيامة اضافة الى عقوبات جماعية و قتل ميداني وتخويف وتجويع وهدم بيوت و أحكام بالسجن لمئات السنين واذلال على الحواجز، بهذه الوسائل حكمت اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال وما زالت تحكم الفلسطينيين المقيمين على ارض فلسطين التاريخية والسبب ان الفلسطينيين هم اصحاب الارض التي اقامت الحركة الصهيونية عليها كيانها الدموي والمشوه اخلاقيا وانسانيا . هذه االوسائل غير الانسانية صممتها الحركة الصهيونية من اجل ردع الفلسطينيين ومنعهم من ممارسة حقهم في مقاومة هذا الاحتلال بالرغم من انه حق اقره القانون الدولي لكل الشعوب الواقعة تحت الاحتلال .

اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال وبسبب تعنتها وعنصريتها احبطت كل الوسائل الاخرى الممكنة لانهاء الاحتلال بما فيها التفاوض ، الامر الذي جعل من مقاومة الاحتلال وبكل الوسائل المشروعة، الطريق الوحيد المتبقي لانهاء هذا الاحتلال الصهيوني العنصري كممر وحيد واجباري لتجسيد الشعب الفلسطيني لحقه في تقرير مصيره وقيام دولته الفلسطينية ذات السيادة وذلك انسجاما مع ما اقرته الشرعية الدولية.

اسرائيل وامعانا منها في ممارساتها غير الانسانية ضد الفلسطينيين و في ظل غياب اي محاسبة او مسائلة دولية لها كقوة قائمة بالاحتلال نصبت نفسها لتكون القاضي والجلاد في وجه كل فلسطيني يعيش في فلسطين التاريخية وذلك بقوة قانون القومية اليهودية العنصري احيانا وبقوة الهيمنة والسلاح احيانا اخرى وعلى مرأى ومسمع من كل دول العالم وخصوصا الدول القيمية وهو ما يجعلنا نزعم بان كل الدول وبسبب صمتها وعدم محاسبتها للاحتلال على جرائمه اصبحت شريكا له في كل ممارساته بالرغم من شهادات المنظمات الحيادية وذات المصداقية العالية في هذه الدول والمختصة في هذا المجال وعلى راسها منظمة العفو الدوليية التي اثبتت بان اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال هي دولة فصل عنصري وهيمنة وجرائم ضد الانسانية تمارسها اسرائيل ضد كل الفلسطينيين.

ما سبق ذكره بحق اسرائيل ككيان احتلالي عنصري بات معروفا لدى كل من يعرف هذا الكيان وبالخصوص اصحاب النفوذ الممسكين بزمام امور العالم وتحديدا اصحاب حق الفيتو الذين هم وللاسف طوعوا هذا الحق واستغلوا قيمته الحقيقية ليس انتصارا للمظاومين والمضطهدين في العالم وعلى رلسهم الشعب الفلسطيني وانما انتصارا لمصالحهم التي يبدو ان فلسطين غابت عنها على الرغم من ان فلسطين بعذابات شعبها وعلى مدار 74 سنة ما زالت "جرح نازف في الضمير الانساني".

الجديد فيما سبق هو ارتباطه العضوي بما حدث في الايام الاخيرة ما بين بئر السبع والخضيرة وبني براك والتي كانت مجرد انفجارات غضب فردية فلسطينية سببها كل ما ذكرت والتي اسفرت عن مقتل 11 اسرائيلي وهو ما احدث حالة مبالغ فيها من الهذيان والهلع داخل المجتمع الصهيوني مع ان قادة الاحتلال كانوا يتوقعون هذه الافعال كما زالوا يتوقعون ما هو اكثر في قادم الايام لانهم يدركون تماما بان النار تحت رماد الاحتلال تزداد شدة يوما بعد اخر بسبب عنصرية و قسوة الاحتلال وان هذه النار لا تخمدها لا تسهيلات ولا تصاريح للعمال .

هذا الهذيان والهلع وعلى عكس ما كان يجب حَرَف بوصلة الصراع صهيونيا اكثر في الاتجاه الخاطيء نحو التصعيد والانتقام ضد الفلسطينيين اولا بدعوة قادة الكيان لعموم يهود اسرائيل بالتسلح ضد الفلسطينيين اصحاب الارض ،الامر الذي تلقاه الاسرائيلييون باستجابة عالية وثانيا باقتحاامات قوات الاحتلال من جنود ومستوطنين للمدن و البلدات الفلسطينية وما نتج عنها من تخويف و قمع وجرح واعتقال وقتل ميداني للشباب الفلسطينيين.

بهكذا مشهد توشحت فلسطين مع فجر اليوم الاول من رمضان بقتل ثلاث شهداء في جنين وهو بالطبع مشهد صار يطغى على الحياة على كل ارض فلسطين التاريخية وبالتالي فهو مشهد يلغي عن اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال اي صفة من صفات المجتمع المدني ويحولها وبشكل لا يقبل الشك الى تكنة عسكرية بعد ان اصبح كل من في اسرائيل من اليهود مسلحين باستثناء الاطفال الى ان يبلغوا سن التسلح وهو ما يضيف لما ذكرناه ويؤكد على حقيقة قيلت من قبل من ان الكيان الاسرائيلي عبارة عن جيش يملك دولة وليس العكس كما هو حال كل دول العالم .

هذا المقال لا يهدف ابدا للدعوة لسفك الدماء ولكنه محاولة لمخاطبة من بقي من العقلاء في المجتمع الاسرائيلي لفعل كل ما يمكن من اجل توجيه بوصلة الصراع في فلسطين التاريخية للاتجاه الصحيح وهو اتجاه الحل الممكن الذي تتبناه الشرعية الدولية بسبب انه الحل الوحيد الذي يُمَكِن الجميع في ان ينعم بالسلام والامان والاستقرار ،لان هذا الامعان لقادة اسرائيل في استمرار الاضطهاد والهيمنة على الشعب الفسطيني من خلال استمرار الاحتلال ومحاولات يائسة من قبل قادته من اجل اافراغ الافعال الفردية المقاومة لجرائم الاحتلال من اي قيمة وطنية وذلك بربطها بالارهاب كغطاء لقتل اي مقاوم فلسطيني بحجة مكافحة الارهاب .

وفي هذا السياق نذكر بما تم نشره على موقع ميدل ايست اي البريطاني (معا) من تحذير خبراء لدولة الاحتلال الصهيوني بعدم ريط هجمات المقاومين الفلسطينيين بتنظيم داعش الارهابي وذلك بناء على زعم غير مؤكد ولا اساس له من ان هؤلاء المقاومين اعلنوا تاييدهم للتنظيم الارهابي . مع ان الثابت والمؤكد هو العكس تماما وهو ان تنظيم داعش الارهابي اعلن سنة 2016 في صحيفة النبأ ابرز اصدار له ، انه "يحارب في المقام الاول الحكومات المسلمة التي يرى انها تحكم بطريقة غير اسلامية ومن ان مهاجمة اسرائيل او تحرير الاراضي الفلسطينية ليست من ضمن اولوياته" .ونضيف لذلك ما صرح به الجنرال ويزلي كلارك القائد الاعلى للناتو في فبراير 2015 لمحطة السي ان ان من ان ااسرائيل هي من اسس داعش من اجل هزم حزب الله .

ختاما نؤكد على ان اصرار قادة الاحتلال على تعنتهم واستمرارهم في جرائمهم ضد الفسطينيين والتي فاقت كل الحدود، لن تؤدي الا الى طريق واحد وهو ان تتحول الافعال الفردية الى افعال جماعية تختفي تحت وطئتها كل الاصوات الاخرى كما ونؤكد ايضا بان هؤلاء القادة وان استطاعوا ان يخدعوا كل العالم لبعض الوقت الا انهم وبالتاكيد لن يستطيعوا خداعه كل الوقت وبالتالي لابد من ان يدرك قادة الكيان الصهيوني من ان النار تحت رماد الاحتلال لن تَخمد الا بزوال اخر جندي ومستوطن صهيوني عن ارض الدولة الفلسطينية التي اقرتها الشرعية الدولية ممثلة بمنظمة الامم المتحدة .