الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

وحدة فلسطينية مطلوبة

نشر بتاريخ: 13/06/2022 ( آخر تحديث: 13/06/2022 الساعة: 11:41 )

الكاتب:

معتز خليل

يصادف هذا الأسبوع الذكرى الخامسة عشرة لسيطرة حركة حماس على غزة في عام 2007 ، في هذا الوقت الذي لا يمكن أن ننساه أو نمحوه من التاريخ الفلسطيني طرحت حماس عدد من الشعارات السياسية وقت القيام بهذه الخطوة ، ومنها القضاء على الفساد والنهوض بأحوال المواطن وتحويل غزة إلى سنغافورة الشرق.

ومع مرور هذه السنوات بات حياة الفلسطينيين في القطاع أصعب وأكثر دقة ، وتصاعدت حدة الخلافات الداخلية وتعمقت بين حركة حماس وفتح على حد سواء ، وهو ما عبرت عنه ونقلته قيادات فلسطينية محترمة من حركة فتح على رأسها الصديق والأب العزيز اللواء جبريل الرجوب أو غيره من قيادات شعبنا الراغبة في الوحدة والقضاء على الخلافات.

وتتحدث الكثير من القيادات التابعة لحركة فتح أيضا عن هذه الذكرى ، خاصة مع سقوط الكثير من القيادات السياسية الفلسطينية التابعة لحرمة فتح في هذا اليوم ، غير إنني وعبر منبر معا أقول عدد من النقاط التي يجب إلقاء الضوء عليها والاعتراف بها.

منذ اللحظة الأولى لسيطرة حركة حماس على القطاع وهناك الكثير من اشكال المعاناة التي تعيشها القوى الشعبية الفلسطينية ، وهنا أنا لا أتحدث بالمطلق عن الساسة ولكن عن الشعب الذي يعاني الأمرين ليس فقط بسبب فشل سياسات حركة حماس في إدارة القطاع وصعوبة بحث الكثير من الملفات الاقتصادية أو السياسية ، ولكن أيضا بسبب الحصار الذي يعيشه الشعب الفلسطيني.

وللأسف يتعرض القطاع لضربات من إسرائيل بدعوى وجود منشآت عسكرية تهدد أمن الجنوب الإسرائيلي ، الأمر الذي يزيد من دقة الوضع وتوتره.

ولقد بات الوضع في غزة بالفعل دقيقا، وبالمهجر التقيت بالكثير من الشباب البسطاء القادمين من القطاع ، أذهلني صراحة كفاءتهم وامكانياتهم العلمية والفكرية رغم ما تعيشه غزة ، وهو ما يفسر تبوء الكثير منهم لمناصب أنا شخصيا فخور بها ، سواء في قطاع الأعمال أو في قطاع الدراسة الأكاديمية أو بالعمل الصحفي.

ومن هنا أقول أن الأزمة لا تتعلق بحماس فقط ، والتغيرات الحاصلة بالعالم باتت تؤثر في دول كبرى وليس في حركة حماس أو قطاع غزة ، وحرب أوكرانيا باتت لها الكثير من التوابع التي يشعر بها الشعب الفلسطيني في عموم أرجاء الوطن.

في النهاية ما أحوجنا كفلسطينيين للوحدة ، ما أحوجنا لكي ننضم جميعا تحت لواء راشد كبير وهو منظمة التحرير التي دشنتها القيادات التاريخية لهذا الشعب الباسل بالعرق والدم ، وهو ما لا يمكن نسيانه .

عندما ساهم الخالد ورفاق الدرب بالمقاومة في تدشين منظمة التحرير كانوا يعرفون الفسيفساء التي تجمع شعبنا ، وتنوعه ، وكانوا يرغبون في أن تضم منظمة التحرير كافة الأشكال الحزبية والأطر الفكرية للشعب الفلسطيني ، الأمر الذي نحلم به جميعا مع هذه الذكرى السياسية التي لن ينساها الوطن أبدا.

بالوحدة وحدها ستحقق الأماني ، وبالوحدة فقط نستطيع دحر الاحتلال.