الأربعاء: 08/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

فتح الفكرة الأصيلة والفعل الناجز

نشر بتاريخ: 19/09/2022 ( آخر تحديث: 19/09/2022 الساعة: 18:32 )

الكاتب:


ربحي دولـة
فتح بحروفها الثلاث ذات العمق ارتبط اسمها بفلسطين وتحريرها وارتبط بالأرض وثوارها ، كان لميلادها ميلاد أمل جديد بالحرية والاستقلال بعد سنين عجاف تغطرس المُحتل الذي سلب الأرض وقتل البشر وهدم الحجر واقتلاع الشجر لكن كان للقادة المؤسسين رأي آخر بعدما عاصروا الشعب المشرد والذي حاول العالم أن يتعامل معهم كقضية انسانية لكن "فتح" كان لها رأي آخر حيث حولتها الى قضية وطنيه لشعب صاحب حق وهوية ، ومن هنا ابتدأت المعركة الحقيقة مع هذا المُحتل وبدأت المواجهات في كل المواقع والميادين، حيث استطاعت قوات حركة فتح إيقاع الخسائر الكبيرة في صفوف قوات الاحتلال مما جعل قيادة الاحتلال تخطط للخلاص من الثورة وتدمير قواعدهاوأعدت جيشاً كبيراً مُسلحاً بأحدث الأسلحة من أجل القضاء على معسكرات الثورة فكانت المواجهة في معركة الكرامة التي سجلت فيه فتح الى جانب الجيش الأردني انتصاراً عظيماً على المحتل الذي عاد من حيث أتى مكسوراً مُسجلاً اول هزيمة له بعد أن وصف بالجيش الذي لا يقهر هدا الجيش الذي مرغ مقاتلوا حركة فتح أنفه بالتراب .
من هنا بدأت المعركة الحقيقية، معركة استعادة الحقوق المسلوبة من هذا المُحتل الغاصب، وقادت حركة فتح النضال الفلسطيني بعد قيادتها لمنظمة التحرير بعد انتخاب الخالد فينا ياسر عرفات رئيساً لها الذي استطاع بحنكته واخوته ورفاق دربه المؤسسين بناء القواعد الثورية وتجنيد الاف المقاتلين ، بالاضافة الى حشد اكبر عدد من المؤيدين لقضيتنا واستطاعت المُنظمة انتزاع قرار عربي بأنها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وكذلك اعتراف دولي بدايةً لتجسيد الكيان الفلسطيني بعد أن كان في النسيان.
كانت حركة فتح تعتمد على المد الجماهيري الذي اكتسبته بفعل صدق قولها ونجاعة فعلها كحاضنة أساسية للثورة من أجل حمايتها وضمان ديمومتها ، وبعد هذا المد الجماهيري والاعتراف العالمي تعرضت حركة فتح للعديد من المؤامرات لاحتوائها او القضاء عليها من قبل "الأعداء والأقرباء"، لكن صدق الانتماء وقوة الفكرة التي رسختها في دهون وعقول كل أبنائها وأبناء شعبنا الذين دافعوا عن حركتهم بكل بساله وأفشلت كل المؤامرات وفشل المُنشقون الذين حاولوا بانشقاقهم إضعاف الحركة وإرغامها على القبول بالوصاية عليها من قبل بعض الأنظمة العربية.
أما على صعيد الأرض المُحتلة فقد كان لمجموعات حركة فتح دور كبير في ضرب العمق الصهيوني وكذلك في حماية ابناء شعبنا من كل مخططات الاحتلال من خلال العمل العسكري المنظم او من خلال لجان الشبببه للعمل الاجتماعي التي تشكلت بداية الثمانينات والتي كان لها دور كبير في تقوية النسيج الاجتماعي الفلسطيني وكذلك تعزيز الحس الوطني لدى أبناء شعبنا هذا الحس والوعي الوطني كان له دورٌ كبيرٌ في إفشال مشروع "روابط القرى" التي شملتها دولة الاحتلال من أجل ضرب النسيج الوطني والاجتماعي الفلسطيني والتعامل معها كممثل للشعب الفلسطيني بديلاً عن مُنظمة التحرير هذه الروابط التي تشكلت من بعض الوجهاء والمخاتير الذين اغرقوا بهذا المشروع وتقبلوه من باب الوجاهة قبل اكتشاف وقوعهم في شرك الاحتلال ومخابراته والذين أصبحوا في بعض الأوقات الذراع التنفيذية للاحتلال وسيف مُسلط على رقاب ابناء شعبنا ، لكن هذا السيف كسر بفعل وعي أبناء شعبنا وصلابة موقفهم الرافض لأي شيء يُسوقهُ الاحتلال.
جاءت انتفاضة الحجارة كأكبر ثورة جماهيرية مُعاصرة عندما ثار شعبنا في كل مكان في وجه المُحتل مُنتفضاً رافضاً للاحتلال وسياساته ورافضاً لاستمرار هذا المُحتل سالباً لحقوقنا وأرضنا فكما كانت "فتح" تقود الثورة المُسلحة قادت الانتفاضة المجيدة بكل اقتدار وشكلت مع شركاء العمل فصائل منظمة التحرير قيادة وطنية موحدة للانتفاضة وضعت خططها وبرامجها النضالية في مواجهة المُحتل وكذلك حماية أبناء شعبنا وتحصينهم لضمان استمرار الانتفاضة ونجاحها في تحقيق أهدافها .
إن ما حققته الانتفاضة الشعبية من دعم لقضيتنا على الصعيد الدولي والعربي انجازٌ عظيمٌ قادنا الى قيام سُلطة وطنيه فلسطينية على أرضنا الفلسطينية وعادت قيادة الحركة الى الوطن لتقود السلطة الوطنية بناء مؤسسات الدولة التي عملت "فتح" منذ انطلاقتها على الوصول اليها .
عملت دولة الاحتلال مُنذ اللحظة الاولى على مُحاربة هذا المشروع من خلال تنصلها من كل التزاماتها بالاضافة الى تحريض الدول على عدم الالتزام بما تعهدت وكذلك مارست أمريكا الراعي الرسمي لدولة الاحتلال الضغوطات على هذه الدول لإرغامها على عدم الدفع وخاصة بعض الدول العربية من اجل إرغام القيادة الفلسطينيه على القبول بالمشاريع التصفويـة التي حاكتها امريكا تحت مسميات عدة .
نعم قيادة "فتح" للسلطة أفقدها الكثير من التأييد نتيجة لبعض القصور في الاداء او لعجزها عن الإيفاء بالتزامتها اتجاه الشعب الفلسطيني نتيجة هذا الحصار الخانق إلا أن فتح مُستمرة في آداء واجبها تجاه شعبها وأيضا ماضية في طريق التحرير الذي انطلقت من أجله ومستمرة في مُصارحة جماهيرها ومُستمرة في نشر الفكرة الصادقة والفعل الناجز على أرض فلسطين بقيادتها الحكيمة وحاضنتها جماهير شعبنا . ٠ كاتب وسياسي