الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

اسرائيل: كيان عنصري بوعد من الله أم بوعد من بلفور

نشر بتاريخ: 08/10/2022 ( آخر تحديث: 08/10/2022 الساعة: 16:05 )

الكاتب: السفير حكمت عجوري

اسرائيل قامت و نشأت وترعرعت بزعم انها ارض الميعاد وانها هبة من الله لليهود وربما كان في ذلك جزء من الصحه عندما كانت اليهودية هي الديانة التوحيدية الوحيدة وذلك قبل نزول الدياناتين التوحيدتين الاخريين، المسيحية والاسلام اللتان يؤمن بهما معظم البشر باستثناء قلة منهم الملحدين ومعهم اليهود الذين بلغ عددهم في كل العالم خمسة عشر مليون وثلاثمائة الف وذلك بحسب الاحصائيات الاخيرة لمركز الاحصاء المركزي الاسرائيلي عشية راس السنة العبرية الجديدة من هؤلاء سبعة ملايين وثمانين الف يعيشون على ارض فلسطين التاريخية تحت مسمى اسرائيل وبزعم ان الله وعدهم بها بالرغم من ان معظمهم لا يؤمنون بالله وذلك في اعتقادي لانهم يوقنون بان الله الغى هذا الوعد حتى ان سيدنا موسى عليه السلام نفسه لم تطأ قدمه الطاهرة ارض فلسطين.

والسبب انها مشيئة الله في ان يبعث انبياء اخرين لاصلاح امر الدنيا و بتعاليم سماوية جديدة بعد نبي اليهود، سيدنا موسى وهو ما يعني بان الله لم يكن راض عن اتباع نبيه موسى من اليهود، لاسباب ذكرها بالتفصيل في اخر كتبه السماوية وهو القرآن الكريم الذي تم تحصينه باعجاز في انه غير قابل للتحريف او التقليد وهو ما يعني ضمنا بان العقد بين الله وبين اليهود باستثناء العبادات يكون قد انتهى بمجرد ولادة سيدنا المسيح عليه السلام وفي ميلاده كانت معجزة ورسالة لليهود قبل غيرهم ومع ذلك لم يقبلوا بها ولم يؤمنوا بما جاء به السيد المسيح مع ان ولادته كانت معجزة الهية غير قابلة لا للشك ولا للتشكيك خصوصا وان سيدنا المسيح هو ابن للعذراء سيدتنا مريم التي كانت تعيش بين اليهود وحملت بسيدنا المسيح وانجبته دون ان يمسسها بشر بل هو من روح الله ، ليأتي من بعده بخمسة قرون ونيف خاتم الانبياء سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بتعاليم جديدة للبشرية وصالحة لكل زمان ومكان.

المسلمون يؤمنون بكل ما انزله الله عليهم وعلى غيرهم من اهل الكتاب، يهود ومسيحيين، يقول الله تعالى في سورة البقرة "آمن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير".

مما سبق يتضح بانه لا يمكن ان يكون هناك شعب مختار بمعنى ان الله لا يمكن ان يفرق بين شعب وآخر لكونه مجرد شعب لان في هذا الاعتقاد كُفر لما فيه من تعدي على العدالة الالهية ونسف للعلاقة التي ارادها الله ان تكون بينه وبين مخلوقاته من البشر بمعنى ان المفضل بين الناس وبين الشعوب بالحساب الالهي هو التقوى وطاعة الله والالتزام بتعاليمه اذ كيف يعقل ان يكون قتلة الاطفال الفسطينيين الذين هم احباب الله ، هم من شعب الله المختار.

بهذه المقدمة اجد سببا مشجعا للخوض اكثر في ضحد الكذبة الكبيرة بقيام اسرائيل بوعد من الله وذلك بحجة اخرى وهي الافتراض بان اليهود هم شعب الله المختار بالرغم مما ذكرناه وان الله فضلهم على الناس اذا لماذا تم طرد اليهود عبر التاريخ من تسع وسبعين دولة وهل يعقل ان يقبل الله بان يتم انقاذ اليهود من الكارثة النازية بارتكاب كارثة بحق شعب آخر، "النكبةالفلسطينية " والاجابة هي ان ما قام على باطل فهو باطل وفي ان العلاقة بين الله واسرائيل ككيان هي محض افتراء صهيوني تم تحصينه بسيف العداء للسامية وليس ادل على هذا الافتراء هو ان هذه الحركة الصهيونية صانعة هذا الكيان هي حركة علمانية لا تؤمن حتى بوجود الله كما قال الكاتب والاكاديمي و المؤرخ اليهودي ايلان بابي "معظم الصهاينة لا يؤمنون بوجود الله ولكنهم يؤمنون انه وعدهم بفلسطين".

ايلان بابي لم يقف عند هذا الحد بل الف عدة كتب في ذات السياق ومنها كتاب "عشر خرافات عن اسرائيل" ويمكن لاي قارئ ان يجدها في المكتبات وهي ايضا منشورة على النت وكلها ذات اسس متينة ويفند فيها المؤرخ كل الخرافات التي استخدمتها الحركة الصهيونية الغربية الولادة والعادات والتقاليد والغريبة عن فلسطين وذلك من اجل التضليل وكغطاء لوعد بلفور المشؤووم وذلك خدمة لاقامة كيان صهيوني على الارض الفلسطينية الذي ثبت بانه كيان فصل عنصري مارس التطهير العرقي بحق السكان الاصليين واول هذه الخرافات ان فلسطين ارض بلا شعب على الرغم من ان العصابات الصهيونية هجرت قسرا في حرب النكبة 950 الف فلسطيني (ثلثي سكان فلسطين) وهو ما يفسرسبب عداء الصهيونية لوكالة الاونروا الشاهد الدولي الحي على عدم صحة هذه الخرافة اضافة الى خرافة ان هؤلاء الفسطينيين غادروا ارضهم طواعية بالرغم من اكثر من خمسين مجزرة ارتكبتها عصابات صهيون وهي موثقة ومسجلة وقد تم نشر تفاصيل بعضها على السنة مرتكبيها من المجرمين الصهاينة اضافة الى مسح عن وجه الارض اكثر من خمسمائة قرية وبلدة فلسطنية حتى لا يتمكن اهلها من العودة .

نسبة المتدينين في اسرائيل لا تتعدى العشرة في المائة وهو ما ينفي الهوية الدينية المصطنعة عن اسرائيل وهوما يعني ان اسرائيل هي كيان سياسي صهيوني عنصري ومنذ ولادتها بوعد ليس من الله وانما بوعد من بلفور وبقرار من منظمة الامم المتحدة بضغط من الدول المسيطرة على هذه المنظمة ولاغراض استعمارية بحتة.

خلاصة القول نوجهها لمن تبقى من العقلاء من اليهود بان ليس هناك داعي للاستمرار في الاستثمار في استعداء الفلسطينيين من اجل خلق حالة مستدامة من العداء بين الشعبين لانه استثمار عنصري خاسر وبالتالي فهو تعبير عن افلاس انساني وهو ما سينعكس في قادم الايام على شكل لعنة على الاجيال القادمة التي لا ناقة لهم ولا بعير فيما يُرتكب من جرائم باسم اليهود ، وهو ما يعني ضرورة اعداة توجيه البوصلة بالاستثمار الصحيح وذلك باختصارامد الصراع ، بانهاء الاحتلال للارض الفلسطينية وبحسب قرارات الشرعية الدولية كخطوة تؤسس لعيش مشترك ومن اجل ان لا تكون فلسطين مستقبلا الدولة رقم ثمانين التي تطرد اليهود،اخذين بعين الاعتبار بان ألفلسطينيين هم اصحاب الارض وانهم ليسوا هنود حمر بمعنى انهم غير بلين للاندثار. وذلك بحسب كل قوانين الطبيعة التي تقول بان الارض الفلسطينية لا بد وان تنتصر في النهاية لاهلها ،الفسطينيون ، لانهم ببساطة ملح هذه الارض.

اخذين بعين الاعتبار ايضا بان الفلسطينيين ابناء هذا الجيل وبالرغم من انهم صاروا حقل تجارب لكل ادوات القتل الصهيوني ما زالو اكثر عددا من اليهود الصهاينة الذين لجأوا الى فلسطين وهم ينتمون لاكثر من ثمانين ثقافة مختلفة ما يعني انهم ومهما فعلوا سيبقون غرباء على الارض الفلسطينية التي عودتنا عبر التاريخ على انها ارض طاردة للغرباء ومهما بلغت قوتهم وظلمهم وجبروتهم ولو بعد حين.