الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

تقدير موقف : غزه في بؤرة تمرير المخططات الإقليمية من جديد

نشر بتاريخ: 20/04/2023 ( آخر تحديث: 20/04/2023 الساعة: 12:37 )

الكاتب:

معتز خليل

جاءت زيارة وفد حركة حماس إلى العاصمة السعودية الرياض لتزيد من الأهمية الاستراتيجية للتحركات التي تقوم بها عناصر المقاومة بالمنطقة ، خاصة وآن هذه الزيارة تزامنت مع بعض من التحركات الإقليمية الهامة. اللافت أن وفد حماس الذي زار الرياض غاب عنه القيادي بالحركة صالح العاروري، الأمر الذي فسره البعض بأنه ربما يمثل تباينا في مواقف الحركة سياسيا إزاء تعاطيها مع الرياض ، غير أن الزيارة تمت في النهاية مع زيارة منفصلة أخرى قام بها الرئيس الفلسطيني محمد عباس أبو مازن.

ما الذي يجري؟

بات واضحا أن هناك تحركات إقليمية نشطة تزامنا مع الزيارة التي قام بها وفد حركة حماس إلى غزة ، وهي التحركات التي تمت تزامنا مع تحركات أخرى شهدتها غزة في يوم القدس ، هذه التحركات مثلا تبلورت في حديث الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لأهالي غزة عبر الشاشات التلفزيونية التي نصبت خلال مهرجان “الضفة درع القدس”.

الملاحظ آن خطاب الرئيس الإيراني تضمن:

1- دعوة أهالي غزة إلى إظهار المزيد من الصمود والاستمرار على نهج الضغط في الكفاح ضد إسرائيل.

2- تمثل هذه الدعوة نقطة هامة في إطار التصعيد ضد إسرائيل.

3- تتزامن الدعوة مع أجواء انفتاح وتعاون وتطبيع تعيشها المنطقة وإيران مع عدد من جيرانها الخليجيين.

4- كان واضحا أن الرئيس الإيراني يعرف أن القوتين الأكبر في غزة هما حركتي حماس والجهاد الإسلامي ، الأمر الذي يزيد من أهمية توجيه الرسالة في قطاع غزة لهما الآن .

وبتحليل موضوعي لخطاب رئيسي في غزة سنجد أنه أيضا زشتمل على :

1- التأكيد على أن إيران حريصة على محور المقاومة.

2- المفاوضات لن تمكن الفلسطينيين من الحصول على حقوقهم

3- تطبيع الدول العربية مع الاحتلال الإسرائيلي لن يزيد القضية الفلسطينية سوى ضعف

4- التطبيع ساعد ومكن الإسرائيليين من الحصول على سلام دون مقابل.

والواضح أن هذا الخطاب الذي حمله رئيسي يشير وبوضوح إلى أن الرئاسة الإيرانية تتعاطى مع القضية الفلسطينية كقضية منفصلة تماما عن أي قضية أخرى ، وهو ما يزيد من دقة هذه المنظومة للعلاقات التي ترغب إيران الآن في تدشينها.

ويبدو أن بعض من الدول تستغل هذا التقارب الإقليمي الذي تقوم به حماس والفصائل الفلسطينية عموما من أجل تمرير أو تسويق مبادراتها السياسية ، وهو أمر بات لافتا خلال الفترة الماضية.

المبادرة العربية

المثير للانتباه أن بعض من تقديرات الموقف السياسية المتعلقة تحديدا بزيارة حركة حماس إلى السعودية جميعها تطرفت إلى رغبة السعودية في استغلال حركة حماس لتمرير المبادرة العربية والموافقة عليها ، وهو ما ردت عليه حركة حماس عن طريق موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي للحركة بالقول إلى أن الحركة لا تريد أن تكون علاقاتها مع طرف على حساب الآخر، في إشارة إلى أن الرياض وإن أبدت انفتاحا على حماس ظهر منذ شهور، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أن الحركة مستعدة للذهاب في مسار سياسي يفسد الود الذي يجمعها مع طهران حليفها المالي والعسكري .

كل هذا يدفعنا للتأكيد على ضرورة مشاركة الدولة وأجهزة الدولة ومؤسسات الدولة الفلسطينية في أي قرار داخلي بالقطاع او يتعلق بالحركات الوطنية الفلسطينية جميعا.

عموما من الواضح أن المنطقة حبلى بالكثير من التطورات ، الآمر الذي يزيد من دقة هذه التطورات والأهم التحركات التي تقوم بها الكثير من الدول بالمنطقة.