السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

تقدير موقف : العلاقات بين حركة حماس وقطر

نشر بتاريخ: 01/05/2023 ( آخر تحديث: 01/05/2023 الساعة: 17:10 )

الكاتب:

معتز خليل –

مدير مركز رصد للدراسات السياسي في لندن

المتابع للساحة السياسية حاليا في منطقة الشرق الأوسط سيجد إنها تعيش حالة من مهرجان المصالحة السياسية الإقليمية، وهي المصالحة التي انطلقت مع المصالحة الخليجية بين مصر والإمارات والبحرين والسعودية من جهة مع قطر من جهة أخرى، وتلاها مصالحة سعودية مع إيران ، ومباحثات إماراتية مع إيران ، وانفتاح جيوسياسي شرق أوسطي واسع بات واضحا في المسارات السياسية بالمنطقة.

غير أن هذه الأجواء للمصالحة انعكست أيضا على الفصائل الفلسطينية وتحديدا حركة حماس أو الجهاد الإسلامي اللذان أبديا انفتاحا سياسيا لافتا على بعض من الأصعدة الإقليمية أخيرا.

ما الذي يجري؟

خلال الشهور الماضية عاشت المنطقة أجواء من المصالحة السياسية، وهي الأجواء التي انعكست على الكثير من الفصائل بداية من حركة حماس وحتى الجهاد الإسلامي.

وبات واضحا إن هناك قرارا استراتيجيا في حركة حماس ببناء علاقات مع سوريا ، وهو ما انتبهت إليه بعض من الدوائر الغربية المختلفة ، وقامت حركة الجهاد الإسلامي بالكثير من الجهود في هذا الصدد.

غير آن خطوة حركة حماس للتعاون مع سوريا تحديدا أثارت حفيظة دوائر في قطر ، خاصة وأن قطر مع أتخاذها قرارا استراتيجيا باحتضان حركة حماس كان لها شروطا أمنية ومنها:

1- ان أي علاقه لحركة حماس مع أي طرف عربي يجب أن تتطلع عليها قطر .

2- الحديث هنا بالطبع لا يتوقف عند عناصر حركة حماس في الدوحة ، ولكن عناصر حماس في عموم الشرق الأوسط .

3- ومع التصعيد الاستراتيجي لمسار المصالحة بات واضحا إن هناك تباعدا استراتيجيا بين حماس وقطر ، وهو ما يفسر مثلا هجوم بعض من المقالات في صحيفة العربي الجديد الصادرة من الدوحة مع حركة حماس ، والمقالات التي تكتبها الصحيفة عن الحركة

وبقراءة موضوعية لما تكتبه صحيفة العربي الجديد التي تعتبر بمثابة المعبر والمتحدث عن جزء مهم ودقيق من السياسات القطرية سنجد:

أ‌- إبراز تصريحات مستشار حميدتي يوسف عزت إلى التليفزيون الإسرائيلي ، وتأكيده بأن حركة حماس هي حركة إرهابيه ، وبالطبع نقلت الصحيفة وفي مهاره واضحة التصريحات ، ولكنها لم تنقل رد من حركة حماس عليها ، وهو أمر مهم وتناسته الصحيفة عن عمد

https://twitter.com/alaraby_ar/status/1650514943395938307

ب‌- محاولة الربط الدائم في التناول الصحفي لقضية النائب عماد العدوان وتوريطه بالقول بأنه داعم لحركة حماس ، وهو أمر نشرته الصحيفة ونشره الكثير من المحللين الإسرائيليين مثل يوني بن مناحيم على سبيل المثال ، وصحيح أن العدوان تجمعه علاقات متميزة مع حركة حماس ، ولكن المجاهرة الصحيفة ونشر معلومات عنها يأتي بالطبع في إطار المناكفة السياسية مع حركة حماس

https://twitter.com/yonibmen/status/1650722723339857921

ج- وبجانب هذا عنيت صحيفة العربي الجديد أيضا بالتذكير المستمر بزن إسرائيل تستهدف عناصر المقاومة وتحديدا عناصر حركة حماس ، وهو أمر خرج من طور النقل أو العرض الصحفي للتحذير والتخويف .

https://twitter.com/alaraby_ar/status/1650217030765748224

د- ومع كل هذا لعب بعض من كتاب المقالات دورا استراتيجيا في تسخين الأجواء ضد حماس والهجوم عليها ، وعلى سبيل المثال وصف الكاتب والأديب الفلسطيني سمير الزين تواصل حركة حماس مع سورية بأنه جريمة مكتملة ومسكوت عنها

https://twitter.com/Palestine_Forum/status/1648997187609673732

ه- نفس التوجه عبر عنه الكاتب اللبناني يقظان التقي الذي هاجم اندفاع حركة حماس وتعاونها مع سورية وحزب الله.

https://twitter.com/YakzanAlTaki/status/1648986365940363264

و- ومقال الكاتب الفلسطيني أسامة عثمان الذي حمل عنو،ان : "حماس" والتماهي مع إيران والأسد

https://twitter.com/FatehDk/status/1648718901511958528

ز-بجانب كل هذا بات هناك انتقادا دوريا من الصحيفة للوضع الاقتصادي في غزة ، مثل هذا التحقيق الذي حمل عنوان: ملابس العيد لأطفال غزة: عزوف أو بالة

https://www.alaraby.co.uk/society/%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A8%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D8%B9%D8%B2%D9%88%D9%81-%D8%A3%D9%88-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A9

تقدير استراتيجي

بات واضحا أن هناك جهات في قطر لا ترحب بالصورة التي باتت عليها العلاقات بين حركة حماس وسوريا ، وهو ما بات واضحا مع التناول الإعلامي القطري لنشاط حركة حماس.

بالتأكيد فإن قطر تعرف تماما أهمية عودة العلاقات بين حماس وسورية ، غير أن هذا لا يتفق مع توجهات قطر الرافضة وبصورة كليه لعودة سوريا للجامعة العربية لاعتبارات ترى إنها استراتيجية ودقيقة، وهو ما يفسر توجه عناصر من حركة حماس للاستقرار الآن في لبنان بعيدا عن قطر.

عموما فإن هذه القضية تمثل بعدا في منتهى الدقة ، خاصة وان استيعاب فصيل من فصائل الوطن يجب ان يترافق معه انصياع للتوجهات الاستراتيجية حتى وأن كانت العلاقات بين الدولة المضيف والفصيل الحاكم جيدة ، مثل الولايات المتحدة التي استضافت لعقود المعارضة الأيرلندية في الوقت الذي كانت فيه العلاقات الأمريكية البريطانية دوما متميزة.