الأحد: 05/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحرب الأخيرة على قطاع غزة بين مطرقة الصراع وسنديان الأمل

نشر بتاريخ: 13/02/2024 ( آخر تحديث: 13/02/2024 الساعة: 12:45 )

الكاتب: هديل ياسين

على فترات طويلة من الزمن تعتبر مدينة غزة التي تقع على الأرض الفلسطينية التاريخية، والتي تقع على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، من البقع حول الأرض الفلسطينية التي تحظى بشكل معاكس للكثير من الصراعات والإضطرابات بفعل وجود الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية التاريخية، حيث يواجه الشعب الفلسطيني في غزة الكثير من مبادئ المقاومة والصمود في ظل وجود الكثير من التحديات، والتي يمكن التعبير عنها بالهجمات الإسرائيلية المدمرة على مر السنوات السابقة وحتى الآن، والتي هي من القضايا التي يجب معالجتها والتخلص منها.

‏إن الإعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة مستمرة، على شكل الكثير من الممارسات والمذابح التي تقوم بها سلطات الإحتلال الإسرائيلي، بل وفي سياق ذلك ومن أجل تقييم أصول الصراع في قطاع غزة، والتي هي بفعل الحركة الصهيونية والانتداب البريطاني وإنشاء إسرائيل على الأراضي الفلسطينية. هناك نظرة ثاقبة حول الإعتداءات الإسرائيلية التي تقوم بها في قطاع غزة، ومن خلال تقييم ممارسات القمع المنهجيه التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، يتم التأكيد على أن الإعتداءات الإسرائيلية على غزة لم تقتصر على السنوات ما بين عامي 2008- 2014. بل هي حتى الآن.

‏في الكثير من الأحيان تلعب وسائل الإعلام دور مهم في تشكيل الخطاب العام، إلى أن المعالجة الخاطئة للمفاهيم المحيطة بفعل الهجمات الإسرائيلية على غزة من الأمور الحيوية التي تقوم بها من أجل الكشف عن الحقيقة خاطئة، حيث انه تبديد الصورة النمطية مثل الوصف الذي يقوم به أصحاب القرار في الدول الأوروبية حول العالم والولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص وغيرهم، ومن خلال وصف الشعب الفلسطيني بالإرهاب يزيد من المعاناة التي يتعرضون لها، الأمر الذي يخلق التوازن غير الدقيق للوضع الإنساني في قطاع غزة.

‏وبالتالي أن الأزمة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يمكن وصفها بالمروعة، من خلال تحليل تأثير الحصار الإسرائيلي والمذابح الاخيرة التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، يقوم عليها الكثير من التأثيرات الإنسانية، من الناحية الغذائية والتي يمكن إثباتها من خلال النقص الحاد في الغذاء والماء والمياه والكهرباء والمستلزمات الحياتية الأساسية، حيث أن الظروف الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في القطاع من الناحية الإنسانية والإقتصادية مثل ارتفاع معدلات البطالة، تزيد من المعاناة، إلى جانب المحدودية بل والعدم من الوصول إلى الرعاية الصحية. وبتلك المعاناة تؤكد الحاجة الدولية الكبيرة من أجل التدخل الدولي من أجل إنهاء الصراع والأزمة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في القطاع.

‏هناك الكثير من الإنتهاكات للقانون الدولي التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب سلطته، من خلال إرتكابها للكثير من المذابح والإعتداءات الإسرائيلية. يتجاهل القانون الدولي الإستخدام المفرط للقوة التي تقوم بها سلطات الإحتلال الإسرائيلي، إلى جانب إهمال التدابير المناسبة مع الوضع في القطاع، من خلال تجاوز سلطات الاحتلال الإسرائيلي مبادئ القانون الدولي، من خلال إستهداف البنية التحتية المدنية في القطاع، وبذلك لابد من المحاسبة بالضرورة للأفراد والحكومات التي تسببت بمثل هذه الجرائم والمذابح التي تقوم بها، من خلال التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية ومن أجل ضمان العدالة الإنسانية وحل المشكلة في القطاع.

أحداث الحرب الأخيرة التي شهدتها قطاع غزة أثارت الكثير من الجدل والتساؤلات حول طبيعة الصراع ومستقبله. تلك الحرب التي جمعت بين قوة الاحتلال الإسرائيلي ومقاومة فلسطينية يائسة مما يسمى بـ "الأفق المغلق"، أفشلت كل الآمال الواعية وأثارت الكثير من الأمل بمصير أفضل. وهكذا، تبدو هذه الحرب وكأنها لا نهاية لها في تطوير التوترات وتأجيج الصراعات القومية.

التاريخ يروي لنا أن غزة أصبحت منطقة صراع طويلة الأمد، تاريخ طويل من القتال والمعاناة تسبق الحرب الأخيرة بعقود. وما زالت الأزمة التي تعصف بالسكان الفلسطينيين في غزة قائمة، ومع ذلك، لم يكن لأي حرب قد تعرضوا لها تأثيراً كبيراً على مستقبل المنطقة. وعلى الرغم من ذلك، فإن الحرب الأخيرة أصبحت مشهداً كارثياً لم يشهده غزة من قبل، حيث اشتدت الهجمات والقصف الإسرائيلي على المدينة لأسابيع طويلة.

وبذلك الأحداث الأخيرة التي يشهدها القطاع أثار الكثير من الجدل والتساؤل حول مستقبل هذا الصراع، وبتلك الحرب التي تجمع ما بين المقاومة الفلسطينية وقوات الإحتلال الإسرائيلي المزعوم، توصف بمفهوم"الأفق المغلق"، وبالتالي فشلت جميع الآمال الواعية، إلى جانب إثارة الكثير من البصيص من الأمل. وهكذا وعلى ما يبدو بأن الحرب لا نهاية لها في ظل وجود الكثير من التوترات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الإحتلال الإسرائيلي، وتأجيج الصراعات بين الطرفين.

‏والتاريخ الفلسطيني العريق يروي لنا بأن القطاع أصبح من المناطق التي يوجد فيها صراع طويل الأمد، وتاريخ طويل من الأمل والمعاناة والقتال في ظل الحروب الأخيرة و المتتالية، حيث ومازالت غزة من الأهداف الرئيسية التي تهدف سلطات الإحتلال الإسرائيلي من خلالها إلى تدمير قوة المقاومة الفلسطينية، وتحطيم الأمل بالتحرير، ولكن على الرغم من ذلك، لم يكن لأي حرب سابقة لهذه الحرب تأثير كبير على مستقبل الأمل بالتحرير، ولكن، الحرب الاخيرة على غزة ومن المشاهد الكارثية التي لم تعيشها غزة من قبل، في ظل إشتداد الهجمات الإسرائيلية الغير إنسانية والقصف المستمر على قطاع غزة لمدة تزيد عن المئة يوم ، أصبح الأمل معدوم.

‏الحرب الاخيرة على غزة هدفت إلى تعميق للصراع القائم على تحرير فلسطين من قبل المقاومة الفلسطينية وغيرهم ممن يسعون إلى التحرير، وبذلك يمكن الجزم بأن هذه الحرب لم تدوم بمفردها في ظل التاريخ الفلسطيني المستمر، بل يمكن أن تكون الحل النهائي للإستقرار ونيل التحرر، من خلال الشعور الجماهيري بأن هذه الحرب تؤكد بأنه قد حان الوقت من أجل إيجاد حل يرضي الشعب الفلسطيني، من خلال الإعتراف بالقضية الفلسطينية من خلال وضع الحلول جذرية للوجود الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية.

‏ووفي ظل الحرب هناك الكثير من النقاط التي تشجع على تعزيز الأمل والتفاؤل، من خلال النظرة العامة على القدرة للسكان في قطاع غزة على الصمود وحماية أنفسهم، من خلال المقاومة وتدني أبسط مقومات الحياة في ظل الظروف الكارثية والقاسية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في القطاع، وهذا يعكس الطبيعة الفلسطينية في روح المقاومة الفلسطينية الذي يصمم على التحرير من خلال الفخر بما يقوم به الشعب الفلسطيني من أجل التخلص من ما تسمى إسرائيل.

‏ تشعل الحرب الاخيرة على القطاع الأمل الجديد في قلوب من ينتمون إلى فلسطين التاريخية من خلال المقاومة وزيادة الأمل في التغيير، والوصول إلى الحل السياسي الذي يوفر الأمان الملموس لجميع فلسطين التاريخية.

‏ إن سندان الأمل لدى الشعب الفلسطيني تم تعزيزها من خلال هذه الحرب، وإثبات أن الشعب الفلسطيني قادر على تحقيق الآمال والأحلام رغم وجود التحديات والصعاب، الأمر الذي دفع الشعب الفلسطيني في القطاع، وباقي مناطق الأمة، على بث روح المقاومة والإرادة القوية والسعي نحو تحقيق الحرية.

‏ وبهذا يمكن إستنتاج أن الحرب الاخيرة على قطاع غزة، تعتبر من الصراعات المستمرة والمعقدة بين المقاومة والقوى الفلسطينية، وجيش وسلطة الإحتلال الإسرائيلي، وتعكس الحاجة والوجود الفعلي لإيجاد حل سياسي للقضية الفلسطينية، على الرغم من ذلك تؤكد الحرب على الجراح و العناء الفلسطيني التاريخي على غزة.

‏ بالتالي ومن الضروري أن تقوم القوى الدولية والمنظمات العالمية، وبالتأكيد على ذلك منظمات حقوق الإنسان و محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية أن تعمل بكفاءة عالية من أجل إنهاء الحرب والعنف على غزة، من خلال الحوار الفعال، إلى جانب المسؤولية العربية، ومسؤولية الجميع، السعي نحو حل نهائي للحرب، من أجل إعطاء الفرصة بالأمل في بناء مستقبل مستقل ومحرر للشعب الفلسطيني، ويمكن أن يكون أمل لباقي الشعوب في المنطقة.