الأحد: 28/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

يا قتلة الجياع ؟!

نشر بتاريخ: 22/03/2024 ( آخر تحديث: 22/03/2024 الساعة: 22:29 )

الكاتب:

وليد هودلي

الموت غير كاف كعقوبة للفلسطينيين" هذا التصريح لأكثر الناس تطرفا وعنصرية وتوحّشا لوزير ما يسمّى التراث الاسرائيلي "عمحاي الياهو" صاحب فكرة ضرب القنبلة النووية على غزّة، ولقد حوّلت حكومته وجيشه هذا التصريح إلى واقع عملي يموت فيه ألف مرّة، ويموت جوعا وقهرا ألف مرّة وهو ينتظر المساعدات وقبل أن تصله قنابل الموت فتقضي عليه، ويموت والخذلان يضرب قلبه وعقله وكلّ جنبات روحه على عدد الدول العربية والإسلامية المتخاذلة والمتآمرة والمتصهينة.

إنّهم يتفنّنون بضرب الفلسطينيّ بكلّ صنوف الموت وكلّ أشكاله وألوانه ثم يمرّرون كذبهم وافتراءهم واتهام الضحيّة ويملئون بذلك الفضاء الإعلامي زورا وبهتانا، إنهم كما يقتلون الفلسطينيّ تجويعا وحرمانا يقتلون العالم الغربي المتماهي معهم بقتل قيمه الإنسانية التي يتستّر خلفها.

يا قتلة الأطفال والنساء والجياع، كيف تقيمون مستقبلكم على هذا الماضي المشبع بفظائعكم، كيف تكتبون تاريخكم الغارق بدمائنا؟ هل سيهدأ لكم بال وأنتم تنظرون إلى صوركم في المرآة، صور مرعبة مجرمة سفّاحة لا ترى فيها أثر لروح إنسانية أو رحمة أو لين أومشاعر نبيلة، ترى الخسّة والنذالة والاحقاد السوداء ترسم تضاريسها على صفحات قلوبكم ووجوهكم، سيماهم في وجوههم من أثر دماء الأطفال والجوعى والمعذّبين، أين ستهربون مما ارتكبت أيديكم من جرائم الإبادة الجماعية، وكيف سينظر العالم لكم، ترفعون راية الضحيّة للنازية وقد ارتكبتم أضعاف ما ارتكبته النازيّة بكم.

يا قتلة الجياع، كيف سيعرّف الواحد فيكم نفسه بأنه "إسرائيلي"، لقد ارتبطت هذه الكلمة بأفظع الجرائم، أصبح الناس يرون فيها جثث الأطفال الخارجة من تحت البيوت التي دمّرتها مقاتلاتكم البارعة، وقد تحطّمت جماجمهم وتهشّمت عظامهم، ويرون في مسمّاكم هذه الاحياء السكنية المدمّرة والناس الفارّين من تحت الركام، ويرون البلد التي دمّرتم فيها كل شرايين حياتها، اسمكم ارتبط بالمستشفيات والمساجد والكنائس التي انتهكتم حرماتها وجعلتموها خرابا بعد عمار، لقد ارتبطتم بكلّ أشكال أحط أشكال السلوك البشري، شوّهتم صورتكم الى يوم القيامة ولن تفلحوا أبدا بإعادتها صورة كبقيّة الدول، بل هي صورة العصابة المجرمة السفّاحة شاخصة للعيان.

يا قتلة الجياع، تستهدفون أناس أنهكهم ألم الجوع، بعد حصار طويل والموت يتربّص بهم كلّ لحظة وحين، أهذه هي أخلاقكم، أهذه أخلاق الجيوش النظاميّة؟ أهذه من أخلاق البشر؟ كيف يسجّلكم التاريخ على صفحاته ؟ أهذه هي آثاركم في الحضارة الانسانيّة؟

يا قتلة الجياع، لم يسبقكم أحد من البشر إلى مثل هذه الجرائم، زرعتم الألم وكل أشكال البؤس والشقاء إلى أجيال قادمة مديدة، كيف تنسى البشرية ما حفرتموه عميقا في ذاكرتها، ولم تتوقّف جرائمكم إلى الضرر المباشر ببني البشر بل تعدّت لتطال الحجر والتربة والبيئة برمّتها، قنابلكم من اليورانيوم المنضّب والفسفور الأبيض يقول الخبراء لن تتخلّص منها تربة غزة إلا بعد عدة قرون، فسادكم طال كلّ شيء وحلّ على بلد فجعله قاعا صفصفا وزرع في كلّ جنباته الشقاء والألم.

يا قتلة الجياع والنساء والأطفال ، هذا نذير شؤم لكم ولدوام قوّتكم، الأيام دول ولن تدوم لكم كما أنها لم تدم لمن قبلكم، لذلك أدركت الاية الكريمة التي تخبر بدوام إنزال سوء العذاب عليكم إلى يوم القيامة، فكلّما استطال ظلمكم كلما اقترب أجلكم إلى هذه النهاية الحتميّة :" وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ۗ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ ۖ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ "