السبت: 02/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

لمواجهة الخطط الإسرائيلية .... المطلوب قمة سداسية ؟

نشر بتاريخ: 14/10/2024 ( آخر تحديث: 14/10/2024 الساعة: 09:49 )

الكاتب: د.فوزي علي السمهوري

لم يكن صناعة الكيان الإستعماري الإسرائيلي على أرض فلسطين حبا باليهود او بالزعم لإنصافهم بعد ما تعرضوا له من ظلم وإضطهاد من قبل الدول الغربية وإنما لتحقيق هدفين :

الأول : التخلص من وجودهم في أوربا لسبب ديني .

ثانيا : إقامة قاعدة إستعمارية عدوانية توسعية غريبة بسكانها عن محيطها العربي .

ثالثا : الهيمنة على مفاصل وسيادة القرار على الاصعدة السياسية والإقتصادية والعسكرية من خلال صناعة الأداة واليد الضاربة للقوى الإستعمارية لضمان تفكيك الوطن العربي الكبير لاقطار تفتقر لقوة ومنعة جبهاتها الداخلية عدا عن تاجيج الخلافات البينية فيما بينها لمنع وحدته السياسية والإقتصادية والعسكرية ليمكن القوى الإستعمارية من نهب ثرواته وترسيخ وتعزيز تبعيته وحرمانه من عناصر القوة باشكالها وخاصة لموقعه الجغرافي الإستراتيجي .

ما تقدم يؤكد على وظيفة الكيان الإستعماري الإسرائيلي التوسعي في خدمة قوى الإستعمار العالمي وتمكينه عام 1948 الإعلان عن إنشاء كيانه المصطنع بعد إحتلال نصف مساحة الدولة العربية الفلسطينية " 45% من مساحة فلسطين التاريخية " المحددة بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة " قرار التقسيم " رقم 181 الصادر في 29/ 11/ 1947 ومشاركته بالعدوان الثلاثي " الفرنسي البريطاني الإسرائيلي " على مصر عام 1956 وعدوانه على الأردن ومصر وسوريا في الخامس من حزيران عام 1967 ورفضه بدعم امريكي أوربي تنفيذ قرارات مجلس الأمن ومنها 242 و 338 و 2334 الداعية لإنهاء إحتلاله للضفة الغربية وقطاع غزة والجولان ومن تنفيذ اي من عشرات القرارات الصادرة عن الجمعية العامة وأهمها قرار رقم 273 الذي إشترط لقبول إسرائيل عضوا بالأمم تنفيذها قراري الجمعية العامة رقم 181 و 194 .

ولادة نظام عالمي متعدد الاقطاب :

مع تراجع النفوذ الأمريكي مقابل توسع وإمتداد النفوذ الصيني الروسي على الساحة العالمية بإشارة لقرب ولادة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب عملت وتعمل الإدارة الأمريكية على إستمرار ضمان هيمنتها على الوطن العربي الكبير من خلال التوسع بإقامة قواعد عسكرية في معظم الدول العربية وإعادة تأهيل " إسرائيل " التي تزعزع دورها وفقدت هيبتها وبان ضعفها وهشاشة كيانها بعد السابع من أكتوبر 2023 بتمكينها للعمل كوكيل عنها من قيادة الوطن العربي الكبير ما أمكن ذلك وهذا ما يفسره هرولة أمريكا ومحورها من دول اوربية وغيرها من حشد وسائل قواها السياسية والإقتصادية والعسكرية والدبلوماسية لدعم " إسرائيل " ولسان حالها يقول برسالة للمجتمع الدولي " ان هزيمة إسرائيل او هز صورتها كاداة وظيفية غير مسموح " وما تمكينها من شن والمضي بحرب الإبادة والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني تحت ذريعة الدفاع عن النفس خلافا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة بهدف تهجير الشعب الفلسطيني خارج وطنه التاريخي بتقويض لحق الشعب الفلسطيني بالحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران 1967 والمعترف بها دوليا وفق قرار الجمعية العامة رقم 19/ 67 / 2012 إلا تمهيدا لتمكين الكيان الإستعماري العدواني الإسرائيلي بدعم وإنحياز أمريكي مطلق الإنتقال لتنفيذ المرحلة اللاحقة من المشروع الإستعماري التوسعي الإسروامريكي التي بدت تطل ملامحه عبر تصريحات او تسريبات او تحليلات امريكية واوربية وإسرائيلية إستباقا لولادة نظام عالمي متعدد الأقطاب .

شرق أوسط جديد و ملامح المؤامرة :

لم يبدأ مصطلح شرق أوسط جديد مع حرب الإبادة والتطهير العرقي التي ترتكبها سلطات الإحتلال الإسرائيلي الإستعماري منذ السابع من اكتوبر وإنما سبقه ذلك شمعون بيريس ووزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس والذي لا يعني سوى :

•إدماج إسرائيل بقلب الوطن العربي ومن ثم الإسلامي .

• وتقسيم الدول العربية الكبيرة إلى دويلات وكيانات على اسس عرقية ومذهبية ودينية وطائفية .

وفي هذا السياق يمكننا إدراج تصريحات :

▪︎ المرشح للرئاسة الأمريكية ترامب والمرشح الديمقراطي لنائب الرئيس تيم ويلز والذي يعني توافق الحزبين الجمهوري والديمقراطي وهنا مكمن الجدية والخطورة بأن مساحة إسرائيل صغيرة بحاجة لتوسيعها .

▪︎ الخارطة التي عرضها نتنياهو أمام الجمعية العامة بدوراتها العادية عام 2023 و2024 وخلوها من اي ذكر للدولة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني بتحد صارخ لاعضاء الجمعية العامة وبإستخفاف بميثاقها ومبادئها وبقراراتها وبقرارات مجلس الأمن وبقرارات محكمة العدل الدولية .

▪︎ تصريحات لسفير امريكي سابق حذر أيضا من مخططات واهداف إسرائيلية بإحتلال أراض من الدول المحيطة بفلسطين والسعودية .

▪︎ قرار الكنيست برفض إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 من حزيران وما يعنيه ذلك من تهجير قسري للشعب الفلسطيني خارج وطنه التاريخي .

▪︎ الخارطة التي عرضها مجرم الحرب سموتيرش في باريس والتي تبين مساحة إسرائيل بفلسطين واجزاء من دول عربية محيطة بفلسطين المحتلة او بالمحيط الثاني عنها وكذلك التصريحات التي صدرت او تصدر عنه وعن آخرين من قيادات الكيان الإسرائيلي رموز التطرف والإرهاب بان المشروع التوسعي الصهيوني يشمل بعد فلسطين الأردن واجزاء من سوريا ولبنان ومصر والسعودية إلا دليل على جدية وخطورة المخطط الإسرائيلي على الأمن القومي لجميع الدول المحيطة بفلسطين كمرحلة إنتقالية تطال باقي الدول العربية تدريجيا .

قمة سداسية لمواجهة التحديات :

لمواجهة المخطط التوسعي الإسرائيلي يستدعي عقد قمة سداسية لجميع قادة الدول العربية المستهدفة بالمخطط الإسروامريكي تتجاوز كافة الخلافات البينية والبدء بمرحلة جديدة بوصلتها حماية الأمن الإقليمي فالخطر الداهم لا يستثني أحدا بحيث تضم الأردن وفلسطين وسوريا ومصر والسعودية ولبنان :

☆ لوضع إستراتيجية موحدة سياسية وإقتصادية وعسكرية .

☆ وبالعمل على تشكيل جبهة دولية عربية وإسلامية وإفريقية ومن دول عدم الإنحياز ومن الدول الصديقة المؤمنة بإعلاء قيم العدالة والمساواة التي تمثل الركن الأساس بتجسيد وترسيخ الأمن والسلم الدوليين .

☆ إتخاذ إجراءات لضمان تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية دون إزدواجية او إنتقائية .

☆ فرض العقوبات المنصوص عليها بميثاق الأمم المتحدة على الكيان الإسرائيلي المصطنع بما فيها تجميد عضوية إسرائيل بالأمم المتحدة لإنتفاء شرط قبولها اساسا ولعدم تنفيذها قرارات مجلس الأمن بإنتهاك صارخ للمادة 25 من الميثاق .

وذلك بهدف التصدي للمخطط الإسرائيلي المدعوم امريكيا بتوسيع مساحة الكيان الإسرائيلي اي تمكينه بكل الوسائل من إحتلال اراض عربية في إنتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة وللشرعة الدولية التي تحظر إحتلال دولة أخرى او تلوح بالتهديد باستعمال القوة وذلك بهدف الدفاع عن أمن وإستقرار الإقليم بدوله المستهدف تطبيقه عبر إتباع آليات مباشرة وغير مباشرة .

دعم نضال وصمود الشعب الفلسطيني في وطنه وتمكينه عمليا من إقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس يشكل الخطوة الرئيسية نحو إجهاض المخطط الإسروامريكي الذي كما يبدوا بدأ مرحلة التنفيذ وما إستمرار حرب الإبادة والتطهير العرقي المستمرة دون توقف على الشعب الفلسطيني بكل مكوناته بقطاع غزة والضفة الغربية والعدوان التدميري الهمجي على لبنان إلا الدليل ..... ؟

إجهاض المؤامرة الإسروامريكية تتطلب أيضا عدم تمكين " إسرائيل " ومن يدعمها الإنفراد بكل دولة فوحدة الموقف مصدر قوة لا يستهان بها ...؟ !