الكاتب: نتالي حمدان
نَحنُ المتعبون
النائمونَ على جراحِنا
المبعدونَ قصراً عن أفراحِنا
التائهون
القابضونَ على نجمةٍ خفتت في فضاءِ أحلامنا
المنهكون
فلا الألمُ هو الألم
ولا الصبرُ يكفي ليكتَمِلَ الطريق
ولا القلب ترافِقه المشاعر كما فعلت
ولا الصديقْ هو الصديق
اجسادُنا صامته
ارواحَنا خافته
ويسكنا رمادٌ الذكريات
وتشتعلُ فينا الآهات من شدةِ احتراق الذات
نَحنُ من مَر الزمانُ بنا كطيفٍ من بريق
ومن تاهت الأيامُ منا وما زلنا نُعدُ السنين
فلا الدموع تُعيدُ ما فقدنا
ولا الصراخ له صدىً يحاكي من وحدنا تركنا
ولا قاموس الكلمات المزيفة يُضمدُ الجريح
فنَحنُ المتعبونَ من كثرةِ الاستنكارات
اليائسونَ من قِممِ الانكسارات
الباحثونَ عن سبيلٍ للخلاص من لعنةٍ الجنون
ونَحنُ المغيبونَ عن لغةِ الضمير
الغائبون في المجهولِ بلا مصير
ولنا سِجلٌ حافلُ بالكفاح وفي كُتبِ الانتصاراتِ دائماً حاضرون
نَسيرُ إلى قَدرنا المحتوم
دون أن نَعرِفَ وجهَتَنا الأولى
ومن غيرِ أن نتخِذَ قرارَنا الأخير
فنحن المتعبون من شدةِ الألم
ومن حكايات الموت وبشاعة الذكريات والسجن والقنابل والدبابات ومن قسوةِ الزمن
الهاربون للأمام دون أن تَستَوقِفَنا المجازر
ولا أن تُروِعَنا المذابح
كأنما نَبحثُ عن بصيص تشرق فيه شمسُ الممنوع
وبرغمِ ضيقِ الطريق
واغترابنا في حضن الوطن
ما زلنا نسعى لملاذِ يسعنا قبل أن يتبدد الأمل
ونصبو للأمان علنا نجده في معاجم الآخرين
لأننا متعبون
وسنظل تائهون
إلى أن ترتقي فينا الطهارة
وتَصعدُ فَوقَ اجسادِنا الروح
ويرحلً الظلام من أعماقنا
ونقتل اليأس
فاليأسً سقوطّ في لغةِ الموجوع
والى أن نَعرفً كَيفَ نزرع الأمل
ونفرشََ لأرواحَنا أرضاً من نور