الثلاثاء: 29/07/2025 بتوقيت القدس الشريف

عجز الكلام: 377 الف شهيد في غزة

نشر بتاريخ: 28/07/2025 ( آخر تحديث: 28/07/2025 الساعة: 20:31 )

الكاتب:

سامي مشعشع

تقرير مفصل لبروفيسور إسرائيلي يكشف أن عدد الشهداء والمفقودين في غزة منذ اندلاع حرب الإبادة تجاوز ٣٧٧ ألف شهيد، نصفهم من الأطفال.

فلسطين - أولًا، معد البحث هو البروفيسور الإسرائيلي يعكوف جارب، أستاذ البحث البيئي التعددي في جامعة بن غوريون. نشر بحثه على منصة هارفرد ميتافيرس التابعة لجامعة هارفارد.

ثانيًا، استند البروفيسور في بحثه إلى البيانات الإسرائيلية وإلى خرائط مكانية وصور الأقمار الصناعية.

ثالثًا: يشير في بحثه إلى أن عدد سكان غزة عشية السابع من أكتوبر وصل إلى ٢.٢ مليون إنسان. بعد مراجعة ودراسة كل البيانات والمواد التي توفرت لديه، توصل إلى استنتاج علمي مفاده أن عدد سكان غزة اليوم تقلص إلى مليون وثمانمائة ألف إنسان (١.٨٥ على وجه التحديد). وبالتالي، هناك ٣٧٧ ألف غزي في عداد المفقودين.

رابعًا: يقر البروفيسور أن هناك ضمن هذا الرقم نازحين خرجوا من غزة، ولكنه يشير إلى أن الفجوة السكانية الهائلة تؤكد أن النسبة الأكبر منهم قد استشهدوا، وهم إما تحت الأنقاض أو أشلاء لم تُجمع ولم تُعرف.

خامسًا: اجتهادي الشخصي:

أ- حسب مركز الإحصاء الفلسطيني ومنظمة أوتشا التابعة للأمم المتحدة، يُقدر عدد الذين تركوا غزة منذ حرب الابادة بحوالي ١٠٠ ألف غزي، منهم ٣٥ ألف من مزدوجي الجنسيات.

ب- من المهم التذكير بأن أعدادًا كبيرة ممن تركوا إما جُرحوا وفقدوا أطرافهم أو عيونهم، أو أصيبوا بإصابات خطيرة استوجبت الإخلاء الطبي، أو هم غزيون من أصحاب الأمراض المستعصية وتركوا طلبًا للعلاج.

ج- لا ننسى أن هناك أعدادًا كبيرة من الجرحى داخل غزة ينتظرون العلاج الخارجي وغير مسموح لهم بالسفر، وأعدادًا كبيرة من مرضى السرطان ومرضى غسيل الكلى وأمراض مستعصية اخرى داخل غزة. ندعو لهم بالشفاء، ولكن أعدادًا منهم – وببالغ الأسى والوجع – لن يصمدوا.

أمام هذه المعطيات كلها والرقم الصادم الذي توصل إليه البروفيسور علميًا (٣٧٧,٠٠٠)، فإن عدد المفقودين تحت الأنقاض، وبالحد الأدنى، يتراوح بين ٢٧٠ إلى ٣٠٠ ألف.

يا إلهي! يا إلهي!

سادسًا: غزة إذن فقدت ما بين ١٥ إلى ١٧٪ من تعدادها السكاني.

نقطة أخيرة: استنتاج البروفيسور العلمي الموجع هو جزء من بحث مهم وأوسع عمل عليه لفترة من الزمن حول أهداف ودور مؤسسة غزة الإنسانية الأمريكية-الإسرائيلية الخبيثة والقاتلة. أيضًا، اعتمادًا على بيانات ودراسات توثيقية وخرائط مكانية وصور أقمار صناعية، استنتج أن هذه المؤسسة هي أقرب إلى مراكز عسكرية للسيطرة منها إلى مراكز للإغاثة، وأنها امتداد لسيطرة جيش الاحتلال وتعمل تحت كنفه. (وأنا أضيف أيضًا بأنها لا تلتزم البتة بالبروتوكولات المعتمدة لمؤسسات الإغاثة الدولية، وهذا يفسر عدد شهداء الجوع وعدد الجرحى الكبير في سعيهم للحصول على مساعدات من هذه المؤسسة الخطيرة. وأضيف أيضًا أن هدف هذه المؤسسة المعلن هو إقصاء الأونروا وإنهاء دورها الإغاثي الخدماتي ودورها ومكانتها السياسية، وأداة للتحضير للترحيل والقضاء على حق العودة).

لا حاجة لمزيد من الكلام. لوعة الفقدان في غزة أوجع من الألم ومن وجع البكاء.