السبت: 26/04/2025 بتوقيت القدس الشريف

العرب وكيفية التعامل مع ترامب .

نشر بتاريخ: 19/04/2025 ( آخر تحديث: 19/04/2025 الساعة: 17:43 )

الكاتب: محسن ابو رمضان



يشكل وجود ترامب وهو برئاسة الإدارة الامريكية تهديدا للقضايا العربية وخاصة للقضية الفلسطينية.
ولعل تاريخة بدورتة الاولي والتي اتخذ بها قرارات ضد القضية الفلسطينية منها نقل السفارة الأمريكية الي القدس والاعتراف بها عاصمة لدولة واعلانة عن صفقة القرن التصفوية دليلا واضحا علي دعمة لدولة الاحتلال وتنكرة لحقوق شعبنا.
يعبر ترامب عن الطغمة المالية مما يفسر علاقتة الوثيقة بايلون ماسك .
ويعبر أيضا عن اليمين الشعبوي والذي يعكس نفسة بشعار لنجعل اميركا عظيمة من جديد .
يشكل منهج ترامب انقلابا علي اسس النظام الرأسمالي الليبرالي من خلال تقويض سياسة العولمة واتباع إجراءات انغلاقية وحمائية والتي تم التعبير عنها بحرب فرض الرسوم الجمركية علي كل بلدان العالم بما يشمل الأصدقاء وخاصة الاتحاد الأوروبي مع التركيز علي الصين بوصفها المنافس الاقوي للاقتصاد الامريكي.
ان تحقيق شعار اميركا اولا والعظيمة دفع ترامب لإعادة إنتاج الإرث الاستعماري الذي يرمي الي المطالبة بالاحتلال والضم العملي لبلدان من أجل تحقيق المصالح الأمريكية ومنها كل من كندا وغرينلاند وبنما علما بأنها بلدان تعتبر صديقة للولايات المتحدة .
تتجلي النزعة الاستعلائية والعنصرية من خلال سياسة طرد ما يسمي بالمهاجرين ( غير الشرعين) كما تبرز من خلال الانسحاب من العديد من المنظمات الدولية التابعة للامم المتحدة.
يؤمن ترامب بالقوة كوسيلة ابتزاز لتحقيق المصالح ولكنة لا يرغب بالحروب لأنها مكلفة ويفضل تحقيق اهدافة عبر سياسة الضغط والابتزاز .
لم تعد تحتاج الترامبية شعارات لتغليف سياستها الاستعمارية والاستغلالية بالعالم والتي كانت تستخدمها الادارات الأمريكية السابقة ومنذ الحرب العالمية الثانية مثل الدفاع عن قيم الحرية والديمقراطية و عن العالم الحر.
ان الترامية تمارس سياستها عبر القوة العارية والمجردة من اية شعارات أخلاقية او حقوقية او إنسانية.
تحاول الدول والقوي المتضررة من الترامبية مواجهتها عبر القيام بتشكيل تكتلات وتعزيز الاستقلالية عن السيطرة الأمريكية كما هو بارز الان بمحاولات بعض قادة بلدان الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية علي السلع الأمريكية اي التعامل بالمثل ودعوات ترمي الي الانفصال عن حلف الناتو عبر تاسيس قوة عسكرية اوروبية مستقلة .
تحاول بلدان اخري كذلك العمل علي توسيع دائرة التحالفات كما تقوم الصين مع جاراتها معززة ذلك بسياسة حسن الجوار والعلاقات الاخوية المبنية علي التفاهم وليس المصالح فقط .
تنظر إدارة ترامب لدولة الاحتلال بوصفها القاعدة المتقدمة لضمان مصالحها حيث هناك علاقة عضوية بين دولة الاحتلال والولايات المتحدة .
تعزز العلاقة المشتركة أبعاد ايديولوجية وخاصة المسيحية الصهيونية التي تحيط بادارة ترامب من خلال العديد من الوزراء والمسؤولين في ادارتة وكذلك التقاطعات بالنظرة العنصرية واللاستعلائية وكذلك القواسم المشتركة بما يتعلق بسياسة التطهير العرقي التي قام بها المستعمرين البيض من بلدان أوروبا بحق السكان الاصلانين في اميركا وأستراليا وتشبية ذلك بالاستعمار الصهيوني لفلسطين من منظور ترامب وادارتة.
وعلية وأمام مخاطر الترامبية والتي تدعم فاشية دولة الاحتلال بقيادة نتياهو وتحالفة اليميني فمن الهام التفكير بوسائل مواجهتها والتي تعيد إنتاج الامبريالية بأشكال جديدة .
يستطيع العرب القيام بترتيب بيتهم الداخلي في مواجهة الترامبية من خلال تعزيز العلاقات الاقتصادية البينية بين البلدان العربية واستثمار الأوراق المالية والاستثمارية والنفطية والموقع الإستراتيجي لإعادة تغير العلاقة مع الإدارة الأمريكية بحيث تصبح تقوم علي أرضية المصالح ولكن بالمقابل .
ان المقابل الذي من الممكن أن يطلبة العرب تجاة القضية الفلسطينية يكمن بوقف المحرقة والابادة الجماعية والتهحير بحق شعبنا في قطاع غزة وربط التطبيع بإقامة دولة فلسطينية مستقلة بالاستناد للاعترافات الدولية الواسعة بها ٠
سيقوم ترامب في بداية الشهر القادم بزيارة السعودية التي وافقت علي منح اميركا تريليون دولار .
يوجد أموال خليجية هائلة بالبنوك الأمريكية كما أن منظمة الاوبك كانت قد قررت ربط إنتاج برميل النفط بعملة الدولار فقط .
تستطيع العربية السعودية والتي تزيادت مكانتها مؤخرا من خلال استضافت مفاوضات اوكرانيا ان تلعب دورا محوريا تجاة القضية الفلسطينية وذلك عبر معادلة الاستثمار مقابل وقف الحرب والدمار ومعادلة التطبيع مقابل الدولة الفلسطينية.
تزداد فرص العرب بفرض معادلة جديدة مع ترامب من خلال قدرة الأخير علي ضبط توجهات نتياهو العدوانية تجاة كل من إيران وتركيا وكذلك عدم التنازل عن سياسة فرض رسوم جمركية علي السلع الاسرائيلية بنسبة 17% مما يوضح اهمية المال لدي ترامب حتي لوكان ذلك علي حساب دولة الاحتلال والتي توصف بالطفل المدلل للولايات المتحدة.
وعلية فبالوقت الذي توجد تهديدات من سياسة ترامب فيوجد هامش من الفرص حتي لو كان ضيقا ولكن بالإمكان توسيعة لصالح حقوقنا العربية والفلسطينية ومن اجل افشال سياسة التوسع الصهيونية المبنية علي مشروع الشرق الأوسط الجديد.
انتهي .