الجمعة: 25/04/2025 بتوقيت القدس الشريف

اعتقدت انه اضغاث احلام، طلع رؤيا

نشر بتاريخ: 19/04/2025 ( آخر تحديث: 19/04/2025 الساعة: 13:47 )

الكاتب: د. محمد عودة

سوف اعدل على مقال سبق ونشرته في أحد المواقع المهمة فقد اكتشف انني عجزت حينها عن إيصال الفكرة، حيث اقترحت على سيادته في سياق حلمي جملة من المقترحات ربما فهمها بعض القراء بشكل خاطئ وليس لخلل في القرّاء بل لعجزي عن إيصال الفكرة بشكلها الصحيح، على الرغم من فشلي الا انني اشعر بسعادة غامرة لما يقوم به السيد الرئيس على صعيد الإصلاحات والتي انسجمت مع ذلك الحلم.

منذ ليلة التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني نوفمبر من العام 2016 ليلة انعقاد المؤتمر العام السابع لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح وحينها كنت قد قررت ان لا اترشح لعضوية أي هيئة قيادية وانا أرى نفس الحلم بالحد الأدنى مرة في الأسبوع،اما محتوى الحلم فهو ان سيادة الأخ الرئيس الذي اعتبره اخر الكبار القابضين على الجمر. (وهذه الجزئية ليست قطعة من الحلم بل هي حقيقة راسخة لا يختلف عليها إثنان وطنيّان).

بالعودة الى الحلم فقد رأيت في المنام (خير اللهم اجعله خير) ان سيادته يستدعيني على عجل بعد انتهاء اعمال المؤتمر بما يقارب الشهرين وبما انني أؤمن بانه لا يستدعي أحد الا للضرورة فذهبت دون تأني اصطحبني الحراس الى مكتب سيادته وهناك كان ينتظر وحيدا لم يكن معه أي من المستشارين، بعد السلام، وقد قبلت رأسه طلب ان اجلس قبالته وبدا حديثه قائلا: -

بما أنك لم تنجح في المجلس الثوري (وهنا قاطعته على غير عادتي قائلا قائدي انا لم اترشح لا للثوري ولا لغيره) لم يعر أي اهتمام لما قُلت وواصل حديثه قائلا انه وبسبب عدم نجاحي قرر ان يستشيرني مع اخرين في قضايا الوطن كلما اقتضت الضرورة وانه ومنذ هذه اللحظة عليّ ان اضع لسيادته تصور عن كيفية الخروج من كل أزمات فلسطين السياسية والاقتصادية بما فيها انهاء الاحتلال.

فكرت قليلا وأجبت ان هكذا حلول تحتاج الى توزيع ضمن مراحل متتالية لكنها متداخله وتحتاج الى وقت وأول هذه المراحل الازمة المالية والتي سببها قرصنة أموال فلسطين من قبل إسرائيل وثانيها زيادة حجم الانفاق في المؤسسات الفلسطينية وهذا مرتبط بفاتورة الرواتب، وهنا سالت كيف يمكن ان أسلم سيادتكم تلك المقترحات، فأجاب بان اتواصل مع العاملين في مكتبه وأعقب انني اعرفهم جميعا.

بعد فترة ارسلت له جملة من مقترحات المرحلة الاولى والمتعلقة بالجانب الاقتصادي وتقليص فاتورة الرواتب اعادها لي عليها توجيهات سيادته الموضوعة بين قوسين، وكانت على النحو التالي: -

أولا اصدار مرسوم بقانون يلغي سن التقاعد للفئات التالية: -أعضاء الثوري والمركزية والمجلس الاستشاري ومكتب سيادتكم وأعضاء الحكومة بما لا يتجاوز خمسمائة ويتم تقليد كل منهم ثلاث مناصب كحد ادنا وذلك مرتبط بقدرات كل منهم وبنفس الرواتبموزعة على 24 ساعة: -

الساعات الست الأولى مدراء عامون، الساعات الست التالية وزراء، الساعات الست التي تلي محافظين والساعات الست الأخيرة سفراء بما ان هناك فروق وقت طويله بيننا وبين الشرق والغرب. (اولا: -لا أحد على راسه ريشه ثم ان الوظيفة من حق كل المستوفين للشروط ويجب التنافس عليها حيث ان تشغيل أكبر عدد من الناس يوفر لهم العيش الكريم وعليه فالاقتراح مرفوض).

ثانيا: - مرسوم بقانون يقلص عدد الأطباء الى الثلث وبنفس الراتب بحيث تكون زيارات المرضى للعيادات ثنائية وثلاثية بمعنى أكثر من مريض يعانون نفس الاعراض في كل زيارة. (غير ممكن فصحة المواطن اهم من تقليص الانفاق اضافة الى ضرورة الاعتناء بكادرنا الطبي).

ثالثا: - اصدار مرسوم بقانون يرفع رواتب المعلمين بنسبة 20%شريطة تقليص عددهم الى النصف على ان يقوم النصف المتبقي في الوظيفة بورديتين تدريسيتين (انا مع الجزء الاول زيادة رواتبهم اما الجزء التاني يعتبر اقتراح مجنون وانا لن اسمح بالمساس بصناع الاجيال).

رابعا: - اصدار مرسوم بقانون بتقليص عدد أعضاء أجهزة الامن الى الربع خاصة أصحاب الرتب العالية ورفع رواتب المتبقين بنسبة15%على ان يعملوا ضمن ثلاث ورديات. (ومن يحمي المواطن ويحافظ على امن الوطن ثم من يوفر لقمة عيش عائلات الارباع الثلاثة المسرحين اقتراحك مرفوض يجب عدم المساس بحماةالوطن).

خامسا: - مرسوم بقانون يقضي بدمج الوزارات والمؤسسات كل وزارتين او ثلاثة في واحدة. (هذا اقتراح معقول ويمكن دراستة بتعمق لاحقاً).

سادسا: - مرسوم بقانون يقضي باستخدام الحمام الزاجل بديلا للسفر بحيث يحمل الحمام الزاجل مواقف فلسطين الى كل دول العالم ولا يحتاج الى وقود ولا الى صيانة كما هو حال الطائرات. (لايوجد حمام زاجل هذه الايام وبديلا عنه هناك وسائل تكنلوجيه يمكن استثمارها في تقليص السفريات، اقتراح تقليص السفريات ممكن وقابل للدراسة).

سابعا: - اصدار مرسوم بقانون يجبر وزارة الزراعة على توزيع احواض واتربة وبذور على كل بيت في المدن بما يضمن انتاج ما يكفي من البندورة بدل شراء الكيلوغرام ب 15 شيكل. (الاقتراح معقول وسهل وعلى وزير الزراعة وضع المقترح موضع التنفيذ، لقد بدأت تفكر في الاتجاه الصحيح).

ثامنا: - اجبار كل سكان الأرياف على إقامة مشاريع صغيرة او كبيرة توفر فرص عمل وتنتج خضروات ولحوم بأسعار رخيصة. (لا يمكن اجبار أحد، الشعب الفلسطيني شعب حر رغم الاحتلال الذي قارب على ثمانين عاما ومع ذلك تعدل الفكرة لتطبق طوعا).

تاسعا: - الايعاز لمراكز الأبحاث للعمل وبالسرعة القصوى لتطبيق نظرية الاستنساخ لبعض الرموز المبدعة ومنقطعة النظير لعلنا بذلك نسهم في تحسين الأداء وربما نقدم خدمة جليلة لدول الجوار من الاشقاء. (الواضح أنك بدأت التهكم، راح امرقلك إياها كتعويض لك عن فشلك في انتخابات المجلس الثوري).

وقبل طرح المقترح العاشر افقت على حرمي المصون تقول انهض لعلك تستطيع تدبير مبلغ مالي لأولادك في المغرب، وانت راجع يا ريت تجيب معك خبز، لحمة ان أمكن وما تنسى تجيب شوكولاتة زاكية للبنات. طبعا لم يسعفني الحلم بمزيد من الوقت لإنجازالمقترحات ولا لإحصاء كم استطعت ان اقلص من مصروفات الدولة.

اليوم ايقنت ان مقترحاتي بدأت تُنفذ وان سيادته إضافة الى حنكته وخبرته الا انه بالتأكيد استمع الى الكثيرين قبل ان يقدم على هذه الخطوات من منطلق ان تكون القرارات جماعية.

في الختام أتوجه الى من لديه أي اعتراض على قرارات السيد الرئيس الخاصة بالتقاعد سواء للعسكريين ام المدنيين فليأتيليحاسبني انا صاحب ذلك الحلم، وما يقوم به سيادته حاجة وطنية وليس لإرضاء أحد، اما للسيد الرئيس فأقول سر في نهجك ونحن ولا تكترث فانت ربان سفينتنا واكثرنا خبرة في كيفية العبور الى بر الامان.