الإثنين: 19/05/2025 بتوقيت القدس الشريف

77 عاما والنكبة وحرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني مستمرة

نشر بتاريخ: 19/05/2025 ( آخر تحديث: 19/05/2025 الساعة: 09:57 )

الكاتب:

77 عاما مرت على نكبة الشعب الفلسطيني بإقتلاعه وطرده خارج وطنه التاريخي ولم يزل يعاني الحرمان من الحرية والعودة إلى مدنه وقراه ويعيش حياة اللجوء التي تحدى ظروفها وتداعياتها فاضحى الأعلى تعليما والاشد تمسكا بوطنه وإنتماءا له .
لا يمكن لنا الحديث عن النكبة دون المرور عن أسبابها وظروفها التي اعقبت إنتصار الحلفاء بالحرب العالمية الأولى وتقسيم الوطن العربي بتقاسم نفوذ وهيمنة بين الدول المنتصرة فكان إصدار بريطانيا رمز القوى الإستعمارية عام ١٩١٧ ما يسمى وعد بلفور بإقامة دولة يهودية على أرض فلسطين وما يعنيه ذلك ببساطة عن الهدف بإقتلاع الشعب الفلسطيني الأصيل بوطنه وإحلال بديل عنه بمجموعات سكانية غريبة من اصقاع العالم لا يربط بينها سوى إعتناق الديانة اليهودية .
الأسباب والظروف :
أولا : سقوط الدولة العثمانية وهزيمتها بالحرب العالمية الأولى .
ثانيا : تقسيم الوطن العربي إلى دول وإستعمارها عسكريا بموجب إتفاقيتي سايكس بيكو وسان ريمو .
ثالثا : الإحتلال العسكري البريطاني لفلسطين وإنتزاع قرار من عصبة الأمم بفرض الإنتداب البريطاني بهدف تنفيذ وعد بلفور .
رابعا : غياب قوة عربية قادرة على التصدي للمشروع الإستعماري عامة وفي ما يتعلق بالهدف الحقيقي من إحتلال إستعماري إحلالي لفلسطين .
النكبة نتيجة لجرائم الإبادة :
الشعب الفلسطيني اسوة بباقي شعوب العالم يتمسك بحقه الطبيعي العيش الآمن الحر في وطنه قاوم قوات المستعمر البريطاني وشركائه العصابات اليهودية المدججة بكل انواع السلاح الفتاك بإمكانيات ضعيفة وبعصيان مدني عجز المستعمر عن قمعها والنيل من إرادة الشعب الفلسطيني بالدفاع عن حريته وتحرير وطنه وإستقلاله مما دفعه لتصعيد بتنفيذ مخططه الإجرامي بإستخدام قواته العسكرية مستهدفا المدنيين عبر :
▪︎ تنفيذ عشرات المجازر الوحشية التي إرتكبتها قوات الإحتلال الإستعماري البريطاني " ما بين عام ١٩١٧ إلى عام ١٩٤٨ " منفردة او بمشاركة وتمكين للعصابات الإرهابية اليهودية الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني الاعزل من السلاح والتي اسفرت إضافة إلى اعمال الإعتقالات التعسفية وإيقاع كافة اشكال التعذيب النفسي والجسدي بمئات من المواطنين عن :
▪︎ تدمير ما يقارب من ٥٣٢ قرية وبلدة فلسطينية .
▪︎ إرتكاب عشرات المجازر بقتل الآف من ابناء الشعب الفلسطيني وأشهر المجازر كفر قاسم ودير ياسين والدوايمة وغيرها .
▪︎ إقتلاع ٩٥٠ الف من مدنهم وقراهم وطردهم خارج وطنهم التاريخي اي جريمة مزدوجة ومركبة " إبادة وتطهير عرقي " .
▪︎ الإعلان عن ولادة " إسرائيل " هذا الكيان العدواني الإستعماري .
عدوان حزيران ١٩٦٧ :
في ظل غياب مشروع عربي قومي او حتى إقليمي مشترك لتحرير فلسطين منذ الايام الأولى لولادة الكيان السرطاني الإسرائيلي سواء التحرير الكامل او الجزئي بمعنى تحرير ٥٠ % من مساحة ارض الدولة العربية الفلسطينية التي ابقاها قرار التقسيم المجحف بحق الشعب الفلسطيني من ارض فلسطين التاريخية اي القسم الذي إحتلته العصابات اليهودية الصهيونية خلافا وإنتهاكا لقرار الجمعية العامة رقم ١٨١ وفي خضم الخلافات العربية الرسمية البينية جاء العدوان الإسرائيلي في الخامس من حزيران عام ١٩٦٧والذي أسفر عن إحتلال إستعماري إحلالي للضفة الغربية وقطاع غزة اي باقي ارض فلسطين التاريخية وإحتلال الجولان وسيناء .
لم تتأخر سلطات الإحتلال الإسرائيلي الإستعماري بعد إحكام سيطرتها العسكرية على اراض الضفة الغربية وقلبها القدس وعلى قطاع غزة من البدء بارتكاب وتنفيذ سلسلة من الأعمال والسياسات الممنهجة لتغيير الجغرافيا والديمغرافيا وخاصة بالقدس في سياق حرب إبادة وتطهير عرقي من اعمال قتل وتدمير وعقاب جماعي وتقييد حرية التنقل والعبادة وإنتهاك للمقدسات الإسلامية والمسيحية وخاصة المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي وكنيسة القيامة ومصادرة للاراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات التي تمثل بحقيقة الأمر قواعد إنطلاق لميليشيا عسكرية عدوانية تعمل بتخطيط وتمكين ومشاركة وحماية كاملة من قوات سلطات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي في تنفيذ سياسة ممنهجة لتغيير جذري جغرافي بإنتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي ولإتفاقيات جنيف وخاصة الرابعة .
لماذا النكبة مستمرة :
النكبة مستمرة بعنصريها الرئيسيين :
▪︎ عدم تمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة لمدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة تنفيذا لقرار الجمعية العامة رقم ١٩٤ .
▪︎ عدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة الداعية لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي للاراضي الفلسطينية التي إحتلت عام ١٩٦٧ وما قبلها مما أدى لإستمرار الاحتلال الإسرائيلي حتى يومنا هذا .
▪︎ تقويض حق الشعب الفلسطيني بالحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف تنفيذا لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وعلى راسها قرار رقم ١٨١ وعشرات القرارات الصادرة عن مجلس الأمن ومنها قرارات ٢٤٢ و٣٣٨ و ٢٣٣٤ .
▪︎ حرب الإبادة والتطهير العرقي المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ وما ادت إليه من تدمير شبه كامل للقطاع وتهجير قسري متكرر تحت طائلة القتل لحوالي ٩٠ % من سكان القطاع مترافق مع حرمان من مقومات الحياة الأساسية والإنسانية من سكن وغذاء ودواء ومياه نظيفة وكهرباء وضغط وتعذيب باشكاله الجسدية والنفسية إضافة إلى إيقاع ما يزيد عن مائتي الف شهيد ومصاب وفرض حصار شامل بما يعنيه كل ما سبق من تصنيف قانوني دولي بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة وتطهير عرقي بعموم اراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا وإن كانت تلك الجرائم حتى الآن بوتيرة اقل وحشية وعنفا .
إستمرار النكبة :
إستمرار نكبة الشعب الفلسطيني على مدار ثمان عقود دون إيجاد اي أفق حقيقي لحل الصراع بشكل عادل وفق ليس الحق التاريخي للشعب الفلسطيني بوطنه وإنما وفق القرارات الصادرة عن الجمعية العامة ومجلس الأمن ١٨١ و١٩ / ٦٧ / ٢٠١٢ و ١٠ / ٢٤ الذي حدد ١٢ شهرا أمام إسرائيل لإنهاء إحتلالها لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا ولقرارات مجلس الامن المختلفة ومنها ٢٤٢ و٣٣٨ و٢٣٣٤ و٢٧٣٥ يعود لعاملين رئيسيين :
الأول : الإنحياز الأمريكي الأعمى للكيان الإستعماري الإسرائيلي وتزويده بكل وسائل القوة العسكرية والسياسية والإقتصادية والتكنولوجية وتمكينه الإفلات من المساءلة والعقاب .
الثاني : عدم إضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته والإنتصار لمبادئ وأهداف الأمم المتحدة وميثاقها بترسيخ الامن والسلم الدوليين عبر إتخاذ الإجراءات والتدابير المنصوص عليها بميثاق الأمم المتحدة لإلزام إسرائيل تنفيذ فوري لقراراتها تحت طائلة فرض العقوبات التي تبدأ بالمقاطعة السياسية والدبلوماسية وصولا للعزل الكامل وتجميد عضويتها بالجمعية العامة للأمم المتحدة .
في ذكرى مرور ٧٧ عاما على النكبة وأمام خطورة المخطط الإسروامريكي بتصفية القضية الفلسطينية باركانها وبتهجير قسري للشعب الفلسطيني من قطاع غزة تمهيدا للإنتقال إلى الضفة الغربية يتطلب أولا بهدف منع التهجير وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي من الدول العربية ان تبادر بالتعاون والتنسيق مع منظمة التعاون الإسلامي ودول الإتحاد الإفريقي ودول عدم الإنحياز وكافة الدول الصديقة بقطع كافة اشكال العلاقات مع الكيان الإستعماري الإسرائيلي ومع الولايات المتحدة الأمريكية وأن تعمل على تعديل ميثاق الأمم المتحدة بما يحقق اهداف ومقاصد الأمم المتحدة دون إزدواجية وإنتقائية ودون هيمنة من الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن...
الشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة وخارجها ماض في نضاله بكافة الوسائل المكفولة دوليا بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وبدعم من احرار العالم حتى الحرية والإستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام ١٩٤٨...
إرادة الشعوب لن تهزم وستنتصر وإن طال الزمن .... والإحتلال إلى زوال .... ؟