الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
إسرائيل تبحث عن نهاية للحرب تكون هي المنتصرة فيها وتكون سحبت سلاح حماس وسيطرت على قطاع غزة من دون حماس ولا عباس ، وان يخرج نتانياهو منتصرا وأن يبيع الوهم مرة أخرى للجمهور الإسرائيلي الواهم. وهذا لن يحدث ابدا وسوف يكون مصير نتانياهو مثل مصير غيره خارج التاريخ وخارج الحياة السياسية .
حماس تبحث عن نهاية تكون فيها منتصرة وان تعود الأمور الى طبيعتها ما قبل 7 أكتوبر وان تحكم قطاع غزة مرة أخرى وكأن شيئا لم يكن. وان تعود إسرائيل والدول العربية للتعامل معها باعتبارها الشرعية الوحيدة في قطاع غزة. وهذا لن يحدث لان التاريخ لا يعود القهقري وغزة لم تعد غزة السابقة، واهل غزة لم يعودوا اهل غزة الذين عرفناهم . كما ان لبنان ليس لبنان ولا سوريا بسوريا.
السلطة ومنظمة التحرير تريدان نهاية تضمن لهما استرجاع غزة تحت حكمهما وسيطرتهما من دون حماس ومن دون سلاح اخر غير بنادق كلاشينكوف الأجهزة الأمنية. وان تنعقد المؤتمرات الدولية وان تذهب حكوماتها للإشراف على إعادة الاعمار والتوزيع بضمانات عربية ودولية وإسرائيلية وأوروبية وبحماية القانون الدولي. وان تعود الأمور الى سابق عهدها وان تذهب دولة فلسطين كل عام في شهر أيلول الى نيويورك لتلقي كلمتها امام الهيئة العامة للأمم المتحدة و( يا دار ما دخلك شر). ولكن الشر دخل الدار من الباب ومن الشباك ومن السقوف ومن البلاط ومن المطبخ ومن جميع الاتجاهات !!.
جامعة الدول العربية والأنظمة العربية تريد نهاية مشرفة لها . نهاية تثبت ان التطرف في محاربة إسرائيل لا يجلب سوى الويلات على الامة , وان تكتب الصحافة ان الأنظمة العربية هي الخيار الناجح للامة غير الناجحة .
تنظيمات المحور (دمشق سابقا) تبحث عن نهاية تعيد لها ألق التواجد على شاشات الفضائيات ، وبالحد الأدنى ان يعودوا الى أي عاصمة تضمن لها إبقاء المشهد أطول فترة ممكنة . ولكن هذا غير ممكن بعد .
أمريكا ترامب تريد نهاية على طريقة هوليوود يظهر فيها ترامب هو البطل الفرد ، وتظهر فيها أمريكا هي شرطي العالم. ولكن سلوك ترامب لا يدل على نهاية كهذه .
النهاية الحقيقية للحرب هي التخطي.. هي التحرك باتجاه المستقبل وعدم التعلق بالأشياء التي فقدها كل طرف .