الخميس: 05/06/2025 بتوقيت القدس الشريف

بأي حال وغزة هي العيد ؟

نشر بتاريخ: 03/06/2025 ( آخر تحديث: 03/06/2025 الساعة: 11:16 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

عيون الأطفال على شاشات التلفزيون تلاحقنا ، وجوه الأمهات الشاحبة ينحبن رجالهن تتحوّل الى مشانق تلتف حول اعناقنا وتخنقنا . مشاهد المقتلة في غزة بعد اليوم 600 تنغرز في الوجدان فلا عناوين الصحافة تكفي ولا ربطات عنق المسؤولين على المنصات تخفف قسوة المشهد .

مات الموت ، وتعب التعب ، وامتلأت القبور ففاضت صلواتا ودموعا وصور .. هذا الطفل لا نعرف اسمه لكنهم انتشلوه من تحت الأنقاض وبيده كسرة خبز ، وهذا شيخ مات وهو يحمي حفيدته ، وهذا رجل ابتسم للطائرة قبل الموت بثانيتين ليقهر الطيار في اّخر لحظة .

يا كاتب التاريخ قف ولا تكتب عنا ولا تكتب علينا . توقف يا رجل.

لا تكتب شيئا ولا توزع النياشين على السياسيين الاحياء ولا تحاول ان تصنع من ضفائر الحرائر مسابح لرجال الدين ، ولا ايقونات على مكاتب الجنرالات الذين لم يدخلوا حربا في حيواتهم .

قف يا رجل واخشع قليلا لهيبة الموت وتذكر

اننا نحن الواقفون على خطوط النار نعلن ما يلي :

أحرقنا مراكبنا .

وكل كلمات التضامن لا تبدد وحشتنا.

وكل بقاع الأرض لا تتسع لجراحنا.

ذات يوم كتب غسان كنفاني يصف المشهد ( ان جميع دموع العالم لا تستطيع ان تحمل زورقا صغيرا يتسع لأبوين يبحثان عن طفلهما المفقود "

الان فهمنا درس الضمائر المنفصلة . الان تذكرنا ان الضمائر المنفصلة في اللغة العربية هي

الضمائر التي لا تتصل بفعل أو اسم، وتستخدم في محلّ الرفع

.. رفعونا دون ان نعرف اسم الفاعل ودون ان ندري من يتصل بنا من امة العرب وامة المسلمين

بعد 600 يوم عرفنا

من نحن

ومن انتم

ومن هم

ومن هو

ومن هي

ومن أولئك؟