الإثنين: 05/05/2025 بتوقيت القدس الشريف

الشرق الأوسط الجديد بين بارانويا نتانياهو ورؤية محمد بن سلمان

نشر بتاريخ: 05/05/2025 ( آخر تحديث: 05/05/2025 الساعة: 14:08 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

رئيس حكومات إسرائيل بنجامين نتانياهو يريد شرق أوسط جديد تسيل فيه الدماء في كل مكان ، وتكثر فيه النزاعات المسلحة وان يفرض الاحتلال كقوة عسكرية من دون أي حلول سياسية لأنه لا يملكها أصلا .
منذ اغتيال اسحق رابين سيطر نتنياهو على تل ابيب في العام 1996 بقوة غوغاء اليمين وخطاب الكراهية ، وهو مسكون بمهمة واحدة (تعطيل اتفاقيات السلام وتنصل إسرائيل منها ) وقد نجح في ذلك تقريبا .
ولا نكشف سرا ان نتانياهو رفع امام اليمين شعار ( لا يوجد حل سياسي ) وقام بإيقاف المفاوضات في العام 2014 رغم انف الرؤساء الامريكيين . ومنذ ذلك الوقت تندلع في المنطقة معركة كبيرة او حرب بمعدل كل سنتين مرة .
لقد تسبب نتانياهو في مقتل عشرات الاف العرب واليهود أكثر من أي زعيم اخر منذ الحرب العالمية الثانية ، ولا يزال يبحث عن اية ذرائع لإشعال المزيد من الحروب في مناطق جديدة .مثل ساحة سوريا ولبنان واليمن وايران والحبل على الغارب .
بالمقابل كرّست السعودية نفسها كقوة إقليمية عربية رقم واحد ، وبقناعتي التامة انني اؤمن بدور الفرد في التاريخ ، وان الأمير محمد بن سلمان اليوم في موقع يؤهله الفصل بين الشرق الأوسط برؤية واستشرف توفير الامن والسلام وتطوير الذات والانفتاح نحو التنمية المستدامة. وبين بارانويا رئيس وزراء إسرائيل الذي يبيع الوهم للإسرائيليين ويراكم جبالا من الكراهية في صدر امة عربية كاملة ضد مشروعه .
كنت قد كتبت قبل الحرب الأخيرة بشهرين مقالة قلت فيها ان القضية الفلسطينية الان أصبحت امانة في يد السعودية ، وان الظروف الدولية والإقليمية تسوق الجميع نحو ذلك .
وللأمير محمد بن سلمان الرغبة والقدرة على التأثير بشكل كامل على صناع القرار الدولي وبناء على المصالح وليس فقط على أنظمة الأمم وقوانينها يستطيع ان يحدد ملامح المرحلة القادمة من خلال لقاء القمة مع ترامب .
لقد نجحت مصر والأردن في سحب فتيل التهجير ، وعملتا كقوة سياسية عربية على إبقاء الامة في حالة تماسك ، ولكن دور السعودية الان مفصلي وحاسم .
من حق كل فلسطيني ان يفاخر بعروبيته وبإسلامه ، ومن حقه ان يتوخى الدعم المعنوي والمادي من الامتين دون توقف .