الكاتب: د.حازم قشوع
الى حد كبير نجحت الدبلوماسية الاممية بتوجيه الانظار من جديد تجاه للحلول السلمية بعدما أدخلت اسرائيل المنطفة والعالم بالحلول العسكرية وهذا ما ظهر فى الاجتماع الذى عقد بالجمعية العمومية بقيادة الامين العام للامم المتحده انتونيو غوتيورس الذى اخذ يدافع عن المنهجيه الامميه وسيادة قوانينها فى محض دافعه عن القرارات الامميه والتى يجسد عنوانها مشروع حل الدولتين وانسانية القضية الفلسطينية فى القانون الدولي الانساني ... الامر الذى جعل من نقاط الاستقطاب تشكل مناخات تجاذب واضحة بين الامم المتحدة صاحبة الكعب الاعلى والولايات المتحده التى اخذت جملة الاستقطاب لها لا تشكل سوى مساحه ضيقه مقارنه بما تقف عليه الامم المتحدة من مساحه كبيره جدا ومركز جاذب واسع التاثير يحظى باحترام ومكانه وذلك بعدما استطاعت الامم المتحدة من استمالة اكثر من 3/4 الاعضاء لصفها مع دخول فرنسا لقيادة جناح الامم المتحدة فى مشروع حل الدولتين الذى غدى يشكل نقطه اشتباك حقيقية بين الأمم المتحدة والولايات المتحدة على الصعيد الدبلوماسي وقد يتحول الى مستوى سياسي اذا لم يحدث استدراك وبقيت الولايات المتحدة تصر على نهجهها القاضى بالهيمنه واتباع سياسيه قانون القوة ..
ولعل رسالة الامتعاض التى عبر عنها دونالت ترامب فى زيارته لاسكتلندا وليس لندن فى اطار المملكه المتحده يحمل رساله فى المكان كما فى التوقيت كونه جاء خلال فترة انعقاد الاجتماع الاممي الخاص بحل الدولتين للدرجه التى أجبرت ستارمر رئيس وزراء بريطانيا ليعقد اجتماع مع الرئيس ترامب يتناول فيه الاواضع فى غزه والمسالة الفلسطينية وذلك فى منتجع بيترنيبري حيث يقضى إجازته الخاصه فى ملعب الغولف الذى يملكه حتى لا يخرج امريكا من المناخ كما تقوم رئيس المفوضية الاوروبيه اورسولا فون دير لاين بعقد اجتماع لهذه الغايه لتكون هذه الاجتماعات الرسمية من دون طابع بروتوكولي كما جرت العادة الدبلوماسية حيث يتم استقبال الرئيس الامريكي عبرها والذى استقبل فى شوارع ادنبره وسط مظاهرات مندده بالموقف الامريكي مؤيده للحق الفلسطيني وتنادي بوقف الانتهاكات الانسانيه فى قطاع غزه ..
وهى المعطيات التى تاتى مع انفكاك الربط العضوى بين الولايات المتحدة ودول المركز وظهور حجم التباينات للعيان اضافة لمساحة التباين بين موسكو واشنطن التى بدا تشتد مع تضارب المصالح
فى المسأله الاوكرانيه هذا اضافه للهوة الواضحه التى اظهرتها حالة الاستقطاب بين الولايات المتحدة والامم المتحده فى موقعه حل الدولتين وجمبعها باتت تدق جرس الانذار على البيت الابيض وتلفظ سياسات استخدام الهيمنه من الناحية الجيواقتصادية كما هى متحفظة على سياسية قانون القوة وهذا ما جعل من البيت الابيض يعيش حالة حصار ضمني يستدعي استدراكه سياسيا بعدما سئم العالم من مناخات العنف التى تخيم على كافة اقاليمه ومن سياسات الاستقواء على القانون الدولي والقفز فوق القيم والمبادىء الانسانية وهذا ما جعل من نظام الضوابط والموازين يتغير ويشق مسار اخر لطريق جديد يحمل علامه انفراج على القضايا العسكرية والانسانية ينتظر ان يحمل فى المحصله تبعات على الصعيد السياسي كما يصف ذلك سياسيين ..!
صحيح ان الولايات المتحدة مازالت تمتلك أوراق كثيرة ووسائل ضغط عديدة يمكنها ان تصنع فارق لكن ما هو صحيح ايضا ان جميع الأوراق التى فى جعبتها ستدخلها فى طور التشارك وبالتالي التنازل عن احاديه الهيمنه وسياساتها المستخدمه بقيادة العالم الذى رفض الحلول العسكرية ورفض قانون القوة كما رفض اعادة ترسيم خرائط جديده احتراما للمرجعيات الامميه والقانون الدولي الذى اعاد فى "تجمع حل الدولتين" القوة للامم المتحدة والزخم للحلول السياسيه والمرجعيه للقانون الدولي والذى ينتظر ان يحمل تاثير كبير فى أيلول القادم عندما يلتقى الجميع على مستوى رؤساء الدول .
ان فلسطين ايقونة الحريه وهى تقود العالم للانتصار لصوت
العدالة هى فلسطين التى حملها معه الملك عبدالله على الدوام
فى لقاءاته البنيه فى امريكا وكندا فى جولاته الاخيره من اجل تحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة الدوله وهى فلسطين القضية
التى يحملها معه الملك عبدالله فى لقاءه الهام فى برلين عند لقاءه المستشار الألماني فيردريش ميرتس الذى يعتبر احد المحركين الأساسيين بالسياسيه الدوليه ليكون الجميع فى نصرة الامم المتحدة ومقرراتها لاسيما وان استماله برلين تجاه حل الدولتين والاعتراف بالدوله الفلسطينية سيجعل من إيطاليا واليابان يلتحقان بركب بريطانيا وكندا ليكون الجميع فى مناصره قوة القانون وترجيح كفته على حساب قانون القوه من باب محافظتها على دورها التشاركي فى صناعه القرار ...وهذا ما يصب جميعه
فى المصلحة الفلسطينية وهى تواجهه مشروع التصفية والاسرله فى الميدان نتيجة السياسات الاسرائيلية التى تتبعها الحكومة الإسرائيلية فى قضم الارض وتشكيل مناخات التهجير ولعل هذا ما بينه اجتماع حل الدولتين واكد على ضرورة تغييره كونه لا يخدم السلم الاقليمي ولسلام الدولي وهو مخالف للقانون الدولي التى ارادت الامم المتحدة من بيانه ..