الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الفرق بين قطاع غزة والضفة الغربية !!

نشر بتاريخ: 10/12/2011 ( آخر تحديث: 10/12/2011 الساعة: 14:25 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

كتب رئيس التحرير د. ناصر اللحام - تعيش وسائل الاعلام العالمية حالة من استلاب الارادة وتغييب العقل ، ومن طالع الصحف العالمية في اليومين الاخيرين سيجد نبأ مفاده ان اسرائيل تقصف قطاع غزة ردا على اطلاق صواريخ باتجاهها . مع العلم ان سبب القتال هو خرق اسرائيل للتهدئة وقيامها باغتيال فلسطينيين هناك ، وليس عن قصد فان عشرات وسائل الاعلام العربية نقلت الخبر بنفس الطريقة فنرى ان غزة تهاجم اسرائيل بالصوارخ وان اسرائيل " المسكينة " تدافع عن نفسها .

ورغم انه لا يوجد اي مبرر لوسائل الاعلام العالمية والعربية للوقع في هذا التضليل الا ان الامر اكثر تعقيدا وخبثا من ذلك ، وبحسب كبار المحللين الاسرائيليين فان قيام اسرائيل بعمليات الاغتيال تهدف الى ترسيم " علاقة" جديدة بين المقاومة والاحتلال تؤدي في النهاية الى قبول المقاومة بالامر الواقع ان واسرائيل قررت التعامل مع قطاع غزة كما تتعامل مع الضفة الغربية ، وانها منطقة محتلة تقصفها وقتما تشاء وتضربها متى تشاء وتجتاحها متى تشاء .

وفي نهاية الجولات العدوانية التي تقوم بها اسرائيل كل اسبوع يهدف التصعيد الاخير على غزة لترسيم قبول الاغتيالات كي يصبح القطاع مثل الضفة الغربية ، فاسرائيل تعلن ان السلطة تسيطر على مدن الضفة لكنها تجتاحها وقتما تشاء وتعتقل من تريد وقتما تشاء ، وقبل يومين شنّت اسرائيل حملة اعتقالات شمال الضفة وجنوبها على الجبهة الشعبية وحماس . وتراها تجتاح نابلس وطولكرم وبيت لحم وصولا الى استراتيجية هدفها ان يقتنع المواطن الفلسطيني ان المدن الفلسطينية لا توفر له الحماية وان اجهزة الامن الفلسطينية لا تحميه وان اسرائيل قادرة على الوصول الى اي فلسطيني في اية لحظة تشاء .

وفي قطاع غزة بدأت اسرائيل نفس المخطط ، وعلى ذمة احد كبار المحللين العسكريين الاسرائيليين " علينا ان ندفع حماس لتقوم بنفس عمل السلطة في الضفة وان تدافع عن سيادتها وسلطتها وان تحاول قدر الامكان منع اطلاق الصواريخ ، وفي حال لم تتمكن حماس من ذلك فاجهزة الامن الاسرائيلي ستقوم بالتعامل مع الخلايا الناشطة " .
ولذلك بات المواطن يسمع ان امن الحكومة المقالة يمنع اطلاق صواريخ او يحتجز حملة سلاح في بعض الاحيان تماما مثلما كانت السلطة ايام الراحل ياسر عرفات .

وهكذا تجاهر اسرائيل ووسائل اعلامها ان المعارك الاخيرة ليست مع حماس وانما مع خلايا اخرى ، بلضبط كما تقول للرئيس عباس ورئيس وزرائه فياض ان اجتياح المدن الفلسطينية كل مرة يهدف الى اسكات خلايا ناشطة في الضفة تريد " تخريب الامن " السائد .

اما قبول اسرائيل للوساطة اللمصرية في كل مرة فهو امر مدروس ومخطط سلفا ، واسرائيل تريد فعلا من المجلس العسكري المصري ان يتحوّلأ الى طرف حاضر في كل مواجهة ، وبالنسبة لتل ابيب فان وجود مصر في التهدئة افضل من ابرام تهدئة مباشرة او غير مباشرة مع حماس .


هذا هو المخطط الاسرائيلي ، من وجهة نظرهم ، وتبقى قضية نجاح اسرائيل في تطبيقه منوط بعوامل محلية واقليمية ودولية معقّدة وكثيرة .