الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

أعوذ بالله ... من هذا الاله

نشر بتاريخ: 16/12/2011 ( آخر تحديث: 16/12/2011 الساعة: 14:54 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

كتب رئيس التحرير د. ناصر اللحام - اسمح لنفسي ان اقتبس هذا العنوان عن الكاتب والمفكر المصري أنيس منصور والذي ارتقى للرفيق الاعلى قبل فترة وجيزة ، وكان انيس منصور كتب تحت هذا العنوان ينتقد المسلمين المتطرفين الذين يسمحون لانفسهم ان يفجّروا الاسواق والمدارس والمراكز والمساجد في العواصم العربية بحجة قتال الحكام والخصوم السياسيين . وتساءل انيس منصور حينها : هل هناك اي اله في الحياة يدعو الى القتل وذبح الاطفال والمارة في الاسواق ودور العبادة ؟ واذا كان هناك اله يدعو الى ذلك فاعوذ بالله من هذا الاله .

وقد شدّني مؤخرا ان احراق المساجد في فلسطين يكاد يصبح خبرا عاديا في نشرات الاخبار العربية ، ويكاد لا يذكر في وسائل الاعلام العالمية ، وباستثناء وسائل الاعلام الفلسطينية والتلفزيون الاسرائيلي لم يأخذ النبأ حقّه في البحث والمتابعة ... بل ان التلفزيون الاسرائيلي افرد نقاشات ساخنة حول الموضوع في حين تغاضت وسائل الاعلام الامريكية والغربية عامة عن هذا الامر !!!

المستوطنون !! أي ربّ يعبدون ؟ والمساجد يحرقون ؟ واي اله يسمح لهم ان يدخلوا دور العبادة ليلا وان يحرقوا كتاب الله وان يدنسوا مكان الصلاة ويكتبوا على الجدران شتائم على الأنبياء ؟

ان احراق بيوت الله ، ليس خبرا يمكن نشره في صفحة الحوادث ، وانما خبرا رئيسا بامتياز يجب ان يأخذ بعده الايديولوجي والسياسي ، لان عواقبه وخيمة ، كما ان احراق المساجد ليس عملا مشينا من اعمال المتطرفين الارهابيين اليهود فحسب ، وانما ثمرة انحطاط مستمر في اخلاق الاحتلال ، فحكومة اسرائيل هي التي حاصرت كنيسة المهد عام 2002 وهي التي قصفتها وقتلت الفلسطينيين الذين احتموا بداخلها .

انا لست من رجال الدين الذين ينظرون الى الصراع بعيدا عن عمقه السياسي ،لكنني عربي قومي فلسطيني ارى ان احراق المساجد هو الفتيل الذي سيشعل النار الدينية في المنطقة ، وان حكومة اسرائيل ، تتحمّل كامل المسؤولية عمّا يحدث ، وما سيحدث لاحقا . ولو ان شابا فلسطينيا احرق كنيسا يهوديا لجرى اعتقاله لعشر سنوات على الاقل ، و لقامت جرافات الاحتلال بهدم منزله بأمر عسكري .

ان احراق المساجد ليس خبرا عاديا يمكن التعقيب عليه بواسطة مدير قسم التحقيقات في الادارة المدنية وانما خبرا سياسيا يجب ان تجتمع عليه الحكومات بشكل عاجل ، لا سيّما وان سياسيين اسرائيليين واعضاء كنيست يهود من امثال بن جبير وموشيه فيغلين واريه الداد يدافعون عن الذين احرقوا بيوت الله ويخرجون على التلفزيون لتبرير افعالهم . فأي اله يعبد هؤلاء ؟