الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحياة لحظة عز

نشر بتاريخ: 30/03/2014 ( آخر تحديث: 02/04/2014 الساعة: 11:44 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

انها فرصة تاريخية امام القيادة للتخلص من مفاوضة نتانياهو وحكومته، وقد حسم الشعب الفلسطيني امره برفض الاعتراف بيهودية الدولة، بل ان التنازل الذي قدمته منظمة التحرير عام 1993 وعدم اعتبار الحركة الصهيونية حركة عنصرية كان من أكبر اخطاء اوسلو وهو الذي سمح للامم المتحدة بعدها اعتبار الحركة الصهيونية غير عنصرية.

وبعد سبع سنوات مع حكومة نتانياهو، يتضح لكل عاقل ان هذه الحكومة غير جاهزة للمفاوضات ولا للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، وان القيادة مهما ابدت مرونة واعتدال فانها تصطدم بجبال من العنصرية الصهيونية تفشل كل الجهود الدولية والاقليمية والمحلية.

ولا اعرف من اين جاء الاعتقاد لنتانياهو أو وزراء حكومته ان الشعب الفلسطيني يمكن ان يقايض حرية 30 أسيرا بملفات مثل القدس او الاغوار او يهودية الدولة، ومن هو المستشار الذي ابلغهم اننا من اجل 30 اسيرا يمكن ان نوقع على تنازل عن القدس او عكا او حيفا او الناصرة او عسقلان او ام الرشراش او البحر الاحمر باعتبار انها وطن للاجئين...

جزء من الشعب وافق على سلطة او دويلة على مساحة من الارض الا اننا لم نقل ولم نوقّع اية وثيقة او كلام شفوي يوحي ان عكا ليس وطن الفلسطينيين، وان يافا ليست مدينة عربية فلسطينية !!! ومرة تلو المرة تلو المرة نقول ان هناك فرق بين دولة وبين وطن ... فالاتفاقات السياسية تخص الدول اما الاوطان فلا مفاوضات عليها ابدا، وفي كل اتفاقيات التاريخ يمكن الحصول على تسويات سياسية او جغرافية لكن لا يمكن استبدال وطن بوطن اخر.

ويمكن لاسرائيل ان تحتفظ بالاسرى وتستطيع ان تعتقل الاف غيرهم لكن هذا لن يؤدي الى تغيير الواقع، لان اتفاق سلام هو لمصلحة اسرائيل وامريكا اولا، وربما يكون اخرا واخيرا مصلحة فلسطينية.

ماذا يمكن ان تفعل القيادة اذا توقفت المفاوضات ؟

يمكنها ان تفعل كل شيء الا المفاوضات، يمكن اعلان حل السلطة كلها، ويمكن مكافحة الصهيونية في كل المحافل الدولية باعتبارها حركة عنصرية معادية للتطور البشري، وسحب المبادرة العربية، ومقاطعة اسرائيل، او الدعوة لدولة واحدة ثنائية القومية، ويمكن اعلان العصيان المدني، ويمكن طرد سفراء اسرائيل من العواصم العربية واغلاق مكاتبها في كل الدول الشقيقة والصديقة، ويمكن الغاء اتفاق كامب ديفيد مع مصر واتفاق وادي عربة مع الاردن لان اتفاق اوسلو كان جزء من صفقة عربية اسرائيلية شاملة وليس "بندوق ابن حرام" نما في الصحراء لوحده.

كما يمكن اعلان ان 7 مليون فلسطيني في الضفة والقدس وداخل الخط الاخضر وفي قطاع غزة كلهم اسرى عند اسرائيل... ومن قال اننا جميعنا لسنا اسرى؟