الجمعة: 03/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الثلج يأتي ونيجيريا " نجرتنا "

نشر بتاريخ: 04/01/2015 ( آخر تحديث: 20/03/2020 الساعة: 03:19 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

نيجيريا عملاق افريقيا، وصديق دائم لفلسطين مثل باقي دول القارة السوداء، نيجيريا 174 مليون منهم 90 مليون مسلم، ودعوني اكشف هنا لاول مرة ان نيجيريا كانت وقّعت ورقة مكتوبة تعهدت من خلالها للمجموعة العربية انها الى جانب رواندا سوف تصوّت لصالح فلسطين في مجلس الامن. لكن وعلى ما يبدو ان الضغوطات الامريكية الاسرائيلية فتّت في عضدها، فتراجعت عن وعدها المكتوب. وقد كشف تلفزيون اسرائيل ان نتانياهو اتصل برؤساء هذه الدول شخصيا وضغط عليهم للتراجع عن موقفهم المعلن.

والى الثلج الزاحف الينا من بلاد روسيا والاسكندناف، دعونا نتفق مرة اخرى ان بلادنا غير مؤهلة للثلوج، لا الطرقات ولا المنازل ولا الطعام ولا الملابس. وحتى حين تأتي عاصفة ثلجية ليوم واحد تنهار انظمة البلدية والخدمات في بلاد الشام مرة واحدة.. وقد كنت في بيروت الشتاء الماضي وحين أمطرت غرقت شوارع العاصمة اللبنانية بالمياه ولم يعد سهلا الوصول الى المطار. والحال عندنا مشابه فقد انقطعت الكهرباء عن رام الله وعانت "العاصمة المؤقتة" من برد وظلام.

والاهم في هذه المناسبة هو الجانب السلوكي، فنحن ليس لدينا سلوك التعامل مع الثلوج، فترى الاصابات والحوادث والموت حرقا او اختناقا وانسداد الطرقات وانقطاع المواصلات وارباك الدوام في المدارس حتى آخر لحظة... وبما اننا لا نستطيع منع العاصفة من القدوم، فاننا نستطيع ان نتدرب للتعامل معها. ويجب ان تضبط نفسها الصحافة والبلديات و الدفاع المدني و مدراء التربية والتعليم و وسائل الاعلام لانهم حين يظهرون مرتبكين فانهم يربكوننا اكثر واكثر ... وحتى لا يغضب احد ساعطي مثالا عن اسرائيل . حيث غرقت مدينة صفد السنة الماضية وغمرتها الثلوج وانقطعت عنها الكهرباء وتدخل الجيش والدبابات لانقاذ سكانها . واتضح ان الارصاد لم تكن تتوقع وصول الثلوج الى هذا المستوى وتسببت الازمة في استقالة 2 من كبار قادة شركة كهرباء اسرائيل .

وحتى لا يتحول الحذر الى رعب، من الجائز ان نفكر بالحذر دون هوس، فالثلج جميل والاطفال ينتظرونه بفارغ الصبر، والجميع يريد ان يلتقط صورا وينشرها على الفيس بوك، ولكن على الشرطة ان تحدد الطرقات التي يسمح بالسير فيها وتلك التي يمنع السير بها، لا سيما وان جبال الضفة الغربية والقرى مرتفعة وليس على جوانب معظمها حمايات من الانزلاق، كما ان اسقف البنايات والخزانات غير مؤهلة لتحمل سرعة رياح تصل الى 100 كم / ساعة.

حب الفضول والحماسة تقتلاننا بانتظار العاصفة ... وان لم تأت وانحرف مسارها فذلك ممكن، وان جاءت، وجب الاخذ بعين الاعتبار ان الكهرباء قد تنقطع والمواصلات ستتعطل في بعض المناطق. ويكون الالتزام بالبيوت افضل الحلول.. ومن ليس له عمل ضروري، فمن المؤذي تعريض نفسه وتعريض الاخرين للخطر لا سيما الشبان الذين يرغبون بتجربة السيارات في التزحلق و "التخميس".