الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

فلسطين أهم

نشر بتاريخ: 07/04/2015 ( آخر تحديث: 07/04/2015 الساعة: 11:46 )

الكاتب: ماهر حسين

كنت قد أشرت مرات عديدةالى أن أخطر ما نتج عن إنقلاب حركة حمــــاس في غزة على السلطة الشرعية هو حالة الإنقسام النفسي والإجتماعي التي خلفها الإنشقاق في صفوف الشركاء وأبناء الوطن الواحد .
فلقد تحولنــــا وللأسف الى أعداء خاصة بعد ظهور ممارسات فادحة غير مسبوقة خلال الإنقسام وتمثلت في عمليات تعذيب وإطلاق نار على نشطاء فتح .
حالتنا لا تسر صديق وحتما" تسر العدو .

هذه الحالة وللأسف تضاعفت مع الزمن فكلما زادت مدة الإنقسام البائس كلما زاد هذا الشرخ اللعين بين الشركاء وبين أبناء الوطن الواحد وكلما طال الإنقسام كلما تعزز هذا الشرخ بظواهر إجتماعية تؤثر سلبا" في بنية المجتمع الفلسطيني الذي تعرض الى ضربات كبيرة منذ عام 1948 ،ولاحقا" لذلك عام 1967، حيث أنتزع العديد من أبناء شعبنا من بيئتهم ووطنهم بلا ذنب أقترفوه .

المجتمع الفلسطيني المقسم جغرافيا" بين الداخل والخارج ومكانيا" بين المخيم والمدينة والقرية مقسم كذلك بين الدول التي يعيش فيها أبناء شعبنا من الاجئين فتجد ما يسمى بلاجئي لبنان ولاجئي سوريا وهكذا ..كل ذلك لم يكفينا فقسمنا أنفسنا الى تنظيمات أصبحت تبيعتنا لها أهم من الوطن وهنا للأسف أصبحنا منقسمين مرة أخرى وبطريقة حــــادة .
يجب أن نعترف بأن هناك نديه وكراهية وإحتقان كبير بين أبناء الوطن الواحد وشركاء القضية ...لو أعترفنا بذلك ولو وعينا مخاطر ذلك قد نجد أنفسنا أمام قناعة تامة بضرورة المصالحة وبضرورة تجاوز الإنقسام المؤلم .

يجب أن يكون هناك بيت للقضية وللوطن ...بيت واحد للجميع وهو موجود لدينا ولكنه بحاجة الى تفعيل والحديث هنا طبعا" من منظمة التحرير الفلسطينية بيتنا وهويتنا السياسية والنضالية...كما أنه يجب أن يكون لدينا رئيس واحد وحكومة واحدة واجهزة موحدة تخدم المواطن بغض النظر عن إنتمائه أو موقفه السياسي .
لو تجاوزنا الكراهية الحادة بوعي قد نتمكن من الوصول الى مصالحة حقيقة يدعمها شعب كامل ويؤمن بها كوسيلة لتجاوز كل المشاكل الحاصلة الأن .
نحن بحاجة نفسية الى المصالحة وفورا" لأن أثار الإنقسام طالتنا جميعا" .
أدعو الجميع لعدم القبول بالإنقسام وبفرض المصالحة وأقول للإخوةفي حمــــاس عليكم تسهيل عمل الحكومة الفلسطينية ولممارسة دورها وبشكل خاص على المعابر ليتوقف هذا الحصار الجائر وغيرالمقبول وليتوقف هذا الإنقسام السياسي الذي جعلنا رهينة للغير ؟؟لقد أصبحنا مطمع لكلالقوى الإقليمية التي ترى فينا وسيلة لتحقيق نفوذها في المنطقة ولفرض دورها في الإقليم .

بالمقابل أدعو الحكومة الفلسطينية للعمل بكل الطرق على تحقيق الوحدة وتعزيز العمل الحكومي في الضفة وغزة معا" وبالطبع في القدس الحاضرة دوما" في عقولنا وقلوبنا .
المطلوب ببساطة ...عمل ووعي ومصالحه معها مسامحه وطبعا" جميعا" يجب أن نؤمن بأن فلسطين أهم من الأحزاب والمناطق والتجمعات والإتجاهات .
فلسطين أهم من فتح وحمــــاس .
فلسطين أكبر من غزة والضفــــــــــــــــــــــه .
ويكفينا شرف أن نكون من أهل بيت المقدس فلنحافظ على هذا الشرف .