الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأرض المقدسة فلسطين وما تَعنيه لنا نحن الملاويين

نشر بتاريخ: 08/04/2015 ( آخر تحديث: 08/04/2015 الساعة: 10:39 )

الكاتب: عبد الغني يعقوب فطاني

جال بخاطري و كما كل أبناء شعبي الملاويين المسلم بماليزيا أن أكتب عن الأرض المقدسة ، فمن أين أبدأ الحديث عنك يا فلسطين ، أأبدأ بفلسطين قبل الإسلام ، أم بعهد خليفة المسلمين الثاني الفاروق عمر ، و المجاهد الناصر صلاح الدين ، أم عهد الإحتلال البريطاني و التقسيم ، أم فلسطين اليوم ...؟
فكما أن قدرة الله شاءت بأن تكون فلسطين أرض الرُّسل و الأنبياء ، الحاملين راية الوحدانية و الداعين أقوامهم للإلتزام بها ، حيث شهدت أرضها صراعات عنيفة في سبيل تثبيت تلك الراية ، فعاش فيها سيدنا إسحاق ويعقوب ، وتوفي نبي الله موسى قبل دخولها ، وبعد سنوات التيه دخلها يوشع بن نون "عليهم جميعاً الصلاة و السلام" ، فلقد نَفَذَت قدرته - عز وجل - أن تكون فلسطين أيضاً أرضاً إسلاميةً عربيةً ، تم فتح قدسها " إيلياء" على يد الفاروق عمر - رضي الله عنه - في ربيع الأول سنة 16 هجرية - مايو 697 م، يوم أن عُرفت بالعهدة العمرية حيث تمتع سكانها بالتسامح الديني في ظل سماحة الحكم الإسلامي العظيم.
و لأن من سنن الله النصر والهزيمة ، فلقد ارتبط نصر المسلمين بمدى إلتزامهم بأحكام دينهم و شريعة رب العالمين ، فبعد منتصف القرن الثالث الهجري بدأت الخلافة العباسية في الضعف إثر الخلافات الفقهية ، والتعصب المذهبي ، و الصراعات القوميات ، مما أدى لتمزق الدولة الواحدة لثلاثة دول : الخلافة العباسية في المشرق ، الخلافة الفاطمية في مصر وأجزاء من بلاد الشام ، والخلافة الأموية بالأندلس مما أثار أطماع الغرب الخبيثة و الكامنة ، فاحتل أجزاءاً من الأرض المباركة ما بين 1088 – 1099 بعد أن دعا البابا أوروبا للسيطرة عليها، ولكن القادر على كل شئ أرسل الناصر صلاح الدين الأيوبي مخلِّصاً و محرراً لبيت المقدس.

القدس و الملاويون
إنّ الملاويين في ماليزيا أمّةً من الأمم الإسلامية الذين حباهم الله الكثير من النعم كالأمن ، و الإستقرار ، والإقتصاد ، والعلم ، والقيادة الحكيمة ، فمن رحمته تعالى بهم أن اعتنق الملاويون الدين الحنيف منذ فجر التاريخ الإسلامي بدءًا من السلاطين والأمراء ومروراً بعوام الناس ، علماً أنّه في بلاد الملايو " ماليزيا " قوميات متعددة الأجناس والذين لهم أديانهم البوذية والهندوسية " لكم دينكم ولي دين " سورة الكافرون : 6 صدق الله العظيم.
ومن الحقائق التاريخية والدينية للملاويين المسلمين ، أنهم اعتادوا تداول الكثير من الإصطلاحات الإسلامية والألفاظ العربية في مؤلفاتهم العلمية، والتي كان لها كبير الأثر بربطهم بالأماكن المقدسة " كالقدس الشريف " ، و معراج سيد المرسلين و خاتم النبيين محمد "صلى الله عليه وسلم" المبعوث بشيراً ونذيراً و رحمةً للعالمين ، ولذا فقد اعتاد الحجاج الملاويون زيارة القدس الشريف قبل عودتهم إلى بلادهم بعد أدائهم الركن الخامس في الإسلام ، تأكيداً منهم على ارتباطهم الشديد بالأرض المقدسة .

و لقد جسَّد الملاويون علاقتهم الدينية والإنسانية بإخوانهم في القدس و فلسطين عبر دعمهم و دفاعهم عنهم ، فقدموالهم المساعدات عبر الجمعيات الإسلامية والأهلية والحكومية ، فما ترميم بعض المساجد ، و بناء بعض العيادات الطبية ، وتقديم الأدوية اللازمة لإخوانهم المصابين في الحروب ، والأضاحي ، وفتح أبواب الجامعة الاسلامية العالمية الماليزية خاصة ، والجامعات الحكومية الماليزية عامة أمام الطلبة الفلسطينيين، ومساواتهم في الرسوم الدراسية بإخوانهم الطلبة الماليزيين ، و منحِهم إياهم منحاً دراسيةً كاملةً تارة ، و جزئيةً تارةً أخرى ، إلا دلالة على حبهم لفلسطين و أهلها.

حل القضية الفلسطينية
مما لا شك فيه أن القوى العالمية تتلاعب بالقضية الفلسطينية منذ أكثر من خمسة وستون عاماً يوم أن حدثت النكبة الفلسطينية عام 1948م ،فَشُرِّدَ الفلسطينيون من أرضهم ولا زالوا على حالهم حتى يومنا هذا ، إلا أنني أعتقد شخصياً أن القضية الفلسطينية لا تُحل إلا عن طريق الفلسطينيين أنفسهم ولن يتحقق هذا الا إذا :-
1. تَوَحَد الفلسطينيون واتفقوا على برنامجٍ مُوَحد للمقاومة، أمستحيلٌ هذا الأمر ؟!!!
2. دَعَمَهُم إخوانهم العرب والذين هم الأقرب لهم جغرافياً ، وثقافياً ، فهل يتحقق هذا ؟!!!
3. دَعَمَهُم إخوانهم المسلمون حول العالم ، فهل ما زالت تلك الروح باقية ؟!!!
4. سَانَدتهُم القوى العالمية المحبة للسلام ، فهل يكون هذا ؟!!!