الأربعاء: 17/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز الصمود والتحدي

نشر بتاريخ: 13/04/2015 ( آخر تحديث: 13/04/2015 الساعة: 13:10 )

الكاتب: رامي مهداوي

ما تشاهده في الخليل لا تشاهدوه في اي مكان اخر في العالم، المستوطنون يحاولون السيطره على كل خرم ابره موجود في المنطقة المستهدفه من تل الرميده حتى شارع الشهداء فبالبلدة القديمه في الخليل فالمسجد الابراهيمي حتى تصل الى مستوطنة كريات اربع. ولكن يوجد أمل في شبابنا الذي يتصدى ويدافع ويحاول اعاقة وعرقلة المشروع الاستيطاني من خلال العمل الشعبي السلمي المقاوم، فحرروا بيتا، وعطلوا مشروعا وتمددا استيطانيا في قلب المدينة، ونجحوا بتأسيس مركزهم وأسموه مركز الصمود والتحدي، ليصمدوا في وجه الاستيطان وليتحدوا الاحتلال وأدواته القمعية التهجيرية.

يقع مركز الصمود والتحدي في منطقه تل الرميده والتي كانت مملكة رومانية وما زالت الآثار تشهد على تاريخية المنطقة وأشجار الزيتون المعروفه حتى ايامنا هذه بالزيتون الروماني والمعروف بجودته، حيث ان شجرة الزيتون التي يعود تاريخها الى مئات السنين شاهد حي على ذلك وعلى فلسطينية هذه المنطقة التي تعتبر من اقدم المناطق المسكونه في العالم.

يطل المركز على شارع الشهداء والمسجد الابراهيمي الشريف والبلدة القديمه بالإضافة الى العديد من الاحياء الاخرى حيث جمال المنظر وأنت تقف امام المركز يسحر القلب ويفتح الشهية لمقاومة الاحتلال والاستيطان السرطاني في قلب المدينة المقدسه . كان المركز عبارة عن بيت فلسطيني لعائلة فلسطينية هجرت بيتها تحت ضغط الاحتلال لوجود هوية القدس لهذه العائلة، واضطرت العائلة الى ترك المنزل بعد تهديدهم بسحب هوياتهم. هذا البيت لا يبعد سوى امتار قليله عن مستوطنة تل الرميده وقاعدة جيش الاحتلال الاسرائيلي تم احتلال البيت من قبل جيش الاحتلال في عام 2001، ولقد تم استعماله من قبل الجيش لاحتجاز المواطنين والتنكيل بهم، هذا ما عرفنا ان المستوطنين كانوا يقضون بعض وقتهم مع الجيش وإذا ما علمنا بأن المستوطنين كانوا يتطلعون الى استلام البيت المحتل من الجيش وذلك لقربه من المستوطنة بالإضافة الى توسيع امتداد المستوطنة المعروفة باسم "رمات يشاي" باتجاه المستوطنة التي تفصلها عنها بعض عشرات الامتار وهي مستوطنة "بيت هداسا". حيث ان المشروع الاستيطاني داخل مدينة الخليل يتمثل بتوصيل البؤر الاستيطانية الاربع مع بعضها البعض جغرافيا من خلال ترحيل المواطنين الفلسطينيين من بيوتهم. ومن ثم السيطرة على المسجد الابراهيمي؛ وضمه لمستوطنة "كريات
اربع" المقامه شرق مدينة الخليل.

بعد تلمس الخطر الذي شكله وجود الجيش في هذا البيت ومشاركة المستوطنين في التواجد داخل البيت احيانا، تم استئجار البيت من قبل العائلة الفلسطنية عام 2007 للبدء في عملية نضالية وقانونية وإعلامية تخللها اعتصامات متكررة امام المنزل المحتل، واستقدام وفود اجنبية نشطاء فلسطينيين، وفي اواخر عام 2007 نجح الشباب بإخراج الجيش من البيت المحتل وتحريره بالكامل هو والأرض المحيطه به وتم منع توسع المستوطنه من الجانب الشرقي.

ومع استمرار هجمات ومضايقات المستوطنين ازداد الشباب عزيمة وتحدي في استمرا حماية البيت لمدة 3 شهور على مدار 24 ساعة في اليوم دون كلل
او ملل ولقد بدؤوا بعد ذلك في البدء في ترميم البيت الذي دمره الجيش بالكامل، حيث تم تخريب شبكات الكهرباء والمياه والنوافذ والأبواب وسرقة جميع محتوياته . تم البدء في سلسة من البرامج و الدورات التدريبة التي كانت تهدف الى اعادة الحياة الى المنطقة بعد ان نجحت سياسة الاحتلال من قمع وإذلال وسياسة تهجير بشكل هادئ من المنطقة وعزلها عن شارع الشهداء والأحياء المجاوره وكل هذه الاجراءات التعسفية ادت الى الحد بشكل كبير جدا من
الحركة في هذه المنطقة، ولقد نجح الشباب في تحطيم الحاجز النفسي لسكان المنطقة وخارجها وتشجيعهم في المشاركة في نشاطات المركز في النواحي الاجتماعية والتعليمية والترفيهية. وبذلك اصبحت الحياة تعود من جديد وأصبح المركز مزارا لزيارات العديد من المجموعات والأفراد من شتى انحاء العالم.

ولكن للأسف اصبحت البلدة القديمة في الخليل مادة للدعاية الانتخابية فقط، وفي المقابل الاحتلال الاسرائيلي يجند جميع الاموال وإمكانيات دولته لزيارة البلدة القديمه والمسجد الابراهيمي، فيزورها مئات الالاف من المستوطنين سنويا، وعلى رأسهم عدد كبير من المسؤولين في دولة الاحتلال وكان على رأسهم رئيس الدولة ومعظم رؤساء الاحزاب الإسرائيلية. والسؤال المهم هل نحن فعلا نريد مقاومة الاحتلال والاستيطان او اننا نتغنى فقط بالرغبة في المقاومة، والجهود الوطنية المبذولة هل هي فردية ونخبوية ام شعبية حزبية رسمية؟