الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

حول ضريبة التكافل

نشر بتاريخ: 23/04/2015 ( آخر تحديث: 23/04/2015 الساعة: 11:09 )

الكاتب: إبراهيم المدهون

لا أحد يقبل ما صرح به النائب عن حماس جمال نصار في حديثه مع تجار قطاع غزة، حول تحميل المواطن ضريبة التكافل، وأعتقد أنه عليه أن يلتزم أدبيا للاعتذار لجميع المواطنين ومخاطبة الرأي والعمل على إيضاح الصورة، وقد جلست مع النائب وأوضح لي بعض جوانب المشهد مع وجهة نظره التي قد يتفق معها البعض وقد يختلف، وانقلها من باب الامانة وقال أن النقاش كان منصبا على مواد كمالية كماء الشعير وليست أساسية، وأنني قصدت انني المسؤول عن المواطن وليس انت فلا تتحجج بالمواطن لمصالحك. وقال ان مستخدمي هذه السلعة في العادة مقتدرين ويستطيعون تحمل الزيادة، وقال ان ضريبة التكافل ستستهدف صافي الربح الذي يفوق مليون دولار وأنها خطوة محدودة بزمن مؤقت، وأن ما حدث في الفواكه قرار حكومي لرفع الرسوم الجمركية لن تؤثر على أسعار الفاكهة وسنمنع ذلك، وهناك ضامن لعدم رفع الاسعار بشكل يؤثر على السلع الاساسية.

واعتقد أن رأيه كرجل مسؤول مقدر، وربما الاعتذار الذي اطالب به عن طريقته وانفعاله، وكتوضيح لسوء الفهم الذي احدث ارباكا في الرأي العام الفلسطيني.
وعن رأي فإن هذه ضريبة اضطرارية بسبب الفراغ الذي تركته حكومة الوفاق وتنصلها من مسؤولياتها، وأنصح بتوسعة دائرة الضريبة لتشمل البنوك والاتصالات والانترنت وجوال والموظفين والعقارات، فغزة تعاني من حصار خانق وشديد وهناك تهديد لأمن واستقرار القطاع عبر ترك الجهاز البيروقراطي والإداري دون مصاريف تشغيلية ورواتب تحميه من الانهيار، وأي قلق لهذا الجهاز الإداري المسيطر سيفقد القطاع أهم ما يميزه، من استقرار وتعاضد وأمن وأمان، ويبدو أن هناك قوى لا يهمها مآل ونهاية قطاع غزة، وغير مدركة لخطورة اللعبة التي تقوم بها لهذا هي تستهتر.

أنصح الحكومة في غزة والمجلس التشريعي ألا يتراجع قيد أنملة عن أي خطوة تضمن سلامة واستقرار القطاع، فالتراجع سيحدث خلخلة بالثقة في هذا الجهاز وقد يؤدي لتفلت هنا أو هناك فالأولوية اليوم توفير رواتب لـ 50 الف موظف وخلفهم ما يقارب نصف مليون من سكان القطاع.

نحن لسنا قطاعا صناعيا ولا نتمتع بالحرية الزراعية، وهناك حصارا خانقا، فرأس مالنا دوران العملة والتجارة، وعلينا إحياء القطاع الاقتصادي بتحريك الأموال وتوزيعها بشكل عادل وسليم، والدول والسلطات التي توفر الأمن والخدمات تعتاش على الضرائب، وادرسوا تجارب الدول والقطاعات المزدهرة، دبي مثلا وضعت ضريبة على النفس هناك، ولهذا استطاعت التغلب على الكثير من مشاكلها الاقتصادية واضحت منارة يحتذى بها.
الضريبة اليوم ضرورة ملحة وعملية انقاذ لا يمكن التراجع عنها، وعلى القائمين التفكير بإدارة سليمة تمنع زيادة الأسعار في السلع والخدمات الأساسية كما تضمن توزيع عادل للثروة لتصل لجميع الفقراء والمعدومين.