الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

عشرة ملاحظات حول حكومة نتانياهو الجديدة. وما العمل؟

نشر بتاريخ: 15/05/2015 ( آخر تحديث: 15/05/2015 الساعة: 15:54 )

الكاتب: اليف صباغ

عشرة ملاحظات حول حكومة نتانياهو الجديدة. وما العمل؟

دون ذكر التفاصيل، وهي معروفة للجميع، ولكن لا بد من أخذها بعين الاعتبار للوصول الى القضايا الجوهرية، ودون تكرار الكلام الذي يقول انها "حكومة يمين متطرف" وهو أمر معروف ولا حاجة للاشارة اليه مجددا، لا بد من ملاحظات ليست سريعة حول هذه الحكومة:
1. انها الحكومة رقم 34 خلال سبع وستين عاما من عمر هذه الدولة، وهذا يعني ان لا استقرار لحكومات اسرائيل. في حين يفترض ان تعمل الحكومة لمدة اربع سنوات، وفق القانون الاسرائيلي، فهي، بالمعدل، لا تُنهي سنتين من عمرها. وهذا المعدل يتناقص في العشرين سنة الأخيرة، بكلمات اخرى ان الاستقرار السياسي في اسرائيل غير موجود..
2. لا يختلف اثنان ان حكومة نتانياهو الاخيرة وُلِدت بعملية قيصرية بعد مسلسل طويل من الابتزازات، وجهود مضنية للتغلب على تناقض المصالح والمطالب، ومن ثم التجسير ما بين التناقضات على حساب ميزانية الدولة وحقوق الجمهور العام.
3. ثلاث نقاط اساسية عرضها بيبي نتانياهو في خطابه امام الكنيست: الحفاظ على أمن اسرائيل، "السعي" الى السلام (مما اضحك نواب المعارضة وخاصة النواب العرب) وتغيير طريقة الحكم. وفي حين تحدث عن النقطتين الاولى والثانية بجملتين بسيطتين، شدد وأطال الشرح عن ضرورة تغيير طريقة الحكم حتى تستطيع حكومته ان تعيش لمدة اربع سنوات.
4. ان اي مراجعة لهويات الوزراء السياسية لا بد من ان تُقلِق كل مواطن في اسرائيل ،عربيا او يهوديا، الا من رأى بالسلام والديموقراطية والمساواه خطرا أمنيا على اسرائيل وهم كثر.
5. لا يكفي ان نقول انها حكومة يمين متطرف، بل هي الحكومة الاكثر تطرفا في تاريخ اسرائيل، ولكنها مكشوفة ولا يوجد بها من يغطي عوراتها كما هو الحال في حكومات نتانياهو السابقات.
6. انها حكومة تحالف ما بين قوى علمانية ( بالمفهوم النسبي طبعا) متطرفة سياسيا واقتصاديا، مع تيار "قومي- ديني" كما يسمونها في اسرائيل ، او التيار "الصهيوني المتدين" كما يسمونه في الحركة الصهيونية، ومع تيار يهودي متزمّت، غيبي، معادٍ للديموقراطية وغير صهيوني، بمعنى انه معادٍ للتيار الصهيوني العلماني-اللبرالي، تجمعهم الطموح للسلطة لما فيها من منافع وخيرات لجماعاتهم المختلفة، والمتناقضة أحيانا، كما تجمعهم الايديولوجية العنصرية والاستعلاء، والشعور بالقوة والعظمة مقابل شعوب المنطقة، وعدم استعدادهم للقبول بالقانون الدولي أساسا لأي عملية تسوية. لغة القوة والابتزاز هي اللغة الوحيدة المتداولة في أروقتهم.
7. من اهم ميزات هذه الحكومة، انها تعكس تحولات سياسية وفكرية للحركة الصهيونية، كما تعكس تحولات هامة في المجتمع الاسرائيلي، لا بد من الوقف عندها. من هذه التحولات، انتقال القيادة في الحركة الصهيونية من أيدي قوى كولونيالية، علمانية ، لبرالية الى حد ما، رأت بالتيار الصهيوني المتدين عاملا مساعدا، الى ايدي التيار الصهيوني- المتدين، الاستيطاني اساسا، قائدا للحركة، ويرى في القوى العلمانية خادما يتوجب عليه ان يكون أمينا. وهذا موضوع يحتاج الى توسع اكثر.
8. بالمقابل، قدم رئيس المعارضة خطابا مطولا ووعد وأكد "بحزم" ان المهمة الأساس، للمعارضة التي يقودها، هي إسقاط هذه الحكومة في اقرب فرصة. وهدد بأنه سيكون على رأس من يتصدى لأي محاولة حكومية للنيل من المحكمة العليا وصلاحياتها، كما حذر من المس بحقوق "الاقليات"، ولكنه، كأجداده، رفض الاعتراف بالمواطنين العرب مجموعة قومية ، بل "مسلمين ومسيحيين ودروز وبدو وشركس".
9. لقد اثبتت التجربة لغالبية الحكومات في اسرائيل انها قد تقوم على الاجندة الخارجية، ولكنها تسقط على الاجندة الداخلية. أما هذه الحكومة فقد قامت على اجندة داخلية ولكنها قابلة للسقوط على الاجندة الداخلية اولا، ولكنها قد تسقط على الاجندة الخارجية ايضا، لأن الشعب الفلسطيني على موعد قريب مع استحقاق دولي في مجلس الأمن، ولأن موضوع الحرب والسلام في الشرق الاوسط على كف نتانياهو.
10. تؤكد اقوال بيبي نتانياهو في الاجتماع الاول لحكومته الجديدة مساء امس، ان حكومته تشكل خطرا حقيقيا ومكشوفا على امكانية تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة. كما تؤكد تركيبة الحكومة وأجندتها الداخلية خطرا حقيقيا على ما تبقى من الديموقراطية وأي أمل في التقدم نحو المساواة للمواطنين العرب من خلال نضال برلماني ثبت عُقمه خلال عقود كثيرة مضت.
من هنا لا بد من ان نسأل، ما العمل؟ ماذا يتوجب على المؤسسلت والقوى الوطنية، من الاحزاب العربية الممثلة وغير الممثلة في الكنيست، ان يفعلوا لمواجهة هذه الحكومة؟ وما نيل الحقوق بالاحتجاج فقط. وماذا يتوجب على السلطة الفلسطينية ان تفعل في حين ان ابواب التسوية السلمية مغلقة بالكامل، رغم كل التنازلات المخزية التي قدمتها السلطة؟
الا تتوجب هذه التحديات عقد مؤتمر وطني جدي يستثني الزعامات العاجزة ، للاجابة على السؤال المطروح/ ما العمل ؟