السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

نكبة فلسطين وصفقات السلاح بين بريطانيا و(إسرائيل)

نشر بتاريخ: 18/05/2015 ( آخر تحديث: 18/05/2015 الساعة: 13:24 )

الكاتب: غسان مصطفى الشامي

يحيا شعبنا الفلسطيني وأبناء الأمة العربية الإسلامية في هذه الأيام ذكرى أليمة، إنها ذكرى نكبة فلسطين، وتدمير أكثر من 500 قرية فلسطينية وتهجير وتشريد قرابة 800 ألف فلسطين، وقتل وذبح الآلاف على أيدي العصابات الصهيونية (الهاغاناة والأرغون والشيترون وغيرها) التي أوكل لها مهمات تنفيذ المخططات الصهيونية الخاصة بقتل وتهجير الفلسطينيين واقتلاعهم من أرضهم وتدمير القرى والمدن الفلسطينية، وإخلائها من سكانها الأصليين من أجل استقبال الصهيانية الغزاة وتسكينهم في هذه المدن.

ما حدث أيام نكبة فلسطين تم تنفيذه وفقا للمخططات الصهيونية التي عملت على تطبيق وعد بلفور البريطاني المشئوم الذي منحه وزير الخارجية البريطاني اليهودي آرثر جيمس بلفور في 2 نوفمبر 1917م لليهود في رسالة رسمية أرسلت إلى الصهيوني البريطاني (ليونيل والتر روتشيلد ) تحدث فيها عن تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.

التاريخ يسجل الدور الخبيث والماكر لبريطانيا في احتلال أرض فلسطين، وتسليمها لليهود، حتى أن التاريخ يسجل الجهود التي بذلها اليهود في التقرب من بريطانيا من أجل الحصول على هذا الوعد المشئوم، كما أن كان لليهود دورا في حصول بريطانيا على فلسطين كوصية عليها عند تقسيم البلاد العربية في اتفاقية (سايكس بيكو) المشئومة في مايو 1916م التي تمت بصورة سريا بين فرنسا وبريطانيا وروسيا وتم الاتفاق على اقتسام ميراث الإمبراطورية العثمانية من منطقة الهلال الخصيب.

كما فتحت بريطانيا خلال احتلال فلسطين أبواب الهجرات مشرعة أمام اليهود، ومنحتهم امتيازات كبيرة تتمثل في شراء الأراضي وإقامة المؤسسات الصهيونية من ضمنها الجامعة العبرية التي تأسست عام 1925م بدعم من الحركة الصهيونية، كما عملت بريطانيا خلال احتلالها لأرض فلسطين على تمكين اليهود من العمل في المناصب الحكومية العليا وخاصة المناصب التي تشرف على الزراعة والأرض، كما قام الاحتلال البريطاني بعد الانسحاب من فلسطين في شباط/ فبراير عام 1947م وقاموا بتسليم مصانع السلاح والذخيرة كاملة للصهاينة اليهود، وتسليم المقار والسجون البريطانية لاستخدامها ضد الشعب الفلسطيني، والتاريخ الفلسطيني سجل الدور الخطير لبريطانيا في دعم الصهاينة، والذاكرة الشفوية لا تنسى نكبة فلسطين، ولا تنسى فضل (بريطانيا) على اليهود ومساعدتهم في سرقة أرض فلسطين والتأسيس للوطن القومي لليهود على أرضنا المباركة.

اليوم وبعد مرور 67 عاما من اغتصاب فلسطين لم تعتذر بريطانيا عن جريمتها الكبرى بحق فلسطين بل تدعم الكيان الصهيوني وبكافة الوسائل الطرق تدعمه بالمال والسلاح والمواقف الرسمية الأممية؛ حيث كشفت الصحافة البريطانية أن وزارة الدفاع البريطانية وافقت على توقيع اتفاقيات صفقات سلاح مع الكيان الصهيوني تصل قيمتها لـ 11 مليون دولار قبل العدوان الصهيوني الأخير على القطاع بأشهر قليلة، وتضمن الصفقات قطع غيار طائرات بدون طيار، وطائرات حربية، وعمودية "هليكوبتر"، وقطع غيار للطائرات النفاثة وأنظمة رادار عسكرية، وقد اعترفت الحكومة البريطانية باحتمالية استخدام هذه المعدات في الحرب الأخيرة ضد غزة.

ما كشف من اتفاقيات سرية خطيرة بين المملكة المتحدة والكيان الصهيوني ، أثار غضبا وحفيظة النواب البريطانيين، والنشطاء والمتضامنين مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، حيث قالت النائب عن حزب العمل البريطاني "كاتي كلارك" إن بريطانيا لا ترفض إدانة العمل العسكري (الإسرائيلي) خلال الحرب على غزة، وحسب، بل إنها سمحت للشركات البريطانية بتسليح الجيش الإسرائيلي طوال الحرب؛ كما احتج على الصفقات السرية تجمع (يهود مانشستر من أجل العدالة لفلسطين) ودعا إلى مقاطعة المنتجات (الإسرائيلية) ووضع حدا لتجارة الأسلحة بين بريطانيا وإسرائيل، وقال التجمع "نعرف جيدا كيف طردت إسرائيل السكان الفلسطينيين من أراضيهم وفرضت احتلالًا منهجياً وعسكرياً وغير قانوني ضد من تبقى، وما هو معروف جيداً أن المملكة المتحدة ساعدت وحرضت على جرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى تراخيص التصدير إلى (إسرائيل) من بريطانيا التي منحت ما قيمته أكثر من(42) مليون جنيه إسترليني من أجل شراء المعدات العسكرية البريطانية ومعدات الاتصالات منذ خمس أعوام ".

إن الدور الخبيث لبريطانيا في دعم الكيان الصهيوني عسكرية ليس جديد بل هو منذ أكثر من 60 عاما، كما أن الكيان وقع اتفاقيات ملزمة مع بريطانيا بمواصلة دعم (إسرائيل) بالأسلحة وتطوير القدرات العسكرية الخاصة بالكيان الصهيوني، هذا الدور الخبيث يتوجب على البريطانيين والمتضامنين مع شعبنا الفلسطيني الوقوف بوجه ورفضه وفضح الاتفاقيات السرية ومواصلة ملاحقة قادة الاحتلال وتفعيل مقاطعة (إسرائيل) في كافة المناطق البريطانية والمؤسسات الأكاديمية.