الأربعاء: 15/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

المرعوبون

نشر بتاريخ: 22/11/2015 ( آخر تحديث: 22/11/2015 الساعة: 11:46 )

الكاتب: رمزي نادر

يحاول البعض جاهدا انكار الواقع كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال حتى لا ترى ما يرعبها ظنا منها ان هذا الواقع غير موجود وحقيقة الامر انها لم تعد ترى ما يدور حولها كنتيجة طبيعية لخفض رأسها لمستوى يحجب عن مدى رؤيتها ما تكره فعلى الرغم من ضخامة هذا الطائر يبقى رأسه والعقل الذي فيه صغير .

انكر البعض الجهد المصري المسئول في محاولة لملمة الشتات الفلسطيني بدءا من المحطة الاهم وهي حركة فتح تمهيدا للانتقال للملف الاشمل وهو المصالحة الوطنية ايمانا من الشقيق المصري بان فتح واحدة قوية هي الضمانة الحقيقية لمستقبل فلسطيني اكثر استقرارا وقوة إلا ان الرعب الذي يسكن البعض من اصحاب المصالح جعلهم يستنفرون طاقاتهم من اجل افشال الخطوة التي يرون فيها ضرر فادح يهدد مصالحهم وحتى وجودهم الهش المبني على المؤامرة واستبعاد صقور فتح لإخلاء الحلبة للحمائم ولا اعلم ان الانكار الذي حاول ان يسوقه هؤلاء هو لإقناع انفسهم لتخفيف مخاوفهم ام لخداع شعبنا فإذا كان الهدف خداع ابناء شعبنا وقواعد فتح وكادرها فازعم ان محاولتكم فاشلة لان مجرد حديثكم بكل هذا القلق والعصبية اقنع الجميع بان هذه الخطوة صحيحة رغم ان جماعة دحلان لم تعقب عليها بشكل صريح ,اما اذا كان لتخفيف مخاوفكم من الوحدة فانه كالمسكن اللحظي وحضروا انفسكم للرعب القادم .

ما يدهشني في الامر هو الاستعانة بأدوات ممن كانوا يتمسحون في دحلان طمعا في رضاه او الذين كانوا يرهقونه ويحرجونه في كتب المساعدة التي ترفع له عبر مقربين منه الان يستخدم هؤلاء من اجل النيل منه ومحاولة تشويه الصورة وحرفها وأخرها ما سمي بالمحلل السياسي والمهتم بالشأن الفلسطيني والذي رفض له دحلان طلبا بتمويل حملته الانتخابية مؤخرا فعلى الاقل استخدموا اشخاص ليسوا محل تشكيك او لدى الخصم القدرة على النيل منهم بسهولة .
ان مبادرة دحلان التي اطلقها عبر شاشة تلفزيون الغد مؤخرا لا يرفضها عاقل او حريص على مصلحة شعبنا لأنها تفتح الباب امام جملة من الانجازات والمنافع ويجب ان يلتفت اليها كل غيور على الوطن بالذات انها تتماهى بشكل كامل مع رغبات ابناء شعبنا وطموحهم على المستوى الوطني وكادر فتح وقواعدها على المستوى الحركي الذي ارهق من حالة الانقسام الفتحاوي الداخلي ويشعر بالإهانة والنقص جراء هذا الانقسام .

وعلى كل الغيورين المخلصيين في هذا الوطن ان ينقلوا للرئيس الحقائق على الارض فلم يعد التضليل مقبول ان معظم ابناء الحركة و قواعدها و مناصريها يدعمون المصالحة الفتحاوية وانه لمن السخافة تصوير الامر او اختصاره على انه مجرد التصالح مع شخص واحد اسمه دحلان ذرا للرماد في العيون فان خلف دحلان المئات من قيادات الحركة وكوادرها والآلاف من مناصريها و على من نسى ان يتذكر ما حدث في انتخابات البلديات في الضفة الغربية التي سقط فيها المرعوبين في عقر دارهم .

والى المذعورين والمتضررين من لم الشمل والوحدة اوجه لهم سؤالي ماذا تبقى لكم لفعله بعد كل ما فعلتموه من تحريض واعتقال وإطلاق نار وقطع رواتب الناس وتهديدهم في ارزاقهم والفصل خارج اطار النظام والعزل من المناصب في محاولة يائسة لمحاصرة تمدد نفوذ الدحلانين وزرع بذور الفتنة لدى الرئيس وتفصيل الناس شرعيين و متجنحيين وتقسيم حركة فتح و تفصيلها على مقاسهم ورغم ذلك نمى المتجنحين وتضخموا و اصبح لهم صوت وأنياب سمعه كل الاقليم و المحيط الدولي والعربي بالمقابل لم يكشف هؤلاء المتجنحين إلا عن جزء يسير مما يستطيعون ان يفعلوه ومازالوا يفاجئونا بثقل حجم تأثيرهم حتى تعتبر دولة بحجم مصر وثقلها الاقليمي ان المصالحة الفتحاوية "مصلحة عليا مصرية " وهنا اخاطب كل العقلاء ماذا سيكون مصير حركة فتح لو اعلن المتجنحين بثقلهم وتأثيرهم دعم الدعوة لجلسة مجلس تشريعي بعيدا عن الرئيس متحالفين مع قوى وقوائم برلمانية اخرى ماذا لو قام المتجنيحن بالدعوة لعقد مؤتمر الحركة السابع في احد الدول العربية الداعمة لهم ومعهم كل الرافضين للواقع الحالي للحركة ماذا لو ذهب هؤلاء المتجنحين تجاه اعادة هيكلة المنظمة والمجلس الوطني مع كل المعارضين للسلطة ونهج الرئيس عباس حتى لو لم يفعلوا كل ما سبق و نجح الرئيس في انجاح المصالحة الوطنية فماذا لو ذهب هؤلاء لخيار قائمة موازية في اي انتخابات قادمة كلها اسئلة مشروعه ومطروحة امام المذعورين من الوحدة ولملمة حركة فتح ولا مبرر امامهم إلا خشيتهم الشخصية من قوة تأثير دحلان متناسين المصالح العليا لشعبنا مع قراءة الواقع الذي ارهقنا بتذكيرنا فيه ام ان الواقعية السياسية لا تنطبق على التلاقي الفلسطيني الفلسطيني .