السبت: 18/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

لماذا ما زال المستهلك لا يعتبر المنتج الوطني اولوية؟

نشر بتاريخ: 24/02/2016 ( آخر تحديث: 24/02/2016 الساعة: 11:25 )

الكاتب: عقل أبو قرع

لا احد يشكك في اهمية الاقبال على شراء واستهلاك المنتج الوطني او المحلي، اي المنتج الذي يتم تصنيعة بأيادي فلسطينية وعلى الارض الفلسطينية، سواء اكان ذلك فيما يتعلق بتشجيع الانتاج المحلي والتشغيل والحد من البطالة وحتى الى زيادة التصدير، او فيما يتعلق بتحقيق نوع من الامن الذاتي من ناحية الانتاج والاستغناء نوعا ما عن الاستيراد والاعتماد على الاخرين، الذي اصبح في كل جزء من حياتنا؟

ولا يوجد جدال ان المنتج الوطني، واسوة بمنتجات دول اخرى، يتمتع بخصائص ومتطلبات واحتياجات محددة، وبدون شك، ان هناك امكانيات وعوامل وظروف تتحكم في كيفية وضع المنتج المحلي في قالبة النهائي، اي قبل ان يتم تسويقة ومن ثم يصل الى المستهلك، وبدون شك كذلك، ان المستهلك الفلسطيني لة متطلبات واحتياجات واولويات وامور يفضلها في المنتج، قد تكون من ضمن اولويات او خصائص منتجات او من نفس احتياجات مستهلكين في مناطق اخرى، او قد لا تكون هذه الخصائص والمتطلبات مشابهة لها؟

والواقع الفلسطيني كذلك، والظروف والعوامل، وحتى العادات والممارسات الفلسطينية، يمكن ان تتطلب وجود صفات او معايير محددة في المنتج الذي من المفترض انتاجة وتسويقة للمستهلك المحلي، وبالتالي من المفترض على المواصفات الفلسطينية، ان تأخذ هذه الامور بعين الاعتبار، اي ان تأخذ بعين الاعتبار متطلبات او معايير خاصة او محددة، للمنتج وبالتالي للمستهلك، حين العمل على اصدار او تبني المواصفة الخاصة بذلك المنتج او السلعة، وان لا يتم وبشكل عام، استيراد المواصفة جاهزة من مناطق اخرى، ومن ثم تطبيقها على واقعنا، او في ظروفنا، والتي قد تكون تختلف عن ظروف ومعايير المناطق الاخرى؟

ومعروف انة لكي ينجح الدعم للمنتج الوطني ومن ثم يبقى او يستديم، من المفترض ان يكون ذلك على اسس صحيحة، ومن خلال اتجاهات مختلفة، ومن اهم هذه الاسس، هو التركيز على الجودة اي النوعية، اي كفاءة وفائدة المنتج اسوة بالمنتجات المستوردة الاخرى، وبالاضافة الى الجودة او النوعية، التركيز كذلك على سلامة او امان المنتج الوطني، اي عدم الحاقة الضرر او المرض او حتى الشعور بذلك، ولتحقيق ذلك يتطلب العمل المتواصل من قبل الجهات المعنية، لترسيخ هاتان الصفتان للمنتج الوطني، اي الجودة والامان، في اذهان المستهلك الفلسطيني، وهنا تبرز اهمية وجود مواصفات فلسطينية، او تعليمات فنية، تركز على الجودة والسلامة، المفترض توفرهما في المنتجات الوطنية؟

والمواصفات الوطنية، اي المواصفات غير الجاهزة او غير المستوردة من بلدان اخرى، من المفترض ان تلبي متطلبات وحاجات المستهلك الفلسطيني اولا، ومن المفترض ان تحدد مقومات الجودة للمنتج، وعلى سبيل المثال منتج مثل عبوة مياة معبأة او حبة شكولاتة او علبة لبن، او احد المنظفات الكيميائية، او دواء محلي، من الواجب توفر بعض المكونات فية لكي يحقق الفائدة المرجوة، ومن المفترض توفر هذه المكونات بالكميات المحددة، اي بدون زيادة او نقص وعدم وجود مواداخرى يمكن ان تحدث اضرار، وذلك كي يتمتع بالسلامة والامان.

وفي ظل واقع ما زال فية المنتج الاجنبي، اي المستورد، يحتل الاولوية عند الكثير من المستهلكين، وبما ان هناك احتياجات او متطلبات محددة للمستهلك الفلسطيني، فمن المفترض على المواصفة الفلسطينية ان تأخذ ذلك بعين الاعتبار، بالاضافة الى الجودة والفعالية او الكفاءة، والتي في المحصلة، من المفترض ان تؤدي الى دعم وحماية المنتج الوطني والمستهلك، وذلك بالاعتماد على معايير الجودة والفائدة والسلامة، والاهم ان تأخذ بالاعتبار متطلبات وحاجات وظروف المنتج والمستهلك الفلسطيني، ومن ثم نرى ان المنتج المحلي اصبح اولوية للمستهلك؟