الثلاثاء: 10/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

نابلس بين مقام سيدنا يوسف وقبر يوسف دويكات

نشر بتاريخ: 24/02/2016 ( آخر تحديث: 24/02/2016 الساعة: 15:38 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

نحن أوْلا كمسلمين بسيدنا يوسف عليه السلام، إذ لا يقوم إسلامنا الصحيح إلا بتصديق الأنبياء جميعا وسيدنا يوسف كما سيدنا المسيح عليهم السلام لهم وافر من نصوص القران الكريم التي بينت جزء من قصص حياتهم ودعواتهم، فنؤمن بهم ونحبهم كما نحب ونؤمن بسيدنا محمد عليه السلام، وقد درج اليهود أن يزوروا مقام الشيخ يوسف دويكات في بلاطة في نابلس على انه قبر سيدنا يوسف عليه السلام، فيما لم تشر ولم تنقل أية رواية تاريخية أن سيدنا يوسف قد نقلت عظامه إلى هناك أو انه دفن في المكان، وكنا نتمنى ذلك لان سيدنا يوسف عاش فترة في ارض فلسطين وكان يتردد عليها ولهذا سميت ارض الأنبياء. وقد كان هذا المقام قبل الاحتلال مسجدا، يلزم إعادته كما كان، بعيدا عن عبث المجرمين اليهود.

لكن عمد اليهود ومنذ الاحتلال الصهيوني الثاني لفلسطين على زيارة المقام بحجة انه قبر سيدنا يوسف والذي بعث إليهم ولم يؤمنوا به إلا قليلا منهم، وهم على هذا النحو يحرفون المكان كما يفعلون في كل الأمكنة، وليس بعيدا عن هذا المكان ومن ناحية الشرق في قرية بيتا يدعون أن هناك عين ماء لسارة زوجة النبي ولكنها بالفعل لسارة دويكات، حيث جاء آل دويك من رحيلهم إلى الشمال من الجنوب في الخليل وسكنوا مناطق شرق نابلس قبل أكثر من ألف وخمسمائة عام، وهو ينتسبون إلى قبيلة خزاعة التي حاربتها قبيلة قريش وكانت تحكم مكة قبل قريش وهم من أووا وحموا الرسول عليه السلام كما تذكر بعض الكتابات التاريخية.

فلا يكاد يوماً، يمر إلا ونسمع أن المستوطنين اقتحموا نابلس وعاثوا فيها فسادا وادعوا رغبتهم زيارة المقام المزيف، ووحدهم لا يجرؤون على دخولها إلا وعصابات جيشهم تحرسهم، تلك حقيقة يتوجب على إعلامنا أن ينقلها بصدقها ويرد على كافة الروايات الصهيونية، وهي لم تقتصر على هذه الأمكنة ولكنهم درجوا على تزييف كل الأماكن ولكن الله أفشلهم بأنهم طوال تلك السنين لم يجدوا أية شيء يرجع لتاريخهم المزيف، على الرغم من ظهور بعض الآثار المصرية والكنعانية القديمة التي تدل على عمق الرباط العربي الإسلامي بهذه الأرض.

ولذلك، لا ندعي ما يدعيه اليهود، ولكن نحن أحق بإتباع وحب سيدنا يوسف من اليهود، فهم وعلى الرغم من انه جاء لنجدتهم وحمايتهم ودعوتهم لطريق الحق إلا أنهم لم يتبعوه إلا قليلا منهم، ونحن المليار مسلم نتبع سيدنا يوسف ونحبه كما باقي الأنبياء ونبقى أولى به وما يرجع له من مقامات أو غيرها.