نشر بتاريخ: 24/04/2016 ( آخر تحديث: 24/04/2016 الساعة: 17:24 )
بقلم: بسام الكعبييطلُ دوماً بقامة عالية من خلف زجاج الزيارة في المعتقل، تسبقه ابتسامة صادقة تنافس بريق عينين يقدحان وميضاً بوجه الزجاج البارد القاتل الفاصل بين الأحباء، ليمنح القلب الآخر هدوءاً وسكينة، ويجدد قناعة المتعب من إجراءات السفر، بأن إرادة الحُر خلف القضبان لا تتعب؛ بل تزداد تماسكاً وصلابة، وقد رفعت سنوات السجن الطويلة راية بيضاء، وخسرت معركتها في قهر عزيمة مقاتل من طبعة الأسير عاصم الكعبي: إختار أقسى وأرقى أشكال الكفاح في المواجهة؛ دفاعاً عن كرامة فقراء شعبه، وحقهم بالعودة، والعدالة الاجتماعية واستعادة الحقوق المهدورة..كيف خَطَفَ المقاتل الصلب طريقه الصعب من قوس قزح في حلم المخيم؟
صرخة "طريد"!
تحت سماء عالية في مخيم بلاطة شرقي نابلس، ارتفعت صرخته الأولى فجر اليوم الأول للعام 1978 في مواجهة قيّد الاحتلال، دون أن يدرك الرضيع عاصم سر إسمه، باعتباره آخر العنقود وأجملهم وأصلبهم، ودون أن تستوعب براءته سر المخيم واللجوء والتشريد؛ الذي استهدف عائلته وشعبه منذ النكبة الكبرى وقبل ثلاثين عاماً على صرخته الأولى، ودون أن يعلم أيضاً سر العذاب في رحلة الشقاء الطويلة لوالده ووالدته، وأجداده، وأعمامه، وأخواله، وأقربائه، وعائلات قريته السوالمة شرقي يافا؛ وقد تبَخرتْ بالعبوات الناسفة وطارتْ من ضفاف نهر العوجا؛ وأصبحتْ عائلته بلا وطن أو أرض، وبات أفرادها لاجئين عرضة للاستغلال الثنائي والاضطهاد المركب بشقيه الوطني والطبقي.
في التاسع من أيار1980، وقبل أن يكمل الطفل الثالثة من عمره، أقدم الاحتلال على إبعاده مدة أسبوعين مع والده ووالدته، وشقيقه عصام، وشقيقاته الصغيرات دنيا وسلافة ووفاء، إلى مخيم عقبة جبر قرب أريحا؛ بذريعة النشاط المسلح لشقيقه أحمد، الفتى اليافع الذي حكم بالسجن الفعلي اثني عشر عاماً في سجون الاحتلال، في غياب شقيقه الأكبر الشاب باسم في العراق، وكان يعمل في مصنع للزجاج يمتلكه الأسير المبعد سامي الكعبي إلى بغداد. حَرصَ باسم على توفير أجرته المتواضعة لمساعدة والده على توفير احتياجات الأسرة الأساسية في المخيم، وتوفير بعض مصروفات الجيب الشهرية لشقيقه بسام في جامعة بغداد. وفر العراق الجمهوري، بسخائه وكرمه، دراسة مجانية لملايين الطلبة العرب على مدار نصف قرن، وبفضل بلاد الرافدين نال طلبة فلسطين الحصة الأكبر في التعليم العالي، وتخرجوا من الجامعات العريقة الممتدة من البصرة جنوباً إلى السليمانية شمالا، قبل أن يتنكر البعض لأرض السواد عقب احتلال السواد!
تمكنت العائلة، في نهاية أيار، بعد اضراب عن الطعام، وبمساندة رئيس بلدية نابلس المنتخب بسام الشكعة ونجمها التاريخي البارز دون منافسة، وبإسناد وسائل الإعلام المحلية والبلديات الوطنية، من إجبار أرئيل شارون وزير الحرب، على سحب قرار ابعاد عائلتي الكعبي والشوملي من بيت ساحور إلى الأردن. عاد الطفل عاصم إلى بلاطة متسلحاً بلقبه الجديد (أبو جبر) وباتت كنيته الوحيدة التي انتشرت بين أقرانه وزملاء الدراسة، وحتى زوار السجن لدى مواظبته على زيارة أشقائه: بسام، باسم، أحمد وعصام في سجون الفارعة وجنيد ونابلس القديم وعسقلان، خلال فترات أحكامهم المختلفة وسجونهم المتعددة.
مطلع السنة الدراسية 1984 التحق عاصم بمدارس وكالة الغوث في مخيم بلاطة، وأكمل المرحلتين الابتدائية والاعدادية قبل متابعة دراسته الثانوية في مدرسة قدري طوقان في نابلس، ثم يقرر الالتحاق بمعهد قلنديا المهني قبل التقدم لامتحان الثانوية العامة.
درس في معهد قلنديا الصناعي وتخرج منه عام 1996. عاش الشاب في أقسامه الداخلية سنتين متمرداً ثائراً، دون طاقة على تحمل القواعد الانضباطية للمعهد، لكنه امتلك قدرة على استقطاب احترام أساتذته وزملائه الطلبة، وبدا شخصية طلابية قيادية تحظى باحترام المعهد بسبب سلوكه الأخلاقي وذخائره التربوية .
التحق بجهاز الشرطة الفلسطينية عقب تخرجه، وتنقل بين مراكز البوليس في منطقة نابلس، ونال احترام زملائه في الجهاز لسلوكه المستقيم، وسمو قامته، ورفضه أسلوب المداهنة والانكسار بحثاً عن امتيازات شخصية، وأثبت قدرات وظيفية بارعة في خدمة شعبه وحقوقه المدنية؛ في الانتصار للمظلوم بمواجهة الظالم مهما بلغت سطوة الأخير وسلطته ونفوذه.
مع اندلاع انتفاضة القدس في الثامن والعشرين من أيلول 2000 اختار طريق الجمر، وسار بقدميه طوعاً في الطريق الصعب؛ دون قلق أو إدعاء لبطولة مزيفة: إلتحق بكتائب الشهيد أبو على مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وبات طريداً لأجهزة الاحتلال على مدار ثلاث سنوات، واجه فيها أياماً قاسية وظروفاً قاهرة، لكنه لم يستسلم لليأس، ولم يتردد لحظة في قراره الطوعي باختيار طريق الجمر.
في التاسع والعشرين من آذار 2002 اجتاحت قوات الاحتلال الضفة الغربية المحتلة، بعملية عسكرية أطلقت عليها "السور الواقي"، وفرضت حظر تجول على المدن، والضواحي، والمخيمات، والقرى، ومحاور الطرق، وباتت حركة تنقلات عاصم محفوفة بالخطر، حتى وقع مع رفاقه في كمين عسكري محكم بأطراف مخيم عسكر القديم فجر الرابع والعشرين من نيسان 2003. سلمته قوات الاحتلال لأقبية تحقيق المخابرات الإسرائيلية، ومكث فيها مصلوباً طوال شهرين.
أحلام "قديس"!
بعد أشهر على اعتقاله ووجوده في غرف السجن، داهمه حلم غامض: شاهد في إحدى الليالي رفيقه المطارد نادر أبو ليل مسجى في مقبرة شهداء مخيم بلاطة بين آلاف المشيعين بملابسهم البيضاء الطاهرة، بدوا بأرديتهم البيضاء ملائكة تحرس غياب رفيق السلاح. وحده عاصم كان يرتدي ملابس السجن البنية الغامقة. تقدمت والدة الشهيد باتجاهه؛ بدت متماسكة جداً رغم دموع الفراق القاسي على غياب نجمها. خاطبت عاصم وطلبت منه انزال نادر إلى القبر. هبط إلى قاع الأرض يحملُ جثمان رفيقه نادر ملفوفاً بالأبيض. تفاجأ بشهيد يتمدد تحت أردية بيضاء، يعلو الخشوع ملامحه التي يعرفها جيداً للشاب المهذب غسان أبو نارة. وضع الشهيد الطاهر بملاصقة الطاهر الشهيد، وعندما همّ بالصعود، قبض نادر على يده وضغط عليها، قبل سماع ندائه الأخير يبرق على سيف صوته الندي: استرجع سلاحي يا عاصم؛ هناك مَنْ سرقه مني يا رفيق؟!
روى عاصم حلمه المثير الغامض لبعض رفاق المعتقل، وهَمَس بتفاصيله إلى رفيق السلاح خالد خديش الذي أعتقل برفقته وحُكم بالمؤبد. أبدى الأسير خديش خشيته من غياب عزيز على قلب عاصم.
غاب حلم الأسير الغامض عدة أشهر، وكاد أن يتغبّر في أرشيف ذاكرته؛ لولا الاعتداء الدموي الذي استهدف نابلس: مساء الأحد في الثاني من أيار 2004 تكشف سر الحلم القاسي؛ باستشهاد نادر ورفيقيه هاشم أبو حمدان ونائل حسنين؛ عقب استهداف سيارتهم بقصف صاروخي نفذه طيران الاحتلال قرب المشفى الوطني في مركز المدينة. وللأسف أيضاً استشهد غسان أبو نارة عام 2005 بشظايا طائشة في سوق مخيم بلاطة؛ إثر خلاف فصائلي على تنفيذ اضراب تجاري، لا علاقة للشهيد به، وقد كان يقف مسالماً في مدخل بقالته، وينتظر بفارغ صبر موقف الناس والباعة وأصحاب المحلات التجارية اتجاه مسار الاضراب.
منذ رحيل الشهيد أبو ليل، خَلع عاصم لقبه القديم (أبو جبر) واستبدله ب(أبو نادر) وفاء لرفيقه الراحل؛ الذي يروي المخيم باعتزاز حكاية الشهيد وندرته، وصلابته، وطهارته، ووفائه لرفاق السلاح، وعمق انتمائه للاجئين وفقراء النازحين.
بعد سنة على اعتقال عاصم، أصدرت محكمة سالم العسكرية في نيسان 2004 حكمها القاسي بحقه بالسجن الفعلي ثمانية عشر عاماً، بحضور والدته التي تمكنت بصعوبة من وصول المحكمة العسكرية شمال جنين، بسبب الحواجز العسكرية واغلاق الطرق، وفرض حظر للتجول، وصعوبة تنقل المواطنين وحركة مرور الحافلات. لم يعلم عاصم إلا بعد أسابيع أن والدته قضت أياماً في المستشفى تصارع أوجاعها التي استقطبها قسوة حكمه بالسجن الفعلي، لكنها تماسكتْ واستعدتْ من جديد لدرب الآلام الفلسطينية مصلوبة على الحواجز العسكرية وبوابات السجون، وقد اختبرتها جيداً مع أنجالها الأربعة.
في المعتقلات المتعددة التي شهدت حضور عاصم ومغادرته، قرر أن لا يهدر وقته: مارس الرياضة وأقلع عن التدخين. نظم وقتاً للقراءة الفلسفية الجادة والتقدمية. أتقن اللغة العبرية جيداً. سجل لامتحان الثانوية العامة 2009، لكن إدارة السجن قطعت الطريق على تعليمه باستكمال دراسته العليا في الجامعات الإسرائيلية المفتوحة، فاستبدلها في كليات غزة للفوز بلقب جامعي؛ باشراف محاضرين من الأسرى الأكاديميين.
شارك في نهايات أيلول 2011 في اضراب مفتوح عن الطعام من أجل التصدي لسياسة إدارة السجون التي تفرض سياسة العزل على عدد من الأسرى أبرزهم النائب أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية، ونجح الاضراب المفتوح الذي خاضه مع رفاقه وتواصل على مدار 24 يوماً في كسر سياسة العزل. واصل الأسرى اضرابهم عن الطعام مع بدء عملية تنفيذ صفقة تبادل وفاء الأحرار مع الجندي الإسرائيلي شاليط في 18 تشرين أول، ونجح المضربون في فرض مطالبهم أواخر تشرين أول 2011، وأستعادوا أحبتهم من زنازين العزل المعتمة والمنفردة.
سَمَح الاحتلال في منتصف آذار 2012 لأصغر شقيقاته وفاء بزيارته في معتقل (هداريم) شرقي مدينة يافا بعد منع طويل. استغل حارس المعتقل خللا عابراً بوجود "خليوي" في حقيبتها، فاستدعى الأمن الذي حرمها من الزيارة، وأصر على احتجازها، ونقلها للتحقيق إلى مركز شرطة كفر سابا! وقرر المحقق إطلاق سراحها بعد الفشل بالصاق تهمة تهريب جهاز نقّال إلى شقيقها الأسير. على حاجز قلقيلية العسكري استقبلتها زوجة أحد رفاق عاصم المحررين، وكرمتّها في بيتها، حتى غادرت قلقيلية مساء برفقة شقيقها عصام وزوجها محمود. وصلتْ مخيم بلاطة ليلا حزينة بسبب حرمانها من زيارة انتظرتها بشغف لشقيق لاصقته عمراً وطار فجأة من يومياتها، وغاب عن براعة أحاديثها الفكاهية، وقدرتها، دون ملل، على تحويل دردشة طويلة؛ إلى سلسلة من انفجارات ضحك بريء ومتواصل..ليت وفاء تستعيد شقيقها الأسير الآن؛ ليبرق وفاءً في حياتها، ويزرع فرحاً في عالمها.
سَربَ ضابط الأمن في المعتقل نبأ احباط محاولة "تهريب" خليوي إلى عاصم! وعندما استدعته الإدارة أبدى الأسير سخريته من كذب الوقائع التي سَردها ضباط الاحتلال. رفض عاصم تقديم التماس لقيام ضابط الأمن بالتوسط من أجل زيارة شقيقته، وواجهه بكبرياء مقاتل: "خذ ما تريد من اجراءات، لكن لا تنتظر مني نظرة رجاء أو حرف توسل".
روى بابتسامة ساخرة، بعد منع شقيقته من الزيارة، سر أغلى حلاقة في التاريخ:"أطلقتُ منذ فترة بعيدة لحيتي، وقد باتت طويلة تستدرج شغف المقص. عندما حان موعد الصورة التذكارية للأسرى: من حقهم ثلاث صور جماعية سنويا مدفوعة الثمن. قررتُ ترتيب طول الشعر في ذقني، ربما احتراماً للمشهد الجماعي النادر للرفاق تحت عدسة الديجيتال. إدارة معتقل (هداريم) اعتبرت الأمر غير قانوني، لأني لم أطلب إذناً لتهذيب شعر لحيتي! عقد الجلادون محكمة صورية، واتخذوا قرارا بتغريمي أربعمائة شاقل! وحجزي انفرادياً لمدة أسبوع"! انفجر ضاحكاً يردد تحت بصر وسمع رفاقه: ألا أستحقُ دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية بأغلى حلاقة في التاريخ"!؟.
كشفَ عاصم أيضاً أن الصورة الجماعية التي التقطها برفقة والده ووالدته، استدعت عقد اجتماعات متكررة لإدارة المعتقل لاتخاذ قرار بحجبها تحت ذرائع واهية:"بعد نضال مرير في مواجهة إدارة السجون، تمكن الأسرى من انتزاع حق بالتقاط صورة واحدة مع الوالد والوالدة كل خمس سنوات مدفوعة الثمن! زارني الوالد منفرداً والتقط صورة معي، ثم زارتني والدتي بعد تعافيها صحياً، والتقطتُ برفقتها صورة إلى جانب والدي. "اكتشفتْ" الادارة "جريمة" الصور بحصول والدي على صورتين خلال سنة: واحدة منفردة برفقتي وأخرى ثلاثية مع والدتي! علقت الإدارة قرارها بتسليمي الصورة، وبعد أشهر من مفاوضات طاقم الإدارة بين بعضهم، قرر المسؤول حجبها عني بذريعة نجاحي "بخداع" الإدارة، وحصول والدي على صورتين! مع أنه وقف أمام العدسة بموافقة مصور الاحتلال. إذاً بات من حق والدتي التقاط صورة منفردة معي".. ليتها تمكنت من ذلك، وقد ظلتْ صورتها اليتيمة مع زوجها ونجلها مسجونة في أرشيف معتقل يمتلك جلاده براعة إحتجاز الصور في مقبرة أرقام أيضاً!
في التاسع والعشرين من أيلول 2013 أقدمت إدارة معتقل (هداريم) على نقل عاصم إلى سجن مجدو، الذي شهد في صيف ذلك العام مواجهة عنيفة بين الأسرى وحرس السجون، أدت إلى عزله ومجموعة من رفاقه قبل نقلهم إلى معتقل "كتسعوت" في النقب المهدد.
فطر جريح!
صباح الثامن والعشرين من تموز 2014 وعلى وقع اليوم الأول لعيد الفطر الجريح، كان عاصم يتابع بغضب من معتقل النقب، تفاصيل اليوم العشرين لاعتداءات الاحتلال المتواصلة من الأرض والبحر والسماء بحق قطاع غزة المحاصر مستهدفة الأبرياء بالقذائف، عندما تسلم في زنزانته نبأ رحيل والدته؛ وقد غابت عنه منذ سنتين لاشتداد أوجاعها، ولم تعد قادرة على السفر الشاق إلى النقب المحاصر. تماسك الصَلبُ وضبط أحزانه المتفجرة على الرحيل القاتل وتفاصيل مجازر الاحتلال الدامية في القطاع المحاصر، وخفف من أحزانه قليلا موافقة إدارة المعتقل، بضغط من لجنة الأسرى، على نقل شقيقه الأكبر عصام المعتقل إدارياً؛ من سجن نفحة إلى معتقل النقب، وقد التقى به بعد فراق قسري تجاوز عشر سنوات؛ ليتفجر الألم على وقع اصطياد النهفات الاجتماعية التي يبرع بها الشقيقان المعتقلان، وتفاصيل المناسبات العائلية المختلفة التي غاب عنها عاصم طويلا.
حَضَنَ الشهداءُ نجمات خلودهم الاسطوري في السماء بصمت وخشوع، وترجل الجرحى من أسرّة الشفاء، وفتح كثير من رفاقه طاقة أمل في جدار الزنزانة وعادوا منتصرين إلى عائلاتهم، لكنه لا زال يواصل حمل "صليبه" في درب الآلام منذ ثلاثة عشر عاماً، متنقلا من زنزانة إلى أخرى. اليوم في الرابع والعشرين من نيسان 2016 يطرقُ عاصم عامه الرابع عشر في الاعتقال الطويل بإرادة صلبة لا تلين؛ رغم أقسى لحظة عاشها بغياب والدته، وقد حفرت سر حضورها التاريخي في قلبه وكيانه. يطرقُ عامه الرابع عشر بإيمان مطلق بعدالة قضية شعبه، وبرؤية فلسفية عميقة وتقدمية لشعلة الكفاح الثوري للفقراء؛ من أجل انتزاع حقوقهم الوطنية والطبقية، والعيش بحياة كريمة متساوية؛ يسودها العدل بعيداً عن ازدواجية الاستغلال المركب للمستعمر والطبقة.
[email protected]