الإثنين: 06/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

موت كاسترو على الواتس آب

نشر بتاريخ: 26/11/2016 ( آخر تحديث: 26/11/2016 الساعة: 16:34 )

الكاتب: وليد الشيخ

في بداية التسعينيات صحونا في البيت على خبر وفاة العم فيديل كاسترو.
اختى الصغرى، سمعت في الراديو أنه ما . على الفور بدأ البحث في كل محطات العالم الإذاعية للتأكد من الخبر، لكن لا شيء.
عدنا لها لنتأكد، تمسكت برأيها، ان فيدل كاسترو مات.
استدعى الأمر إبلاغ الرفيق جمال الشيخ ، الذي فتح تحقيقاً موسعاً حول الادعاء بوفاة الزعي ، كانت النتيجة ان فيدل كاسترو لم يمت.
ولأن الأمر، يهم العائلة (المتواضعة لدرجة تثير الشفقة)، فقد توصلنا بعد نقاشات طويلة أن البنت الصغيرة، ربما رأت في الحلم أنها سمعت الخبر، سيما وأن المداولات لا تنتهي حول رفاقنا في مختلف قارات العالم.
اقتنعت هند، بعد جهد كبير أن ما رأته كان حلماً.
اليوم وصلنا خبر رحيله. لكن جمال لم يعد بيننا، وصارت هند إمرأة متزوجة ولديها ابناء، وصارت المحطات الفضائية حاضرة. والخبر نفسه وصل عبر واتس آب.
في أماكن كثيرة من العالم، سيتذكرون فيدل كاسترو، أحد العلامات الثورية الأكثر سطوعاً في القرن العشرين، الرجل الذي جاور الولايات المتحدة عداءا طويلاً، واستطاع ان يجعل من بلده، محصنة وعصية على الاستلاب.
كانت قلوب اليساريين في العالم تتطلع الى كوبا، حيث الارادة وحدها كانت قادرة على حماية البلاد، ارادة عنيدة جعلت جزيرة الاراضي الخصبة والسكان الاصليين والافارقة الذين اقتيدوا كعبيد منذ مئات السنين، تصبح حلماً للثوريين وكابوساً في وجه دول الرأسمال.
اليوم، جاء الخبر باهتاً على واتس آب، ان الرفيق فيدل كاسترو رحل. خبر قصير وعاجل على استحياء، شيء يذكر بما توصل اليه فيدل كاسترو أخيراً حين قال "وصلت لاستنتاج ؛ ربما متأخر قليلا، و هو أن الخطب يجب أن تكون قصيرة".