الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشعبية والرئيس

نشر بتاريخ: 09/12/2016 ( آخر تحديث: 09/12/2016 الساعة: 12:25 )

الكاتب: ماهر حسين

للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خصوصية انفردت بها دوماً .. فبالنسبة لنـــا جميعا" تميزت الشعبية بمعارضتها الوطنية، وقد أعتدنـــاها لدرجة أصبح من السهل التنبؤ بموقف الشعبية تجاه أي حدث و موضوع و تصريح سياسي .وهذا ما يعد نقطة ضعف في سياسة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي باتت معروفة للجميع وتقوم على أساس معارضة كل ما يمكن معارضته والتشكيك بكل ما لا يمكن معارضته .

ومن الواضح للجميع بأن الشعبية لم تعد الفصيل الثاني لدى أبناء الشعب الفلسطيني فلقد باتت الثالث أو الرابع؛ وإن كانت ما تزال ثاني أكبر فصيل في منظمة التحرير الفلسطينية؛ وسيتغير هذا الحـــال حتما" بمجرد دخول حماس الى منظمة التحرير الفلسطينية، كما نرجو .
أتحدث عن الشعبية حبا" ووفاء" لإرث طويل من التاريخ الوطني ومن الدماء المشتركة التي سالت في ساحات الشرف والدفاع عن الهوية والقرار المستقل وعن الوطن .

أتحدث هنا عن الشعبية كمواطن فلسطين يحترم تجربة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ويعي دور الجبهة الشعبية في النضال الوطني الفلسطيني، وأدعوها لتعزيز دورها في الوعي الفلسطيني من خلال العمل على إيصال موقفها للمواطن العادي البسيط، إذ هناك عزلة بين كوادر وقيادات الجبهة الشعبية من جهة وبين المواطن من جهة أخرى في حين أن الكل الفلسطيني بحاجة ماسة الى فكر الجبهة وتحررها وقدرتها على مواجهة أفكار التخلف والرجعية .

كذلك هناك ضرورة لتطوير ادوات العمل الجماهيري والسياسي لدى الجبهة، علما" بأني مؤمن بأن هذه الحاجة لتطوير ادوات عملنا وأسلوب تخاطبنا مع المواطن حاجة فلسطينية عامة ولا تقتصر على الجبهة الشعبية وحدها.
فهذا ينطبق على كل فصائل العمل الوطني وعلى رأسهــا حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) .

نقول بفخر بأن الثوريين لا يموتون أبدا" وبأن الجبهة الشعبية ستكون حتماً قادرة على إعادة ترتيب اوراقهــــــــا وتعزيز دورها الجماهيري بما يصبّ في صالح منظمة التحرير الفلسطينية وفتح؛ لأن فتح ستسعى لتعزيز دورها وستلتحم بالجماهير بشكل أكبر بحال تم ما سبق، كون هناك حالة منافسة تاريخيّة وطنية محببة بين الشعبية وفتح .
إن الإستنهاض الوطني مطلب عام من الجميع. فكما أن الإستنهاض مطلوب من فتح فهو كذلك مطلب من الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب وجبهة النضال والجبهة العربية وجبهة التحرير الفلسطينية بالإضافة الى النقابات والمنظمات الشعبية وغيرهم .
لا يوجد بين فتح والشعبية حالة تناقض ولن يكون ولكنها منافسة مميزة تصب في مصلحة شعبنا فكلنا ثقة بأن معارضة الشعبية وطنية خالصة .

أكرر... نحن نحترم معارضة الشعبية ونرى بأنها كمعارضة تعتبر ضمانة وطنية ولكن هناك ظواهر في مواقف الشعبيبة المعارضة وبشكل خاص من بعض أنصار الشعبية وهي مواقف غير معتادة وخارجة عن النص الوطني ويجب معالجتها وتحديدا" هنا الحديث عن ظاهرة الشتاؤم غير المقبولة والتحركات الإستفزازية بشكل مبالغ فيه ضد الشرطة الفلسطينية بطريقة إستعراضية غير مقبولة وطنيا" .
إننا من هذا المنطلق نرجو من الشعبية أن تعود لأصول العمل المعارض كما تعلمها كل مناضل من الحكيم .
فالجبهة الشعبية التي تفخر ومعها فلسطين بالحكيم جورج حبش وفي أبو علي مصطفى وأحمد سعدات وغيرهم الكثير الكثير أكبر من شتيمه هنا وشتيمه هناك.

طبعا".. في الفترة الاخيرة ثار الكثير من الكلام حول خلافات الشعبية مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية وهنا أقتضى تدخل المسؤول عن ملف العلاقات الوطنية في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) الأخ عزام الأحمد.
فالأخ عزام مسؤول عن ملف العلاقات الوطنية وكما هو مسؤول عن ملف المصالحة الشائك الذي نرجو ان تستجيب فيه حمـــاس لمحاولات إصلاح البين وتجاوز الخلاف .

إن واجب فتح وواجب مفوض العلاقات الوطنية أن يقوم دوما" بردم الهوة بين فتح من جهة والمنظمات الفلسطينية من جهة اخرى، ويتّسع هذا الواجب بحيث من الضروري أيضاً ردم الهوة بين الرئيس أبو مازن باعتباره رئيس السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية وقائد فتح، وبين المعارضة الوطنية ومنها الجبهة الشعبية . إذ ملف العلاقات الوطنية ملف هام وهو يشكل حصانة للجميع .

إنّ لقاء الرئيس مع الشعبية أثلج صدورنـــا ولهذا نرجو البناء عليه لتعزيز الوحدة الداخلية ولتعزيز العلاقات الوطنية وما قام به الأخ عزام الأحمد جزء من أداءه الوطني في هذا الملف المعقد والصعب .

بلا تردد ... مع لقاء الرئيس مع الشعبية .
بلا تردد ... مع المهمة النبيلة لمفوضية العلاقات الوطنية ... وطبعا"مع تفعيل كل مفوضيات فتح.