الأربعاء: 29/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

محاولات العبث بوحدة مصر

نشر بتاريخ: 14/12/2016 ( آخر تحديث: 14/12/2016 الساعة: 10:57 )

الكاتب: بهاء رحال

الضرب على وتر الطائفية أكثر ما يوجع مصر، وأشد ما يؤلمها في حربها ضد الارهاب والتطرف وأخطر ما يواجهها في هذه المرحلة الحرجة التي تعيشها، وهذا ما يجعل القوى الظلامية أن تقدم على اجرامها بهذا الشكل المريع، وهذه الطريقة البشعة، رغبة منها في تفكيك وحدة مصر وتفتيت بنية النسيج الاجتماعي والوطني الذي يعتبر من أهم مرتكزات الدولة المصرية الحديثة التي تسعى دائماً للحفاظ عليه بكل ما أوتيت من قوة متسلحة بارثها الحضاري والانساني العريق ومتحصنة بروح التآخي والمحبة التي تجمع بينهم منذ القدم.
الاستهداف الدموي البشع للمصلين المؤمنين في الكنيسه بتفجير راح ضحيته عدد من الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا يرتلون الصلوات ويدعون الله بالرجاء وطلب الخير للعباد والبلاد، مقصده واضح، وهو اختراق وحدة الشعب المصري الذي يصر على ان يبقى قوياً في مواجهة قوى التطرف والارهاب، ويسعى ليعلن انتصاره، انتصار ارادة الحياة وحرية الانسان المصري الذي منذ القدم وهو يحافظ على صورته المشرقة الوضائه ويحافظ على نسيجه الاجتماعي الذي هو صمام أمان يجعله يجتاز كل المحن، وهذا ما يجب ان يتنبه له الكل المصري كي لا تصاب هذه الوحدة بامراض التشرذم والانقسام والفرقة الطائفية التي تعاني منها بعض البلاد في المنطقة، ونحن نرى ما يجري في بعض البلدان التي ادخلتها الطائفية في دوائر الخراب.
الهجوم الذي وقع بالأمس من قبل جماعات ظلامية هدفها النيل من وحدة الشعب المصري يأتي في ظل مرحلة حساسة تحاول فيها مصر بمكوناتها النجاة مما يحاك ضدها من مؤامرات تقودها جماعات تهدف الى تقسيم هذا البلد القوي الكبير، وذلك من خلال زعزعة اركان الدولة التي تحاول ان تتصدى لتلك الجماعات الارهابية في كافة الميادين، رغم كل ما تتعرض له من تفجيرات وعمليات دموية تارة تستهدف الجيش المصري صمام امان البلد، وتارة أخرى تستهداف المدنيين أو المصلين الآمنين في الكنائس ودور العبادة، أو في الميادين وخطوط النقل والمواصلات، وهذا ما يضع الشعب المصري أمام مفترق حاسم يتطلب التسلح بمزيد من الوحدة والتماسك لمواجهة هذه الجماعات الظلامية المدعومة من جهات خارجية تخطط للنيل من عظمة مصر ومن دورها التاريخي وقوة حضورها، لكي تنفذ سياسات استعمارية في المنطقة وحدها مصر القادرة على مواجهتها والتصدي لها اذا بقيت موحدة في مواجهة تلك الجماعات وانتصرت عليها.
لا يخفى على أحد الأهداف الحقيقية خلف عمليات التفجير التي استهدفت الكنيسة وذهب ضحيتها ابرياء كانوا يؤدون صلواتهم بقلوبهم المؤمنة، وهذا امتحان جديد صعب يتعرض له الشعب المصري بكل أطيافه وفئاته وقيادته التي تدرك حجم الاخطار التي تتهدد مستقبلها، كما تدرك أن ما تتعرض له هو ضريبة لموقف الشعب المصري الحر الذي اتخذه يوم نزل الى الشوارع والميادين وهتف ضد سياسة الاختطاف الذي تعرضت له ثورتهم وأسقط كل من تسلق على أكتفها وتوحد خلف جيش البلاد، الجيش الحامي والباني والقادر على حمل البلاد الى النجاة وتخطي كل الصعاب وكل أشكال المؤامرة، وهذا ما نتمناه لمصر وشعبها وجيشها وقيادتها.