الجمعة: 17/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

اضراب الاسرى..يحتاج تضامنا كما جوعهم وصبرهم..

نشر بتاريخ: 11/04/2017 ( آخر تحديث: 11/04/2017 الساعة: 22:34 )

الكاتب: فهمي سالم الزعارير

ايام تفصلنا عن معركة الاسرى..الاضراب الذي يقودة القائد مروان البرغوثي وقيادة الحركة الاسيرة..وآلاف من الأسرى غالبيتهم العظمى من أسرى فتح..ورثة الجيل الذي مكّن الأسرى في السبعينيات حتى باتت قلاع الأسر، قواعد للثورة تخرج القيادات الوطنية المهيأة والكفؤة، وتصقل تجربتهم بالعزة والاباء.. هؤلاء من رفضوا مفاوضة رابين على حكم مكين في الضفة والقطاع والقدس عام ٨٨/٨٩ وقالوا عنواننا في تونس منظمة التحرير، هناك ياسر عرفات، ذاتها شكلت بوعيها رديفا للجامعات الفلسطينية والحركة النقابية على نحو عام، أسسوا الشبيبة بأذرعها وقادوها في مرحلة صعبة فحفظت مكانة فتح ومنظمة التحرير والقرار المستقل بعد حرب بيروت الشاقة.
إن تراجع مكانة الحركة الأسيرة..أدى الى استباحة الاحتلال ومصلحة السجون.. للبقية الباقية من جذوة النار التي أشعلوها.. فبات الأسير يتكلف أهله معاناة وإمكانيات أكثر بكثير مما هو حر.. وبات السجن كما خطط له المحتل، لا كما ورثه شهداء اضرابات الحركة الاسيرة في السبعينيات.
أيام تفصلنا عن الاضراب.. والشعب الفلسطيني يكاد يختلف على كل شيء.. لكني مؤمن أن الوطن..ثابت ومقدس في كينونة كل من يعتز بهويته الفلسطينية.. ونحن جميعا نعتد بها ونعتبره مقدسا، والثابت الثاني هم الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء فلسطين، (ولولا أنهم ضحوا لأجلها لتقدموا عليها)..فالشهداء أعظم منا وأكرم.. هؤلاء محل إجماع حاد ومطلق، والثالث هم الأسرى وجوبا.. هؤلاء الذين ضحوا بحريتهم لأجل حريتنا في وطن حر، علينا أن نكون معهم بكل ما نستطيع، انهم بوصلة لا تضل الاشارة للوطن وأهله الشرعيين.
أعرف معنى الاضراب ومعاناته، شأني شأن مئات الآلاف من الأسرى.. وهي معركة صعبة حقا بكل معانيها، لكن الأهم أن علينا أن نعرف أهمية التضامن معهم والوقوف الي جانبهم، وتحشيد الرأي العام الفلسطيني والعربي والدولي لأجلهم، وقد خضت التجربة هذه أيضا، يوم خاض الاسرى اضراب نيسان ١٩٨٧ واستشهد ابن رفح الطالب الدارس في جامعة بير زيت/ الشهيد موسى حنفي مخيمر في مظاهرة تضامنية معهم، بيد أن اضراب الحركة الطلابية(الذي نظمناه في مجلس طلبة جامعة بير زيت ١٩٩٢) تضامنا واسنادا للاسرى في رحاب الجامعة، حيث شكل مزارا لكل القيادات الوطنية والاهلية والنقابية في حينه-الصور أعلاه توضيحيه-، هذا بيت القصيد الذي يحتاجه الأسرى وأسرهم.
الحاجة هنا هو أن نقف جميعا الى جانب أسرانا في قضاياهم العادلة تماما دون أي حسابات سياسية شخصية، وسد الآذان عن أي ترويج يخص عضو اللجنة المركزية لحركة فتح المناضل ابو القسام، الذي سيقود الاضراب مع القيادات الوطنية والفتحاوية التي لا تقل في قدرها ومقامها عنه شيء ونعتز بها، بهذا نحتاج الى تضامن القطاعات الشعبية والنقابية والقيادات الوطنية الحزبية والرسمية، كل في مكانه علّنا نرى قباب القدس التي تؤشر لها بوصلتهم على الدوام.
مروان الذي عرفته وعملت الى جانبه، قد تختلف معه وتتفق، وهو بسلوكه الشعبي لم يضع أي حاجز مع الناس ولا مع القيادات الحركية والوطنية، وهو لم يختر الطريق السهل، ابان الانتفاضتين وما قبلهما -وقد كان بمقدوره-، ويقيني أنه لن يحيد مستقبلا، بات في عمره وارثه طابع شعبي اختاره فارتضاه وألفه الناس فارتضوه، وأي محاولة تستهدف التشكيك والتقليل وتبهيت قيمة الاضراب ومحاولة تبيان أن غايته شخصية سياسية، هي محاولات تعلوها الشبهة من كل صوب، وأبعد من هذا تقبلا؛ حين يكون التباري في ميدان التضحية والفعل والنضال، فليتنافس في ذلك المتنافسون، لا حرج بل مطلب، بل هي مضمار التنافس الحقيقي.
إن الحاجة الى الاضراب حيوية، وهي خطوة ستعيد بلا شك الاعتبار للحركة الأسيرة والاصرار على مواصلة الاضراب سينجز حقوق الأسرى المشروعة، وفي مقام آخر ربما تؤشر لاستعادة الحاضنة الوطنية واستعادة روح الوطنية الفلسطينية التي تضعف امام التناقضات الحزبية والمصالح الفردية، وهذا يتطلب من الجميع ابداء أعلى درجات التضامن في الفعاليات الجماهيرية في الضفة والقطاع والشتات، من كل الفئات والشرائح، دون تردد أو حسابات شخصية، وأنا مؤمن أن الاحداث والتحديات لن تنسينا واجبنا اتجاههم، لانهم البوصلة الموجهة نحو فلسطين الوطن.
عاشت نضالات الحركة الأسيرة المنتصرة باذن الله.
والله معكم..وللحق ناصروه..