الخميس: 16/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

لنحارب الإرهاب بالعقل

نشر بتاريخ: 17/04/2017 ( آخر تحديث: 17/04/2017 الساعة: 13:08 )

الكاتب: رامي مهداوي

تصادفت مشاركتي في مؤتمر منظمة العمل العربية للدورة 44 المنعقد في القاهرة مع الأحداث المأساوية التي شهدتها مصر يوم الأحد الماضي بكنيستي مارجرجس بمدينة طنطا والكنيسة المرقسية بالإسكندرية والتي راح ضحيتها عدد كبير من الشهداء المسلمين والمسيحيين، مما جعل عيد السعف الذي يحتفل به جميع العرب مسلمين ومسيحيين كعيد للحب والسلام الى يوم دامي ومحزن؛ ليس فقط بسبب فقدان الضحايا والجرحى وإنما بسبب محاولات المساس الدائمة بتمزيق الهوية العربية من أجل خلق هويات متفرقة داخل الجسد العربي الواحد وخير مثال ما حدث ويحدث في العراق وسوريا واليمن والسودان هو أكبر دليل على ما أقول.
إن الإرهاب الذي يضرب في المنطقة العربية بالتأكيد له أسباب ومسببات كثيرة يتم إستثمارها من أجل أجندات دولية وإقليمية تستهدف الكينونة العربية، لكن اذا ما قرأنا الواقع العربي بشكل سريع لوجدنا أن الشباب العربي محبط بسبب البطالة والفقر والفساد المنتشر في الدول العربية البيروقراطية، مما جعله في حالة غيبوبة مع الواقع بسبب تغييب عقله من جهة، ومن جهة أخرى غسيل المخ الذي يتعرض له شبابنا العربي من خلال أصحاب المشاريع الإقليمية بأدوات وأجندات الجماعات الإرهابية الهادفة الى تمزيق نسيج الهوية العربية بإسم راية الإسلام!!
وحتى لا أكون رومانسي بالوطنية والقومية، يجب أن نعترف بأن العقل العربي بحاجة الى صعقات كهربائية لمحاولة إسترجاعه من الظلاميين بمختلف أشكالهم، وأيضاً استنهاضه من أجل مواجهة الواقع العربي والتحديات التي يواجهها في كافة الميادين وهذا يتطلب منا العمل على جبهات مختلفة منها:
• اعادة بناء الثقافة العربية الجمعية بواسطة الفن والسينما والموسيقى والرسم والشعر والرواية والمسرحيات والأفلام والمسلسلات وغيرها، من أجل تنظيف ومواجهة ما يقوم به الظلاميين من تلويث للعقل بإسم الإسلام الداعية الى التحريض بشكل الفتاوي المعادية للإسلام أولاً وأخيراً.
• قراءة نقدية بنّاءة في مناهج المدارس والمعاهد والجامعات العربية ليس فقط من أجل مواجهة التطرف، وإنما على العربي المسلم أن يعرف من هو العربي غير المسلم والعكس صحيح، وكذلك من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية والمجتمعية، وبالأخص فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي أصبحت مغيبة على الصعيد العربي والفلسطيني، وخير مثال الغاء تدريس بعض المواد التي كانت الزامية التي تتحدث عن القضية الفلسطينية في بعض الجامعات الفلسطينية.
• تجديد الخطاب الديني بشكل ملموس وعملي، وليس فقط على الصعيد الإعلامي من أجل تهدئة الأوضاع بين فترة وأخرى، لهذا على المؤسسة الدينية المتمثلة بالأزهر مواكبة وتطوير الفقه الذي تمت صياغته منذ أكثر من 6 قرون.
• تطوير الأداء الأمني بأقصى سرعة، وبشكل واضح دون أي ضبابية أصبحت المؤسسة الأمنية تفتقد للمعلومات، مما جعلهم يفتقدون الى عنصر العمليات الإستباقية والمفاجآت الرادعة بضرب بؤر الإرهاب وعناصره قبل إرتكابهم أعمالهم الإرهابية.
• على الدول العربية وضع تصور واضح في كيفية التعامل مع الدول العربية وغير العربية الداعمة بأشكال مختلفة للإرهاب، خصوصاً تلك الدول الداعمة للإرهاب بالأموال الباهظة، وجميعنا يعلم بأن هناك دولاً عربية تتعاون مع دول كبرى في دعم الإرهاب المنظم، وخصوصاً بأن الأمر أبعد من كونه تفجير هنا وهناك بقدر ما انه تدمير الخارطة العربية وتخريبها لتشكيل دويلات عربية على أساس الدين والمذهب.