الأربعاء: 15/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل سنصل الى " اكلت يوم اكل الثور الأبيض " ؟؟!!!

نشر بتاريخ: 17/06/2017 ( آخر تحديث: 17/06/2017 الساعة: 20:20 )

الكاتب: عوني المشني


أبناء وكوادر وقيادة حركة فتح يجب ان لا يفرحو كثيرا بما يجري مع حماس ، ملاحقة حماس ومطاردتها في العواصم وشيطنتها لم تأتي لانها ارتكبت خطيئة الانقلاب ، او لانها تنكرت للشرعيات ، او كونها تنظيم فلسطيني انحرف عن بوصلة العمل الوطني الفلسطيني باتجاه تدخلات في الشأن العربي ، ورغم ان كذلك صحيح ومارسته حماس الا انه لو كانت تلك الملاحقة والمطاردة والشيطنة لتلك الأسباب لكان هناك مبرر " الشماته " . لكن ما يتم الان ضد حماس هو مبرر لدق ناقوس الخطر للكل الفلسطيني بعض النظر عن الانتماء الحزبي والفصائلي ، ويدعونا كفتح الى ان نحمي حماس من ذاتها اولا ومن الآخرين أيا كان هؤلاء الآخرين .
موقف غريب !!!! أليس كذلك ؟؟؟؟ ربما ، لكن الأكثر غرابة هو ان ننسى العدو الرئيسي وننتقل في التعاطي مع حماس من حالة المنافس السياسي لنضعها في خانة العدو الرئيسي لا بل اننا نتعاطى مع العدو الرئيسي على انه حليف ضد حماس !!!!!
هكذا هو الحال الان : نتعاطى مع حماس كعدو أساسي بينما اسرائيل " طرف اخر نختلف معه " !!!!!
حماس مهما بلغت شدة الاختلاف معها فهي جزء من النسيج الاجتماعي ومكون سياسي فلسطيني أساسي ، ان اخطأت تخطئ من هذا الموقع ، ان انحرفت تنحرف من هذا الموقع ، ان تآمرت فإنها تتآمر من هذا الموقع . وإسرائيل عدو رئيسي حتى وان أتفقنا في جزئيات هنا او هناك ، اسرائيل هو من يسلب ويقتل ويدمر ويعتقل ويصادر الارض والحريات .
لماذا يجب على فتح ان تقلق الى حد الغضب لما يجري ضد حماس ؟؟؟ لماذا يجب ان تحمي حماس لا ان تدفع باتجاه استمرار مطاردتها ؟؟؟؟
لان الحملة ضد حماس هو مقدمة لمرحلة سياسية متقدمة على طريق تصفية القضية الفلسطينية ، فالمفاوضات التي تشكل غطاء لحلف خليجي إسرائيلي أمريكي هي تلك المرحلة التي نحن بصددها ، وأي محاولة لتجميل تلك المرحلة تحت عناوين مختلفة لا تعدو اكثر من ذَر للرماد في العيون ، ان ادارة دفة الصراع لجعل التناقض مع ايران هو التناقض الأساس وادخال اسرائيل في حلف عربي ضد ايران هو الهدف والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لا تشكل سوى غطاء ولن تفضي تلك المفاوضات لشيئ ذات قيمة سوى تبرير التحالف الخليجي الاسرائيلي والتغطية عليه .
الحملة ضد حماس ليس لانهاءها ولكن لتدجينها وهي بالمناسبة قابلة للتدجين مقابل اوهام دولة غزة ، ولهذا لا مبرر للفرحة لان تلك الحملة لن تفضي لإنهاء حماس بل ستفضي لتدجين حماس لتصبح في اليد وعلى مقاس اليد الإسرائيلية الامريكية ولتمرير مخطط " دولة في غزة وضم الضفة " .
اننا امام مخطط صعب وخطير ، الادارة الامريكية التي تبتز الخليج ماليا الى حد إفلاسهم ، وادخال اسرائيل للمنطقة العربية عنوة ، وتدجين كافة قوى وفصائل العمل الوطني الاسلامي الفلسطينية ، وشرعنة استمرار الاستيطان مقدمة للضم ، وتحول ايران الى تناقض رئيسي مع الوطن العربي " السني " . هذا هو ما يجري .
فلم الفرحة إذن ؟؟؟؟ ولم الشماتة إذن ؟؟؟
ما يجري يستهدف المجموع
ما يجري لن يخدم فتح ولا فلسطين
ما يجري هو الكارثة بأبشع صورها
ما يجري يستدعي التصدي وبالامكان التصدي ويستدعي الإفشال وبالامكان الإفشال
وعلى كل ان يختار مكانه وفِي اي محور يكون
اما حماس فهي موضوع اخر مختلف ، عليها ان تدرك ان العودة للعمل وفق البوصلة الوطنية الفلسطينية هو الطريق الأمن الوحيد ، لا طهران ولا الدوحة تشكل طريقا امنا كما لم تكن دمشق ولا القاهرة اثناء حكم الآخوان لها ، الطريق الأمن الوحيد هو طريق إستقلالية القرار ، عدم التدخل في الشئون العربية ، والمصلحة الفلسطينية هي معيار وبوصلة ومرشد العمل وغير ذلك يعني تجاوز المحظور والانتقال من مرحلة الخطأ الى مرحلة الخطيئة ، حماس ارتكبت خطيئة لكن خطيئة اكبر تركها للتصفية بالطريقة التي تتم وتكون فتح قد انحرفت عن مسارها لو تركت العالم يطارد حماس بهذه الطريقة ،
حماس عليها ان تعود للشراكة الوطنية الحقيقية وعليها ان تقبل حقيقية لا احد من حقه ان يتصرف كما يحلو له ، فلسطين ليس من حق فصيل ان يختطفها ويسير بها في دروب وعرة مليئة بالألغام وفِي النهاية يطلب من الشعب الفلسطيني ان يحميه !!!! على حماس ان تبادر الخطوة الاولى ، لانها هي من أخذ الخطوة الاولى في الانقسام ، الخطوة الاولى من جانب حماس وعلى فتح ان تستجيب للمبادرة وبدون تردد ، المسالة لا تحتاج اجتماعات ومصالحات ووساطات ، حماس تعرف الطريق جيدا وتعرف ما عليها ، وفتح تعلم كيف تلتقط خطوة حماس وتعززها ،
حماس عليها وبدون تردد ان تتقدم بالخطوة الاولى والحقيقية بعبدا عن الخطوات الرمزية او الدعائية ، لا وقت كثير أمامها ، الذهاب على طريق حل المشكلة بمشكلة لن يجدي ، لن يشكل الذهاب في دهاليز المؤامرة حلا لمعضلة حماس حتى ولو بدت الطريق سهلة ، هذا يعبر عن نفس المسلك الذي أوصل حماس لما وصلت اليه ، الخطوة الاولى الاساسية من حماس ليست فروسية هذه ولكنها الطريق الأمن لحماس اولا ا وللشعب الفلسطيني ثانيا وللقضية الوطنية ثالثا .
هل تعي حماس حقا ما يدور حولها ؟!!!
هل تبحث عن أمن استراتيجي لها ولشعبنا ؟!!!
هل تمتلك الإرادة الحرة المستقلة ؟؟؟
اذا لتبادر بالخطوة الاولى والجوهرية
وحينها ، حينها فقط يكون لحماس حق الحماية ليس على فصائل العمل الوطني المتفقة مع حماس فقط بل وعلى فصائل العمل الوطني جميعها وفِي مقدمتها فتح .