الثلاثاء: 21/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

مواطنو غزة لا شأن لهم بالسياسة والانقسام

نشر بتاريخ: 30/08/2017 ( آخر تحديث: 30/08/2017 الساعة: 18:12 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

لم ولن يمر عار أكثر من الانقسام قد اضر بالشعب الفلسطيني وسيبقى أثره لعشرات بل مئات السنين كظاهرة مرت بحياة الفلسطينيين وأوجدت مآس يندى لها الجبين حتى وصلنا إلى وضع جلس فيه الاحتلال يتفرج عليها، بل ووصل بهذا الاحتلال أن يطالب السلطة الوطنية بتخفيف إجراءاتها ضد غزة، قد لا يفهم ذلك البعيد عن السياسة وغير القارئ ولكن نحن نفهمها أن الاحتلال لا يريد إجراءات أكثر صرامة نحو انهيار الأوضاع في غزة لأنه لا يرغب بمواجهات جديدة وهو الوحيد المستفيد من هذه الإجراءات وشعبنا الفلسطيني في الضفة وغزة والداخل والشتات هو المتضرر، وطرفي صراع الانقسام ليس لديهم أي مبالاة بما يعانيه شعب غزة، كل لديه الامتيازات والدولارات والمناصب والعلاقات وشعبنا فقط هو الذي يعاني.
لقد كان لي أوقات كثير أن أعيش مع أبناء غزة على الرغم من أنني لم أزرها في حياتي وكان لي أن ألتقيهم في دول عربية وأجنبية وغيرها وفي رام الله ونابلس، إنهم أبناء شعب مكافح ومناضلين ويستطيعون فعل المستحيل وهم الأبناء الذين أذلوا شارون ورابين وطردوهم من غزة، وهم القوة الحقيقية على طول الصراع مع العدو الذي استطاعوا قصف كل مدنه، الحديث يطول كثيرا عن تمجيد غزة، ويكفي أن يكونون هم أكثر الشعوب الحالية حصارا ومعاناة وصبرا، وهم الذي يقدمون في كل شيء من الاختراعات والعلماء والحداثة على الرغم من صعوبة حياتهم.
10 سنوات من الحصار المشدد وغير المسبوق وما يزال أبناء غزة صامدين، وهم واقفين على رزق أبنائهم وثلاثة من الحروب الطاحنة وغيرها من المواجهات المؤقتة، إنهم جبابرة هذا الزمان، وهم إذ تكون كل الدنيا مشغولة فيهم لكثرة الأخبار التي كانت وما تزال ترد من عندهم كونهم في قلب العالم، ونتيجة الحروب المدمرة عليهم، لأنهم لم يتدخلوا بالسياسة وهم شعب امن ويرغبون في العيش بحرية وعدالة الله وليس عدالة البشر والظلمة.
فلا يوجد مجال هناك للبحث في أسباب الأزمات وغيرها ومن يتحمل أكثر، ولكن أقطاب الانقسام هم من يتحملون مصائب شعبنا وويلاتهم وبالتالي فإنهم مطالبون كما كل وقت أن ينهوا مأساة غزة وان يتركوا شعبها يعيش حياته بحده الأدنى إن لم يكن كما باقي البشر في هذا العالم.
نعم، إن أي إجراءات من الحكومة ضد أبناء غزة سيكون مصيرها الفشل وسيكون متخذها مسئول أمام الله وأمام الناس والتاريخ، وبالتالي عليكم أن ترحمونا وترحموا أبناء غزة من سياساتكم، لقد كنا نعيش قبلكم وبدونكم، ولم تقسوا علينا الحياة إلا عندما آتيتم، فالناس راغبة في عيش كريم وعدالة الأرض ولا تريد منكم شيء، فلا دخل لأبناء غزة بسياساتكم وبالتالي لا يجب محاربة بعضكم البعض بالتضييق على الناس.