الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحكومة في غزة

نشر بتاريخ: 02/10/2017 ( آخر تحديث: 02/10/2017 الساعة: 10:54 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

لا شك ما زلنا ننتظر الكثير في تلك الملفات الشائكة التي يمكن تجاوزها وتوصلنا إلى نقطة الوحدة الوطنية أو ما يعرف اليوم بالمصالحة، وعلى الرغم من أنني لست متفائل طويلا في انجازها لان بعض الخفافيش تعمل على إحباطها، إلا أنني ومنذ وقت طويل قد قلت أن ليس هناك من أسباب تجعل من الانقسام قائم ومستمر، ونحن ضحايا الانقسام من اشد الناس الذين يريدون أن ينتهي إلى غير رجعة، والله أن العدو واحتلاله لا يستطيع علينا لأيام أو أشهر أو سنوات قلائل إن كنا متحدين في مؤسسات الدولة ولدينا الشرعيات التي يفرضها القانون.
وهناك الكثير من التعليقات والملاحظات والأقوال التي تنشر وتتكهن وهناك الكثير الذي يبحث عن سبب التلاقي في هذه الأيام، فالجميع أدرك أن الانقسام في غير صالحه وحتى هناك مصالح غربية أو إسرائيلية تقوم على الاتحاد ولو مؤقتا والذي نتمناه أن يدوم وان يكون العصي الطاردة للاحتلال.
والأسباب موجبة فدورات التاريخ والأيام تعلم من يفهم ومن يعي، فالسلطة أدركت أن لا نتيجة من الحديث عن سلام مع إسرائيل أو أن أمريكا ليس لديها ما تقدمه ويكون مرضي للفلسطينيين ولتجنب العبء الأكبر رأت اليوم أن لا مجال إلا الذهاب باتجاه الالتقاء مع الشق الأخر في الوطن، وحماس أدركت عبر السنوات أنها لا تساوي شيء لوحدها في غزة لان هناك شعب يحتاج إلى إمكانيات دولة.
أما الأطراف الأخرى، فربما تلاقت مصالحها على تنفيذ ما انتظره الفلسطينيون لسنوات، والذي قد يؤدي إلى إعادة الأبواب إلى مطارحها والسير نحو بناء قادر على فرض سيادة القانون من جديد.
أما أثار الانقسام فهي كثيرة وضحايا الانقسام كثر، وكوارث الانقسام لا تعد ولا تحصى ولكن ليس وقتها اليوم، فلندع العجلة تسير إن شاء الله، وسيتم محاسبة من كان سببا في الانقسام بأي عملية انتخابية قادمة أو بالقانون والعدالة.