السبت: 04/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

رساله الى يحيى السنوار

نشر بتاريخ: 02/10/2017 ( آخر تحديث: 02/10/2017 الساعة: 13:20 )

الكاتب: عبد الله كميل

قبل كل شيء وحتى لا يذهب احد بعيدا فأنا وكل ابناء فتح قادة وكوادر مع المصالحه التاريخية قلبا وقالبا لا بل مع الاصلاح للعلاقة التي لم تكن يوما قائمة على اسس سليمة بينكم وبين فتح بشكل خاص وبينكم وبين فصائل العمل الوطني بشكل عام وذلك لأسباب عقائدية حزبية وفكريه خاصة بحماس ما ساهم بحرف البوصله على امتداد سنوات الانتفاضتين وما بعدهما وصولا الى بحر الدم الذي جرف الامل وامنيات الشهداء هناك في حواري وشوارع ومخيمات قطاع غزة الذي كان عبر التاريخ مصدر الثوره الأساسي ومفجر الانتفاضة الاولى..
عشر سنوات عجاف عاشتها فلسطين وقضيتها بعد تحطيم البوصلة الوطنية المتجهة نحو القدس العاصمة وفلسطين الدولة واللاجئين الاحرار العائدين إلى وطنهم ..سنوات قاسية على شعبنا في كل مكان الا اولئك الذين عاشوا الزمن الأقسى في غزة والذين دفعوا الثمن دما وجوعا وحصارا ورعبا وانكفاء وألما نفسيا حتى اصبح الأغلب منهم وتحديدا الاطفال منهم والذين هم بحاجة الى افضل من عملوا معالجين نفسيين لإخراجهم من بحر الأمراض النفسية ..واولئك الشباب الذين فقدوا الأمل فهام الكثير منهم على وجوههم في شتى اصقاع الأرض بحثا عن شئ من أمل وحرية ناهيكم عن قفز لقمة العيش كأولوية للغالبية العظمى من ابناء غزة لأن من يجوع أبنائه لا يفكر بغير إطعامهم ..سنوات تضاعف فيها الاستيطان واتسعت خلالها دائرة التهويد للقدس وتضاءل خلالها الأمل بتحقيق ما ضحى من أجل تحقيقه الشهداء والجرحى والأسرى وتراجعت خلالها القضية الفلسطينية..
عشرات من جلسات الحوار قبل خروجك من سجون الإحتلال تمت بين فتح وحماس والعديد من الاتفاقات التي ابرمت وكانت تحمل معها نفحات من الأمل لاولئك الغرقى الذين تعلقوا دوما بقشة أمل علها تنقذهم مما هم فيه إلا انها سرعان ما كانت تسقط لتذهب بعيدا في بحر الانقسام والألم والإحباط ..واخيرا ها أنت قد خرجت وتبوأت المسؤولية عن حركة حماس في قطاع غزة فحملت حتى اللحظة مفاتيح ذاك الأمل المفقود والمختبئ خلف جدران العناد ..تحركت ومنذ اللحظة الاولى اتجاه تحقيق المصالحة مع ان البداية كانت خاطئة حينما ذهبت باتجاه العناوين الخاطئة ..فكن كما اعلنت ..اكسر عنق من وقف معيقا لعجلة الوحده .. لا تتوقع ان يصدقك الناس مرة واحدة فهم جربوا تصديق الآخرين لكنهم سرعان ما كانوا يكتشفون انهم كانوا يلهثون وراء سراب..لتعلم اخي المناضل المحرر ان من سيعمل على تحقيق الوحدة سيخلده الشعب وسيرضى عنه الله ورسوله..ومن تفوقت عنده مصلحة الوطن والشعب على مصلحة حزبه فانه سيتبوأ المكانة الاعلى له ولحزبه ..لتتشابك ايدينا ..لنطوي صفحة الماضي الأسود الذي ابكى الحجر والبشر وأدمى قلوب الأكرمين ..اياك والانصياع لاولئك الضالين والمضلٍلين وايانا من الشروط المستحيلة التي كانت دوما تعيدنا الى المربع الأول ..انصاع لله وسنة نبيه وارادة شعبنا ..فهذه هي التجربة الأخيره والا فلن يرضى عنا وعنكم الله ولا شعبنا وحينها لا قدر الله سيكفر شعبنا بكم وبخطابكم ..فلسطين تحتبس انفاسها انتظارا لغد يحمل معه بشرى تحقيق النصر على (الأنا )لصالح قيم ال (نحن) ..فالوطن غالي وشعبنا عظيم ويستحق ان يتم التنازل من أجله عن مواقفنا الحزبيه المقيته ..ولنتجه نحو بناء استراتيجية نضاليه تحررية يتشرك فيها ابناء حماس وفتح والجهاد والشعبيه والديمقراطيه والنضال وحزب الشعب والعربيه والفلسطينية وفدا وكل ابناء شعبنا مي نتخلص من أسواء إحتلال عرفه التاريخ فالوحده أقصر الطرق نحو الحرية والإستقلال ..