الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

كل عناصر الحرب العدوانية متوفرة

نشر بتاريخ: 04/10/2017 ( آخر تحديث: 04/10/2017 الساعة: 10:34 )

الكاتب: عوني المشني

منذ حرب حزيران ١٩٦٧ وحتى الان لا يوجد وقت تتوفر فيه مختلف الأسباب لتشن اسرائيل حربا عدوانية اكثر من هذا الوقت ، المخاطر على حدود اسرائيل تزداد كما ونوعا وتدخل عناصر جديدة ، الجبهة الشمالية فان التحالف الروسي الإيراني في سوريا اصبح يقض مضاجع جنرالات الحرب في اسرائيل ، خاصة ان ايران بفعل تواجدها الكثيف وإدخالها التصنيع العسكري للصواريخ الى سوريا باتت الامور خطيرة الى حد عدم الاحتمال واذا ما أضفنا حزب الله ومتواجدة في سوريا ولبنان فان الامر أشعل كل الاضواء الحمراء في قيادة الأركان الاسرائيلية . هذا الوضع هو الاخطر على اسرائيل ليس الان فقط بل ومنذ حرب حزيران ، ان تشكل هلال يمتد من ايران مرورا بالعراق وسوريا وحتى لبنان يجعل الامر ليس خطر حدودي بل يرتقي الى مستوى الخطر الوجودي وهذا السبب كافيا لوحده ليدفع اسرائيل الى حربا عدوانية جديدة .
اسرائيل تدرك ان مثل هذه الحرب ستكون مختلفة جذريا عما كان في الحروب السابقة من حيث انها ستؤدي الى خسائر مؤلمة لكل اطرافها بما فيها اسرائيل وبأنها لن تمون على أراضي الخصم فقط بل ستصبح كل اسرائيل مهددة ، هذا هو ما يجعلها تتأنى . بل ويجعلها تفكر بطريقة مختلفة ، فزج ايران في حرب في الخليج وبالتحديد مع السعودية ودخول اسرائيل عبر تحالف عربي دولي ضد ايران قد يكون هو الطريق الافضل ، يبقى السؤال هل هذا ممكن ؟؟!!!! هذا يعتمد على حكمة القيادة الإيرانية وعدم تورطها في حرب خليجية ويعتمد من ناحية اخرى على السعودية بالدرجة الاولى ومدى استعدادها للدخول في حرب لا فائدة لها منها بل ستدمر البلاد دونما نتائج تذكر ، حتى اللحظة فان ايران تحاول جاهدة ان تتجنب ذلك ، وقد نجحت حتى اللحظة عبر الاتفاق النووي ، لكن وتيرة التوتر في الخليج لا زالت مرتفعة ، والتجربة السعودية في اليمن لا تشجع على التورط في حرب مع ايران ، لكن لا احد يعلم على وجه الدقة أين ستؤول التطورات .
الجبهة الجنوبية وان كانت اقل خطرا ، بل هي تهديد محدود لا يرقى للتهديد الوجودي ومع ذلك فان مصالحة فلسطينية تبقي ترسانة حماس العسكرية في محاكاة للوضع السائد في لبنان ، ان وضعا كهذا يشكل اكثر من ارباك أمني لإسرائيل ، انه خطر حقيقي ينذر بتحوله في وقت ما الى خطر اكبر لذلك فان لم تستطع الجهود السياسية إنهاء هذا الوضع فان نذر الحرب تكون لها مبرراتها وفق العقيدة الأمنية الاسرائيلية ، من حيث السلاح والكفاءة هذا اقل خطرا من الوضع في سوريا ولبنان ولكن من حيث البعد الاستراتيجي فانه ربما أشد خطرا وذلك على اعتبار ان حماس تعتبر ان كل فلسطين هي تحت الاحتلال ويراد تحريرها . هنا ايضا يوجد مبرر للحرب وان كانت ليست بالعاجلة ولكن لن تنتظر اسرائيل حتى يصبح الوضع اكثر صعوبة .
سبب اخر للحرب في العقل الاسرائيلي هو ان اعادة خلط الأوراق قد يساعد اسرائيل في الهروب من استحقاقات سياسية باتت جدية خاصة بعد ان اصبح اقرب المقربين من اليمين الاسرائيلي وهو الرئيس الامريكي ترامب متشكك في استعداد نتنياهو لتقديمها ، الحرب هي مخرج سياسي هنا ، وقد ينتج عنها وضع يصبح فيه الموضوع الفلسطيني مؤجلا الى حين .
ان اخطر ما يمكن ان تتمخض عنه حرب كهذه هو ان تنتج مناخا اقليميا يتاح فيه تهجير عددا كبيرا من الفلسطينيين لمواجهة حالة الديمغرافيا المقلقة استراتيجيا للاسرائيليين والتي باتت ترتقي الى مستوى الخطر الرئيسي على المشروع الصهيوني برمته ، ان المخرج بالانسحاب لحدود حزيران عام ١٩٦٧ كمخرج لهذه المعضلة غير مفضل لليمين الصهيوني الذي يعتقد ان هناك إمكانية للاستيلاء على الارض والتخلص من السكان !!!!! . لديهم في حرب ١٩٤٨ نموذجا حيث تم تهجير اكثر من ثمانون بالمائة من الفلسطينيين ، صحيح ان الظروف الدولية والمحلية اختلفت وما كان بالامس ممكنا اصبح اليوم صعبا ويكاد يكون مستحيلا ، لكن في ظل انعدام الأفق الاسرائيلي لليمين الاسرائيلي فان الجنون قد يعتبرونه مخرجا .
اننا امام مناخ مهيأ لحرب ، كل المعطيات تؤدي لهذا الاستنتاج ، هل سيكون تغييرا في اخر اللحظات يبعد شبح الحرب هذه ؟؟!!!
الجواب حتى الان ان الحرب خيار اسرائيل الوحيد في ظل هذه المقدمات ولكن كثيرا ما تنشأ الاحداث في الشرق هنا بلا مقدمات موضوعية .