الخميس: 16/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

المصالحه ... ومستقبل القضية الفلسطينية .!؟

نشر بتاريخ: 14/10/2017 ( آخر تحديث: 15/10/2017 الساعة: 00:57 )

الكاتب: منذر ارشيد

الوضع الفلسطيني اليوم أمام مشهد يستحق البحث والتدقيق خاصة ان مفاجئات حصلت أعادت القضية إلى واجهة الاحداث .رغم الفرح الذي غمر الجميع بانتهاء الإنقسام إلا أن خوفا مشروعا ينتاب الغالبية العظمى من أبناء شعبنا في الوطن وفي الشتات
هنيئا لشعبنا للمصالحة...
أشهد الله أني من أشد الناس فرحا بالمصالحة والشكر لمصر على جهودها التي تكللت بالنجاح ...
فرحة شعبنا لا توصف وقد تمت المصالحة بين فتح وحماس خاصة أن الأمر يتعلق بغزةالمحاصرةوأهلها المظلومين وعشر سنوات وما يزيد تخللها ثلاثه حروب طاحنه دمرت إسرائيل كل ما طالته من بشر وحجر وأعادت الناس الى الوراء بكل ما تعنيه الكلمة من معنى
تحت سيطرة حماس عاشت غزة سنوات عشرة لم تستطع حماس إستيعاب التنوع الفصائلي والفكري المختلف فكانت سلطة أمر واقع فعلا وأحدثت شرخا وفجوة في المجتمع وعاملت المنضويين تحت جناحها معاملة متميزة عن سواهم وظلمت الفتحاويين ظلما قاسيا بينما لو تعاملت معهم بخلق الإسلام الحقيقي كما صورت نفسها لكسبت الفتحاويين ومعظم الشعب الفلسطيني إلى جانبها.. فكانت المصالحة لدى هؤلاء فرحة الخارجين من السجن الى الحرية
وحتى الحمساويين لا يقل فرحهم عن الفتحاويين لأنهم خرجوا من مازق خطير وحرب ساحقة كانت تلوح بالأفق ناهيك عن المسؤولية والأعباء الضخمة التي ما عادوا قادرين على تحملها بعد انكفاء الدور القطري وغيرها من الامور

مصالحة الأمر الواقع
من يقول أن المصالحة تمت هكذا وبسهولة لا يعرف شيء وإلا ما معنى أن تستمر القطيعة والإنقسام طيلة عقد من الزمن، وكانت اتفاقيات متتالية قد تم توقيعها في مكة والدوحة والقاهرة قبل سنوات دون جدوى وبين عشية وضحاها تكثفت الجهود عندما تدخلت مصر وعلقت الجرس وقلبت الظروف رأسا على عقب وسارعت حماس إلى القاهرة ووضعت اللجنة الإدارية وديعة لدى مصر.

المصالحه.. عودة الامور إلى نصابها
ومن يقول أنها تلبية لرغبة وضغط شعبي فهو واهم أيضا ً
المصالحة جاءت بحكم الظروف الموضوعية لتوجهات إقليمية دولية ولأهداف سياسية مرتبطة بالواقع العربي والإقليمي..وعلينا أن نعي ان مصر ليست لوحدها في الميدان وهي عضو في الرباعية العربية مع الاردن وتعمل من خلال تنسيق مشترك
فكيف تمت المصالحة..؟
لنعد قليلا إلى الوراء... فبعد الإطاحة بمرسي وما تخلل الوضع من أحداث بدأ الإعلام المصري هجوما كاسحا على حماس وأبرزت عناوين صارخة تجرم خلالها حماس ونشر وثائق وصور ومعلومات عن تورط حماس في أعمال إرهابية قامت بها منها إقتحام السجون وإخراج معتقلين من الإخوان وعمليات قتل لجنود مصريين وفرار إرهابيين إلى قطاع غزة
وصرح الرئيس السيسي أكثر من مرة وبغضب واضح...أن حسابهم قادم قريبا وبدأت مصر بإغراق الإنفاق بينها وبين رفح مما عطل أكبر منفذ ومصدر رزق لحماس كانت تعتمد عليه لتهريب مستلزماتها التسليحية و الغذائية والتمويل .
وهناك معلومات مؤكده في حينه أظهرت إستعدادات وتدريبات لقوات مصرية من النخبة لعمل قادم ضد حماس وفي غزة بالتحديد..وقد تدربوا على مجسمات تحاكي مناطق محدده في قطاع غزة ولكن الامر تم تأجيله لأسباب سياسية في ذلك الوقت.ربما بنصيحة من جهة ما كي لا تتورط مصر بالدم الفلسطيني
ظلت وسائل الإعلام المصرية تصعد هجومها على حماس وبتحريض سافر ، ومنها من كان ينتقد القيادة المصرية على عدم تنفيذ هجومها على غزة .
كانت السلطة الفلسطينية تنتظر على أحر من الجمر كي يتم إسعادة غزة الى الشرعية ولو بالقوة..

ودارت الدوائر والأحداث في المنطقة وكأن المجتمع الدولي وامريكا بالتحديد طالبت الإنتظار حتى تنجلي الأمور في المناطق الساخنة(سوريا والعراق
فكان مؤتمر الرياض الذي وضع الأمور في نصابها حسب الرؤية الأمريكية ومن لف لفها فكان هناك قرارا بتجريم حماس كمنظمة إرهابية مع تحفظ من بعض الدول منها فلسطين وقد قال الرئيس ان حماس جزء من الشعب الفلسطيني لكن بقي الأمر كسيف مسلط على رقبة حماس
فكان الرأي تخيير حماس بخيارين لا ثالث لهما ..
* إما الرضوخ أو إعتماد مصطلح الإرهاب* مما يترتب عليه ما يمكن أن يبرر إستعمال القوة بمباركة دولية وإقليميه
تحت بند *مكافحة الإرهاب* والعالم والإقليم جاهز
وقد تم إستدعاء حماس إلى القاهرة أول مرة وإبلاغهم بنتائج بقائهم على الوضع الذي كان مما يعني حربا ستشن عليهم من كل الأطراف
فأصدرت حماس وثيقتها الجديدة التي فيها تراجعا عن إستراجيتها ونهجها السابق مما فتح الباب لمزيدا من الحوارات السريعة والجادة بدأت مع دحلان وأسست لأهم نقطة في عمل مصالحة مجتمعية مهدت لقبول وارتياح شعبي داخلي خاصة في قطاع غزة السلطة واستلام زمام الأمور
لو إستمر الأمر مع دحلان فإنه لن يكون مجديا على المستوى الشمولي ويبقى الأمر محصورا في غزة لا بل يزيد الوضع سوءا على المستوى الفلسطيني وتدخل غزة في إنقسامات جديدة من الممكن ان يجر إلى مشاكل جديده من خلال تيارات مع وضد والخ...!
وكان لابد من ان تدخل السلطة الشرعية في هذا الحل لإنهاء الإنقسام بشكل نهائي مجدي وأعتقد ان هناك إتصالات جرت بهذا الخصوص بين مصر والسلطة أقنعت مصر خلالها السلطة أن تستلم زمام الامور وهكذا كان...
وبقدرة قادر استجابت حماس لشرط الرئيس بحل اللجنة الإدارية وكرت السبحة إلى ان تم التوافق والإتفاق تحت رعاية مصر
ماذا بعد...!؟
تكهنات كثيرة تلوح بالأفق وتحليلات منها ما يوحي إلى ترتيب البيت الفلسطيني ومنها ما يوحي لأمور أخرى منها الى الوصول إلى قرار مشترك موحد لمواجهة العدو الإسرائلي. وهناك من يقولون ان الأمر من أجل الحل النهائي أيا كان فالنستعرض الأمر باختصار لنقف على بعض الحيثيات
وما هي صورة المشهد وبتجرد وليس كما نتمنى بل كما هو الحال.....
أولا....ما عادت قضية فلسطين قضية يمتلكها الفلسطينيون لوحدهم والعالم اليوم مقيد والإقليم محكوم بقوى عالمية وتحالفات دولية وأمريكا تهيمن على المنطق
.ثانيا.. السلطة الفلسطينية ملزمة لا بل محكومة اقتصاديا برضى الحلف الجديد ولا تستطيع الإيفاء بالتزاماتها الرواتب
خاصة دون المساعدات الخارجية ناهيك عن عائدات الضرائب التي تتحكم بها إسرائيل وهي اي السلطة سعت بكل جهودها التوصل إلى إتفاق سلام مع إسرائيل ولا مانع لديها فيتدخل من أي جهة كانت للتوصل إلى حل( دولة فلسطينية )
ثالثا.. الوضع العربي مهلهل ومعظمهم طبع مع إسرائيل والعلاقات تكاد تكون علنية مع غياب الدولة الوطنية وانتهاء
الزمن العربي وإحلال الزمن الصهيوني مكانه
رابعا...الوضع الفلسطيني في عنق الزجاجة وما عاد هناك حرية للمقاومة ولا إمكانيات من خلال تجفيف منابع الدعم ومحاصرة المقاومين والتهمة جاهزة (الإرهاب)
حماس تراجعت خطوات هامة جدا تفاديا لكارثة كانت مؤكده... وهناك معلومات انها سلمت مطلوبين لمصر وأمور أخرى تفاهمت مع مصر عليها... والله أعلم
خامسا..المصالحة رغم أنها حاجة فلسطينية إلا انها مطلب دولي إقليمي لحل القضية الفلسطينية للتفرغ لمواجهات أخرى تقودها أمريكا في المنطقة
سادسا.. المصالحة يجب ان تنجح وممنوع الفشل فمصر بمخابراتها وقياداتها تنظر إلى الموضوع بخصوصية الأمن القومي المصري وهمها الاول إنهاء الإرهاب الذي يتمركز في سيناء والمرتبط جغرافيا بقطاع غزة، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أنها الضامن الأول وأي فشل يعتبر فشل للسياسة المصرية وهذا غير وارد..فمصر تتقدم نحو الزعامة العربية
سابعا.. والاخطر وبيت القصيد
وبحسب ما تسرب قبل وبعد مؤتمر الرياض ....فان قرارا يقضي بانهاء التنظيمات الفلسطينية التي قاومت إسرائيل منذ عام 67 وما دام هناك مشروع ودوله على حدود حزيران ..فلا داعي لبقاء هذه التنظيمات ويجب تفكيكها نهائيا أو تحويلها الى أحزاب مدنية
ثامنا...وخلال عام ليس أكثر ربما أقل اللهم إلا حدث زلزال
بمعنى حرب عالمية مثلا أو مفاجئات كبيرة
دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية
ولربما هناك تفاصيل اخرى ككونفدرراليات تم نشرها كبالونات وجس نبض أو تهيئه ...والله أعلم
تاسعا ...كل ما سبق له دواعي دولية وإقليمية للتفرغ لمواجهات مفترضة بين تحالفات نشات بالمنطقة.....
أخيرا...هذا التحليل والقرائه ناتج عن متابعة وقرائه لكل ورقة أو خبر نشر أو تسرب من هنا وهناك..
ملخص القول إذا صح ما ورد فأعتقد إعتقادا جازما أننا سنشهد سيناريوهات متسارعة على طريقة ضرب الحديد وهو ساخن ، وليس كما يقال *على مهل *
ربما مؤتمر دولي اقليمي تحت إشراف الأمم المتحده بقرارات ملزمة لجميع الأطراف واسرائل بشكل خاص .. دولة بمحيط وطوق أمني صارم وعيشوا بسلام
سيناريو .....ربما سيكون كل من أدى دوره مشكورا ً .. وهنا تظهر بوادر المرحلة الجديدة التي تجب ما قبلها ، وأن لا أحد من الوجوه التي تتسابق وتتنافس على المناصب اليوم لا أحد من هذه الوجوه ستتاح له فرصة للزعامة والقيادة
فمن يغير المرحلة السابقة التي استمرت نصف قرن سيكون قادرا أن يغير الوجوه بنصف يوم
هذا تحليل شخصي ورؤيا وإستقراء مختصر ربما فيه خطأ هنا أو هناك.. وجل من لا يخطيء
كلمة أخيرة .. ربما أمريكا اليوم هي صاحبة الأمر والنهي
ولكن الأمر بالنهاية بيد الله وأمره بين الكاف والنون..
فإن شاء كن فيكون..... والله غالب على أمره